صحيفة المثقف

كريم الأسدي: تقدميٌ قديم

كريم الاسديتقدميٌ قديمْ

تقدّمتْ خطوتُهُ متراً  ..

تراجعتْ خطوتُه ميلينْ

وساحَ في الأديمْ

أرادَ ان يكونَ حرَّاً

بَيدَ انهُ استقَرَ في يدِّ الذميمْ

مكبَّلَ الضميرِ والعينينْ

مقيّدَ اليدين والرجلينْ .

**

تقدميٌ قديمٌ كان ينتصر للعمّالِ والفلاحين وبقيةِ الكادحين

انقلبَ فجأةَ مع الاِنقلاب نحو النظام العالمي الجديد

فبدأ يسخر من أبناء الكادحين بسبب مهن آبائهم

فاته مما فاته ان الحياة أطوار

وان مَن هو كادح اليوم ربما كان في الأمس تاجرا كبيرا

خسرَ تجارتَه ولم يساومْ لأنه شريف

فعملَ كادحاً ليعيلَ عائلتَه ..

**

تقدميٌ قديمٌ كان يناضل مع رفاقه  ضد الامبريالية و الاِستعمار

دخل قبل سنوات دورة تدريبية في ثكنة اميركية

وبعد ان أكمل الدورة وحاز على  رضا العريف

شحنوه دليلاً ومترجماً وخادماَ لجيش الاِحتلال في وطنه

لقاءَ رأسمال بخس

فغادرمن مهجره الأوربي مع رفاق قدماء من مهاجر أخرى

وهم ينظرون الى بعضهم بكامل العيون

ويتحدثون عن الرجولة والبطولة !!

**

تقدميٌ قديم

أدانَ العنصرية والتمييز العنصري لعقود

ووقف مع حزبه ضد نظام جنوب افريقيا العنصري

وكان يلهج بالاِدانة مع حزبه

تراه الآن يجامل أشدَّ العنصريين عنصرية

مادحاً الفتاة الهولندية واصفاً اياها باللؤلؤة

وذامّاً الفتاة الموزمبيقية واصفاً اياها بالحصوة

هكذا ببساطة وبدون سبب وجيه

كان يثمِّن على أساس المظهر واللون فقط !!

مكمِّلاً بهذا الجهد الجديد لرفاقه القدماء في مدح المستعمِر والسخط على المستعمَر .

***

كريم الأسدي

.......................

ملاحظة: زمان ومكان كتابة هذا النص في اليوم الحادي والعشرين من آذار 2021 في برلين، والنص مزيج بين شعر التفعيلة والنثر، اعتمدَ البساطة لوصف المفارقة في الواقع .

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم