صحيفة المثقف

أمستردام

صالح الرزوقكايت ماكلين

ترجمة: صالح الرزوق


 

 هناك لوحة قرب القناة في شمال غلاسغو. كتبعليها: ”واحة المدينة”. عبرنا من فوق الأعشاب معا، وجلسنا على مقعد. كان هناك اثنان يربطان قاربهما، ويشربان البيرة والشمس تغمر ما تحتها.

مكان رائع. لكن لا يمكن أن تقول إنك ستعيش هنا.

لم لا؟.

حسنا هذا المكان قريب جدا من الشارع.

وأردفت: و الجرذان.

أنت وأنا دائما نتكلم عن الجرذان.

وحينها ظهر رجلان. أحدهما شاب نحيف. والآخر أصغر بالحجم وأكبر بالعمر. وجلسا في قارب. وأغلقا بابه وراءهما.

هل تعتقد أنهما سيمارسان الجنس؟.

هززت رأسي وأنا أفكر بالموضوع أيضا.

سألت: لماذا يحمل ذلك الكيس من الشطائر.

2303 كيم ضحكت ولكن لم ترد. والآن أفكر بالحب السري. لماذا نتستر عليه. ألا يحمل الناس معهم أسرارهم. أسرار الآخرين والأسرار الشخصية. حينما يبلغ الإنسان 30 عاما يصبح كأنه موظف بدوام كامل لأنه يتعين عليك أن تحمل أسرارك معك. ولا يمكن أن تغادر البيت دونها.

كنا آنذاك أنا وأنت في أمستردام. هل هي أمستردام؟. وكل ما بقي في الذاكرة هو القناة.

غيوم حارة بيض، ولكن كنا نستعد لتلقي الرذاذ. هذا كل ما تفهمه حينما تعيش مثلنا. وقفنا على الجسر نراقب فرقة من الشباب الصغار. كانوا يتخلون عن قمصانهم ويقفزون في المياه. وهذا شيء سيندمون عليه في الصباح، ولكن هناك على الجسر يوجد شيء للمشاهدة. وكنت أقف بقربك.

قال أحدهم: إنهم يجرون من القناة جثث أموات.

ضحكنا. وأغلقت عيني لثانية.

فكرت: حاول أن تتذكر هذه الدقيقة. أنت لست بحاجة لصورة لتتذكر.

مرة قلت لي: أفضل شيء فيك الظهور بالوقت المناسب.

والحقيقة أنه شيء كنت دائما أتعب وأكد من أجله. في بعض اللحظات يغيب عن عينيك أشياء لا تستطيع أن تتذكرها حينما تنظر للوراء. ترى فقط الأشكال العائمة. الخطوط العامة.

وأنت تحاول أن تتذكر ذلك الآن. وأنت جالس على ضفة قناة غلاسغو. عد بذهنك إلى أمستردام. وتمهل فوق الجسر وانظر. 

كايت ماكلين Kate McAllan فنانة بصرية وكاتبة مولودة عام 1990 في غلاسغو. تعيش وتعمل في إدنبرة. أسكوتلاندا.

***

............................

الترجمة من موقع دار النشر الإسكوتلاندية Thi Wurd.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم