صحيفة المثقف

عربات الارقام

سعد جاسمالآخر ُ...

الذي يواحدُني رأَساً مشعَّاً

وجنوناً غيرَ مشروطٍ

ويقاسمني جسداً احتفالياً نشيطاً

كحصانٍ جاهزٍ للرهانٍ

وأَداءِ الاعمالِ المنزليةِ

**

الآخرُ...

حزينٌ هذهِ الأيام

ولأَنَّهُ حزينٌ .. فكَّرَ أنْ:

* لايكتبَ عن الاشياء ابداً.. بلْ يكتبُ الاشياءَ ذاتَها.

* لايشربَ سوى لبنِ التوّهجِ وحليبِ العشبِ.

* لايقرأَ الاّ مخطوطاتِ الأبدِ وصحائف الكينونةِ

* لايأكلَ سوى الجزرِ نكايةً بالأرانب

والعسلِ نكايةً بالدببة 

**

* أَمّا عن التي تدَّعي – وهيَ كاذبةٌ- بأنها عشيقته

فقد قرّرَ أنْ يقومَ بكلِّ رغباتهِ السريّةِ الجميلةِ

أمامها:

* كالبكاءِ بكاءً تحترقُ لهُ المناديلُ

* الصراخ الذي يعصرُ الروحَ ليلاً

* التأمّل بحثاً عن الجوهرِ المفقود

* تشييع نزواتهِ البدائيةِ ليكونَ قريباً من المطلقِ

وبعيداً عن الوهم والغنائم

* الأطاحة بكل أبوابِ المنزل..

وتهشيم زجاج نوافذه

حتى يدع للروح فرصة أن تُحلّق في فضاء الأبدية

**

الآخرُ الحزينُ هذه الأيام

ينتظرُ مصيراً مجهولاً

ولذا ....

راحَ يهئُ نفسَهُ لمصيرِ يعرفُ أنَّهُ غامضٌ وينتظرهُ

ينتظرهُ بأجراس تقرعُ في دمهِ المشعِّ الذي يحثُّهُ

أَنْ يقلَّبَ مصيرهُ الغامضَ هذا

على مجمرةِ الهواجسِ وطبخِ المصائرِ

لتكونَ جاهزةً

كحقيقةٍ

أو

كقدر ..

**

هوَ الآنَ منشغلٌ بتصفِّحِ أوراق مصيرهِ :

- هلْ سأُزجُّ في كوميديا العودةِ

وأُساقُ في عرباتِ الأرقام

لأُدافعَ عن انفعالِ الفاتكِ

الذي أَشعلتهُ وشايةُ اليربوعِ

عن خرافِ البحرِ

ليكونوا والقطيع الى ماهُم عليه الآنَ؟

 

- لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

 

هكذا صاحَ الآخرُ

ليؤكدَ بأَنَّهَ عنيدٌ

وليسَ رقماُ

يقبلُ القسمةَ على :

* الوشايةِ

* وعرباتِ الارقامِ

*  و...

*  و.... و....

* و... و.... و....

**

الآخرُ...

الذي يواحدُني رأساً مُشعّاً

وجنوناً غيرَ مشروطٍ

ويقاسمُني جسداً احتفالياً نشيطاً

لمْ

يَعُدْ

حزيناً

لأَنَّهُ قالَ : لا

وقالَ:

- ليَ الخلاصةُ

وللآخرينَ رمادُ الوهم

***

سعد جاسم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم