صحيفة المثقف

زهير جمعة المالكي: موقع العراق من استراتيجيات الصراع الدولي (3-3)

اهم خصائص النظام السياسي الصيني:[54]

1- تركز سلطة الدولة في مؤسسات وبنيات الحزب الشيوعي والعمل بنموذج الدولة شديدة المركزية المسيطرة بمنافذ التأثير على المجتمع .

2- وجود ايديولوجية رسمية تعتنقها النخبة الحاكمة والحزب الحاكم، وتتخذها ركيزة لبناء وصياغة السياسات العمومية للدولة داخليا وخارجيا.

3- وجود حزب شيوعي قوي تتداخل اختصاصاته مع اختصاصات الهيئات الحكومية المركزية والمناطقية

في العام 1995، أعلن الرئيس الصيني أن “قوى الغرب المعادية لم تتخلّ دقيقة واحدة عن خططها الرامية إلى تغريب بلادنا وتقسيمها”، بينما صرّح وزير خارجيته قبيل الاجتماع السنوي لحلف آسيان في العام نفسه “إننا لا نعترف بتطاول الولايات المتحدة للقيام بدور ضمانة السلم والاستقرار في آسيا”[55] . من ناحية أخرى ادلى الخبراء الصينيين بدلوهم في تفسير الصراع فقد قالت زي زونغوان مديرة المعهد الأميركي التابع لأكاديمية العلوم الصينية، "تعتقد أميركا أن الصين تتطور بسرعة فائقة، ويصبح التحكم بها أكثر صعوبة. وبعبارة أخرى فإن تسريع التحديث الصيني لا يبدو دائمًا متماشيًا مع المصالح الأميركية”[56] . وفي تقرير قُدّم إلى المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، صرّح الرئيس الصيني جيانغ زيمين: إن الصين واجهت “فترة 20 عامًا من الفرص الاستراتيجية” التي من شأنها أن تسمح للبلد بصوغ وانتهاج استراتيجية دولية “معتدلة وبراغماتية” تركز على التنمية المحلية[57].

اذن فقد ادركت الصين ان ما تفعله الولايات المتحدة هو محاولة لابقاءها معزولة عن العالم في نفس الوقت الذي يتم استعمالها مصدرا للصناعات الرخيصة الثمن . من منطلق ذلك الادراك فقد قررت الصين بعد انتهاء الحقبة الماوية اتخاذ طريق جديد يتمثل في التحديثات الأربعة وتشمل أربع قطاعات هي، الزراعة، الصناعة، التقنيات، والدفاع.[58] حيث تبلورت هذه الإصلاحات في سياق نظريتين هما:[59]

1- نظرية عصفور القفص: حيث تقوم على أساس السماح بليبرالية اقتصادية ضمن أسس اشتر اكية، بمعنى إدخال إصلاحات على النظام الإشتراكي من أجل التكيف مع المستجدات الرأسمالية ويشبه ذلك العصفور الذي يمكنه الطيران كما يريد لكن دون الخروج من القفص .

2- نظرية القط: وفحواها القبول بأي سياسات تؤدي إلى النمو الإقتصادي والتقليل من دور الإيديولوجيات من خلال ما يعرف بسياسة الباب المفتوح لكل الشر اكات مع الدول الأخرى في المجال الاقتصادي، حيث دافع الزعيم دينغ هيساو بينغ عن هذه الفكرة بقوله " ليس مهما أن يكون القط أبيض أو أسود بل المهم أن يأكل الفئران " .

من ناحية الااستراتيجية الدفاعية الصينية فهي ترتكز على:

1- تأمين حماية خطوط النقل البحري الحيوية لنمو اقتصاد الصين.

2- حماية المنطقة الساحلية الشرقية للصين، والتي تتضمن المنطقة الاقتصادية الأكثر حيوية في البلد. ويكون ذلك وفق مبدأ “الدفاع عن البحار في الخارج”، وذلك من خلال توسيع امتداد الحماية البحرية لمسافة تبعد مئات الأميال عن السواحل الصينية، بطريقة إنشاء قواعد في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ونشر غواصات قي المحيط الهندي وامتلاك قواعد ما وراء الإقليم. ويسمح الموقع الجغرافي الفريد للصين بفرض السيطرة على بحارها المحلية (البحر الأصفر، وبحر شرق الصين وبحر الصين الجنوبي)، وهو ما يثير حفيظة واشنطن إذ يُفقدها السيطرة البحرية في المنطقة. وضمن عناصر استراتيجية الصين العسكرية، قيامها بتزويد أسطولها البحري بحاملة طائرات لن تكون الوحيدة فقد شرعت في بناء غيرها، كما أنها نقلت الاتجاه العملياتي لقواها الجوية من الشمال نحو الجنوب، منذ أواخر عهد الحرب الباردة وتسوية علاقاتها مع موسكو. وتنفّذ القوات الجوية الصينية تدريبات عسكرية في أعالي البحار تقول إنها “نشاط عسكري عادي روتيني لتعزيز قدراتها على حماية السيادة الوطنية والأمن الوطني والمصالح التنموية[60].

وعلى الرغم من تأكيد الصينيين في الوثيقة الرسمية حول استراتيجيتهم العسكرية، من القول “لن نهاجِم ما لم نُهاجَم ولكننا سنشن بالتأكيد هجوما مضادًا إذا ما تعرضنا لهجوم”، فالوثيقة ذاتها تتضمن السعي لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية فى الصراع العسكري، والتخطيط للصراع العسكري على نحو استباقي فى كل الاتجاهات والمجالات، واغتنام الفرص لتسريع البناء العسكري، والإصلاح والتنمية"[61].

وقد ورد في “الكتاب الأبيض التاسع” الصيني حول الدفاع تحت عنوان: “الاستراتيجية العسكرية الصينية”، إن القوات المسلحة الصينية ستواصل تعزيز نموذج جديد من العلاقات العسكرية مع القوات المسلحة الأميركية حيث ستدعم الصين الحوارات المتعلقة بمجالات الدفاع والتبادل والتعاون مع الجيش الأميركي [62]. وأكّد الزعماء والأكاديميون الصينيون تدريجيًا -على مدى السنوات القليلة الماضية – موقع الصين بوصفها تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. وفي المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني، في تشرين الأول/ أكتوبر 2007، أيّد الرئيس هو جينتاو فكرة السعي لتحقيق “عالم متناغم” وشملت هذه الفكرة الأساسيات الصينية القائلة بـ”التنوع والمساواة” في العلاقات الدولية، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية [63].هذا يعني إقرارًا صينيًا بحجم ودور الولايات المتحدة على مستوى العالم، مع تأكيد حجم وأهمّية الدور الصيني. وقد رأى بريجنسكي أن “دور الصين النافذ والصاعد في الشؤون العالمية واقع سيتعين على الأميركيين أن يتكيفوا معه، بدلًا من أبْلَسَتِه أو الاستغراق في أحلام اليقظة حول سقوطه"[64] .

7- اثر الجغرافيا على استراتيجيات الصراع

أدّت الجغرافيا منذ آلاف السنين دورًا رياديًّا في تحديد نمط سلوك الوحدات السياسية، وتصورات القادة والمجتمعات للدور الذي ينبغي أن تضطلع به "دولتهم"، والمكانة التي ينبغي أن يأخذها مجتمعهم في علاقته ببقية الوحدات السياسية والمجتمعات، سواء في زمن الحرب أم في أوقات السلام [65].

يعتقد الباحثون أن العالم اليوناني استرابو (64-20 ق.م) هو أول من تحـدث عن أهمية المواقع الجغرافية المختلفة للمراكز العمرانية ولاسيما المدنية منها، والدور الحاسم للموقع الجغرافي في نشوء المدن وتطورها، مؤكداً ضرورة اختيـار المواقـع التي تتمتع بشروط طبيعية واقتصادية ملائمة، مثل التوجه نحو الشمس وتوافر الميـاه والأراضي الزراعية الخصبة... وغيرها [66]. استخدم الموقع كمفهوم عام منذ نهاية القرن18م، فقد تناوله بالدراسة الجغرافـي الألماني فريدريك راتزل قائلاً: إن الموقع الجغرافي يعكس التبعية إلى مكان معين .

يؤكد الجيوبوليتيكي الأمريكي الشهير نيكولاس سبيكمان هذه الحقيقة، حينما كتب في أعقاب الحرب العالمية الثانية سنة 1942 يقول: "الجغرافيا لا تُجادل، فهي ما هي عليه ببساطة... الجغرافيا هي العامل الأكثر أهمية في السياسة الخارجية للدول، لأنّها أكثر العوامل ديمومة، يأتي الوزراء ويذهبون، وحتّى الطغاة يموتون، لكن السلاسل الجبلية تظلّ راسخة في مكانها. إنّ جورج واشنطن الذي دافع عن ثلاثة عشرة ولاية بجيش غير نظامي، خلّفه فرانكلين روزفيلت الذي كانت تحت تصرّفه موارد قارة بأسرها، لكن المحيط الأطلسي استمر في فصل أوروبا عن الولايات المتحدة، كما أنّ موانئ نهر سانت لورنس لا تزال تُغلَق بسبب الجليد في فصل الشتاء. أمّا ألكسندر الأول وهو قيصر جميع الأراضي الروسية فقد أورثَ جوزيف ستالين ليس فقط سلطته ولكن كفاحه الذي لا ينتهي للوصول إلى المياه الدافئة"... انظر: روربت كابلان، انتقام الجغرافيا: ما الذي تُخبرنا به الخرائط عن الصراعات المقبلة وعن الحرب ضدّ المصير؟ ترجمة إيهاب عبد الرحيم علي، سلسلة عالم المعرفة، الطبعة الأولى، يناير 2015، الكويت، ص50، صحيح أنّ الإنسان هو الذي يبادر ويستخدم الجغرافيا أو يُعطلّها، لكنّ الجغرافيا هي التي تحدّد مصيره، وهذا لخصّه ماكيندر في جملة واحدة حينما قال: "الإنسان هو من يبادر وليس الطبيعة، لكن الطبيعة هي التي تتحكّم بشكل أكبر" .

يلعب العامل لجغرافي دورا هاما في تحديد التوجهات العامة للسياسة الخارجية لأيـة دولة، وهو الأمر الذي أكدت عليه دراسات " ماكيندر" و" مارشال ماكلوهان".تشرف الصين على طرق هامة للمواصلات والتجارة في العالم سواء البرية، كطريق الحرير(silk road)، أو البحرية بإطلالها على المحيط الهادي، وبحر الصين الجنوبي، وبحر الصين الشرقي، والبحر الأصفر، ومضيق فرموزا.[67]

