صحيفة المثقف

مثنويّات ورباعيّات عربيّة ..

 الى حسين سرمك وسلام الأسدي،

الى الغائبين، لكنَّهم الحاضرون أبداً

يقولونَ : مرَّوا من هنا .. انهمْ هنا

مواويلُهم، أصواتُهم، لطفُ سامـرِ

أساريرُهم سرٌّ بِهِ سحرُ ساحـــــرِ

فكيفُ مضوا قالوا؟! أُسائلُكم أنا..

**

يقولونَ : غابوا!.. كيف غابوا أَما ترى

لهمْ في ضفافِ النخلِ بيتٌ وأغنيهْ

وأعينَهم ترنو الى الدربِ حانيهْ

تساءلُ بدراً اِذْ أطلَّ اذا درى؟! ..

**

رفاقُ خطى دربي معَ الشطِّ غادروا

ـ يقولونَ ـ في ليلٍ بَهيمٍ بلا قمرْ

أرادوا وجوهَ السامرينَ، فلا سَمرْ

مضوا في السرى قالوا، فعادوا وما سروا ..

**

يقولون راحوا، انهم صوتُ قادمِ

وقدْ جلبَ الدنيا هدايا لصحبِهِ

وقدْ جلبَ النجمَ البعيدَ وما بِهِ

فأسرع يعدو صاعداً في السلالمِ

**

وددتُ لو استوقفتُ أَقدامَ عابرِ

وخيَّمتُ عند النهرِ استوقفُ الزمنْ

وصيَّرتُ كلَّ الأرضِ دوماً لنا وطنْ

ولوَّنتُ مِن حبرِ النجومِ دفاتري

**

وددتُ لو منحتُ كلَّ بيتْ

تعويذةً حتى يعودَ الميْتْ

**

وددتُ لو أجتَّثُ حادثَ الفراقْ

وأرسلُ الأطفالَ يمرحونَ في النجومِ ثمَّ يرجعونَ الفجرَ للعراقْ

**

يقولونَ ! كمْ قالوا وكمْ تاهَ قائلُ

وكذَّبَ ذاكَ القولَ فعلٌ وفاعلُ ..

***

شعر : كريم الأسدي

............................

ملاحظة: زمان ومكان كتابة هذه المقاطع : في اليوم الخامس عشر واليوم السادس عشر من آذار 2021 في برلين، وهي من مشروع شعري طويل اسمه (مثنويّات ورباعيّات عربيّة) سيقع في الف مقطع ومقطع من القصائد القصيرة ببيتين (مثنوي) أو أربعة أبيات (رباعي) يحاور فيه الشاعر التراث الشعري العربي والشرقي والاِنساني، ويعتمد كل أنواع الشعر العمودي والتفعيلة (الشعر الحرّ)، ويحتوي على محاولات تجديد في تنويع الأوزان الشعرية ومواقع القافية في النص الواحد، امّا مواضيعه فتشمل مواضيع الحياة : الوجود، الكون، الزمان، المكان، الطبيعة، الاِنسان، العالَم، الوطن، الخلود، الموت، الاِغتراب، الحنين، الذكريات، كما يشمل الثنائيات مثل البقاء والفناء، السلام والحرب، الحب والحقد، الجمال والقبح، الخير والشر، النبل والنذالة، الغدر والوفاء، الكرم والبخل، الشجاعة والجبن، الاِخلاص والخيانة .. سبق للشاعر ان نشر العديد من فصول هذا المشروع في صحف ومجلات عربيّة .