صحيفة المثقف

احمد زكي الانباري: اهزوجة عشق خريفية

وصلتني اليوم وعلى اعتاب النوروز هدية وهي المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر الشيخ المحامي ثامر الحمداني، والتي صدرت عن دار الفرات للثقافة والاعلام - العراق - بابل كالربيع بازاهيره وطيب هواه،من خال اعتز بخؤلته لانها خؤلة ذات مجد تليد وامتداد اصيل مجيد،والهدية قطعة من ذات كريمة تحمل عواطفها واحاسيسها وتبث نجواها في اطار رومانسي صادق اللهجة فواح الشذى، فسرورت بها ايما سرور وحلقت مع اسراب صورها واخيلتها طائر محبة شغفه الشعر فاعطاه قياده فرحت معه طائرا مع سربه احط على غصون ابتكاراته وبراعم اشواقه، ارتشف الشهد كؤوسا مترعة بجزل الكلام وقوة التاثير حد الاندهاش وذلك كله من نمير معينه الذي لاينضب ان شاء الله، وان يبقى دائم العطاء ليدخل البهجة الى النفوس والسعادة الى الروح، من خلال ماتجود به تجربته الشعرية ومكابداته الحميمية التي جعلها للمثقفين والمحبين سميرا يفرش البسمة على الشفاه ويهز نبض الحنين،وهذا كله في مجموعته الشعرية الجديدة، والتي تحمل عنوان (اهزوجة عشق خريفية) لقد وقفت امام هذا العنوان مندهشا فالعنوان هو ثريا النص يضيء للمتلقي الجوانب الخفية وياخذ بيده نحو تجلى الرؤى وجمال الرؤية، وهو العتبة الاولى للولوج الى عالم المجموعة، عزيزي المتلقي اعرني من وقتك بعضه وانت تتمتع بقراءتك لنصوص المجموعة، وتعال معي لنحفر في ارضها الخصبة لنستخرج ما انطوت عليه من بديع القول شعرا، اهزوجة عشق خريفية، والاهزوجة هي جنس ادبي له حضوره المتميز في الشعر الشعبي وهي اسم لبحر من بحور الخليل الفراهيدي الشعرية

مفاعيلن مفاعيل على الاهزاج تسهيل، فالهزج هو الذي يوقظ الاحساس ويحفز العواطف ويدفعها للاصغاء والاندفاع والمشاركة الوجدانية في الحدث، فالاهزوجة هي ما يثير الحماس او هي مايطرب فهي تعكس المشاعر والاحاسيس في شتى المواقف، اما العشق هو من اعلى درجات الحب فالعاشق من يتمكن الحب من قلبه ويملك عليه مشاعره وعواطفه، اما الخريفية وهنا نصل الى مفتاح النص وهي التي تحمل دلالاته وتهدينا سبيل مكنونات وموزه، الخريفية هنا دلالة على مرحلة عمرية تشير الى مابعد الفتوة والشباب، وفي هذه الفترة تكون العواطف مشبوبة والنار في الجوانح حامية، وهذه حالة تخضع للمزاج النفسي والشعور بان العمر قد قارب النهاية مع تمنياتي للشاعر بطول العمر،واقول له:   لا يعرف الحب شيئا اسمه العمر

لاينتهي الحب الا يوقف القلب، (حمى الله قلبك خالي العزيز)

 ضمت المجموعة القصائد المحلاة بعناوبها ذات الدلالة العميقة، وقد تراوح اسلوبها بين الرمز والمباشرة، وقاسمها المشترك هو الذات فهي قصائد تنطلق من الذات على جناح من خيال مرهف شفاف، وهي تطريز وفيها الشاعر يسكب جميل عباراته معرفا باهزوجته الغنية بالدلالة، اه لوتدرين وهي قصيدة شكوى وعتاب وحرائق، وغدي قصيدة الامنيات وما يتصوره في غده وانه جاد ومؤمن بحبه وسيبقى عل ظهر جواده الى ان يتحقق اللقاء،واحببتها ولكن، مناجاة دافئة وامنيات تبحث عن طريق ولكن الاستدراك يسلب لحظة الغرام ضرامهاو تعالي قصيدة بوح ذاتية المطلع والختام،وتراتيل الهوى صلاة في محراب العشق، اما ان يضيق الوجد ويتحول الى بحبوحة وجد، يبث من خلالها خلجات الهوى والحنين،ووداعا نورسي المهاجر فهي جردة حساب عن ماض كان اللقاء عرشه وفراق وانتصار لذات لاتحب المماحكات، ونبضات حب تتوزع بين الحضور والتذكر والسرحان في الغياب وهكذاتستمر الاشواق والعواطف والشكوى والقبول واللقاء والهجران الى اخر المجموعة التي ضمت احدى وثمانين قصيدة .

 

احمد زكي الانباري:

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم