صحيفة المثقف

حائر

عادل الحنظلأنا حائرٌ

يقسو عليّ العُمرُ في رَغَباتهِ

ويزيدُ رَشّ الماءِ فوقَ الطينِ قلبي

كي يُمَرَّغَني

إذا أفْلَتُّ من نَزَواتهِ

يصبو ولا يدري ارتخاءَ نياطِهِ

يدعو عليَّ إذا أختليتُ

ويستغيثُ كمنْ يصيحُ في دقّاتهِ

كنتُ المُوًلّهَ بالحِسانِ، ولم يعُدْ

بي ساعدٌ يطوي الخصورَ

وقد ضَحِكنَ من طَيّاتهِ

عيني أَبَتْ أن تستكينَ لعَجزِها

ترمي لِحاظا لا يُصابُ بها

سوى ضَعْفي

أنا المعلولُ في آهاتهِ

كيفَ المَفَرُّ

وفوقَ جنْبي ساهرٌ

كَرِهَ المنامَ

معاقرا كأسا بجنبِ صَلاتهِ

كَفّايَ فيما يَحمِلانِ تَخاصَما

كَفٌّ يناغي الجامَ

والثاني تَبَرَأَّ نائيا بنجاتهِ

ياجامعَ المُتناقِضَينْ

هل ذاكَ من نَكَدِ الزمانْ

أم تلكَ من حَسَناتهِ

أيَصِحُّ أن تضَعَ الجحيمَ على مشارفِ جَنّةٍ

أم أنَّ سَعدَكَ في لظى جَنّاتهِ

تمشي على قدَمٍ تُكابِرُ فوقَها

روحٌ

تمَرّدَ وهنُها

لمَا رأى أنَّ الصَبا بِصُباتِهِ

نَسيَ الحسابَ تشوُّقي

ورمى السنينَ وعَدَّها

حتى انثيتُ كأنني

كالمُوقِدِ النيرانِ في قشٍّ بلا جَمَراتهِ

قلبي يقولُ كناصحٍ

يتغضّنُ الوجهُ الذي عَدِمَ السنا

كَلِحاءِ باسقةٍ تَهَصّرَ ساقُها

لكن سرَّ الشوقِ في قَسَماتهِ

أقنعتُ ذاتي

أنَّ بي مافي الورودِ من الشذى

مُتَجعّدٌ

والعطرُ من ورَقاتهِ

جسمٌ الى السبعينَ مَحْنيّا خَطا

في همّةٍ

لَهَفا تُغالبُ في الهوى رَعَشاتهِ

مازلتُ في دربي أسيرُ

كَمَنْ عَشا

يبغي الضياءَ

ولا يرى في سَعْيِهِ

مايُبعدُ العثراتِ عن خطواتهِ

حيرانُ مابينَ اجترارِ شبيبةٍ

لازالَ في ثَنياتها

بَدَنٌ يرى

أنّ اجتنابَ الشوقِ بعضُ مَماتهِ

أو بينَ ياسٍ في خَواتمِ رحلةٍ

لا يستوي فيها

سوى المخذولِ في حَسَراتِهِ

***

عادل الحنظل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم