صحيفة المثقف
عادل الحنظل: تصدعات
يَتَفَجَّرُ من أُمّي الدَمعْ
وأنا في طَرَفِ الأرضْ
حينَ تراني أبسمُ كالأبلَهِ
في شاشةِ نقّالْ
**
إنّي استشعرُ في الريحِ أبي
فأبي وهو يموتْ .. لم يَرَني
في غصّةِ شوقْ .. أوصى الريحْ
أن تتَنَفّسَني
**
للنخلةِ في بَدَني أصْلْ
يرويهِ دمي
لكنْ بَلَد الثلجْ .. حيثُ سَقَطْتْ
يغتالُ النَخْل
**
لمَ أحلُمُ بالماءْ
وبلادِ الأنهُرْ
وانا لا أعرفُ كيفَ أعوم
إلّا في بحرِ الحُزن
**
ما أفتَأُ أنظُرُ نحوَ الأعلى
حيثُ سأمضي بعدَ سنينْ
لأرى إن كانَ اللاشيئُ هناكْ.. يُعلمُني
لمَ لا أمكثُ حيثُ وُلِدْتْ
**
حينَ ثَمَلنا .. في حانةِ أور
أخبرني أنكيدو
سوفَ يَجِفُّ النهر .. وبلادي
تحكُمُها أضرِحَةٌ .. وقبور
**
ما أسوأَ ما فينا من غِلّ
يُفرِحُنا العشبُ الأخضَر
و يرى منّا
قاعَ النَعْل
**
تُنبِئني الوردةُ والشوكة
أنّ الحُسنَ بلا معنى
من غيرِ القُبحِ
يُناصِبُ من أدنى
**
شَهَقَ الخنزيرُ.. وقالْ
حينَ نأيتُ بنفسي عنه
أأنا المذمومُ
وجَدّي رافقَ في المَركبِ نوحْ
**
سيصيرُ الجبلُ الأوعرُ سهلا
ويزولُ عناءُ البُعدْ
ويكونُ الشهرُ كيَوم
للهاربِ من ظُلم
**
لا أأبهُ اينَ الشرقُ .. وأينَ الغرب
حرَصَ الواعظُ في صِغَري
ألّا أملكَ بوصلةً
لا تومئُ نحوَ القبر
***
عادل الحنظل