يرى دوغين أنّ للولايات المتحدة آليتين أساسيتين لتحقيق هذه المهمة، هما: أولًا، عبر السيطرة غير المباشرة من خلال العولمة، وهي أكثر الآليات خطورةً بالنسبة لروسيا؛ لأنّها آلية زاحفة وحادّة الذكاء، بل إنّ الروس لا يفهمون حتّى بأنّهم يُفترَسون من طرف الوحش الأمريكي على حدّ تعبيره. لذلك، على روسيا أن تجتهد للمحافظة على استقلالها الرسمي، لكن لن يكون ذلك أمرًا مجانيًّا، فمن الممكن أن يُسيطَر عليها من طرف "المؤسسات العابرة للقوميات"، التي تُعدّ في الحقيقة أداةً أمريكية للهيمنة العالمية. أيضًا، يمكن للولايات المتحدة استخدام الروس الموالين لها في لعبة جيوبوليتيكية ما ضدّ تهديدات جيوبوليتيكية أخرى، مثلًا، لأجل موازنة الصين أو العالم الإسلامي. أمّا السيناريو الثاني فينطوي على تفكيك روسيا، وجعل الولايات المتحدة في حالة هيمنة كاملة. في هذا السيناريو، سوف تكون النخب الأمريكية بطيئةً وحذرةً في تفعيل هذا التفكّك. إذا كانت العملية سريعةً، والتورط الأمريكي واضحًا جدًّا، فمن الممكن أن يقود ذلك إلى صعود نخبةٍ راديكاليةٍ في روسيا تواجه الولايات المتحدة بشكل مباشر. أشار دوغين إلى أنّ نخبةً كهذه من الممكن أن تتصرّف بشكلٍ سريعٍ ورجعي. من الممكن أن يؤدّي التفكّك السريع إلى الفوضى، فوضى لن تكون أيضًا في مصلحة الولايات المتحدة، مع ذلك يؤمن دوغين أنّ الولايات المتحدة سوف تقبل المخاطرة لأجل فوائد أكبر، هزيمة المنافس الجيوبوليتيكي الأكبر هو خيار جذّاب لا ينبغي استبعاده.

العراق في خضم الصراع

يرى كارل ماركس أن عامل الموقع الجغرافي يعد- في بعـض الحالات- (كاستثمار أراضٍ وأقاليم جديدة) أكثر أهمية من خصوبة التربة[68]. والمتتبع لنشوء الدول الحديثة يجد أن المقومات الجغرافية المختلفة تشكل الحجر الأساس في ذلك النشوء والتطور وعند دراسة تلك المقومات بشكل تفصيلي يبرز الموقع الجغرافي للدولة وتأثيره في تاريخها السياسي واضحا للعيان.

من الناحية الجغرافية يقع العراق في منطقة الشرق الأوسط في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا،،تحده من الشمال تركيا ومن الشرق ايران ومن الغرب سوريا والاردن، ومن الجنوب الغربي السعودية، ومن الجنوب الكويت والخليج [69] . إن موقع العراق هذا جعله يحتل أهمية استراتيجية بالغة، ويشكل جسرا أرضياً يربط الخليج بالبحر المتوسط عبر سوريا التي تمثل مدخلا للشرق الاوسط من جهة والبحر الاحمر عبر الاردن من جهة أخرى، بيد أن الذي زاد من أهمية موقعه الجغرافي هو قربه من الاسواق العالمية،، فالسيطرة على هذا الطريق تعني السيطرة على حركة الملاحة والتجارة.

بهذا الوصف يكون العراق على حافة منطقة " الهارت لاند " التي حددها "هالفورد ماكيندر" في نظريته المعروفة باسم "القوة البرية"، أي ضمن منطقة القوس الداخلي المحيط بقلب الارض، فهو يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً في حسابات الدول الكبرى . فكان لذلك الموقع أثر كبير في أحواله السياسية والاقتصادية، مما جعله ممرا للأقوام الغازية أو المهاجرة، وأصبحت له أهمية دولية كمركز للحكم وأثر حاسم في النزاعات الدولية، فقد اتخذ العراق عاصمة لجميع المحتلين[70].

اما الكسندر دي سفرسكي، عالم الجيوبولتيك الروسي فيعتبر ان العراق يقع ضمن منطقة التداخل بين نفوذ القوة الجوية الأمريكية والقوة الجوية الروسية التي تعد من أهم المناطق من الناحية الجيوبولتيكية، فالعراق يشغل موقعاً استراتيجياً يتوسط العالم، مما جعله يقع على أقصر طرق الخطوط الجوية التي تربط الشرق بالغرب والجنوب الآسيوي بأوربا [71].

من خلال دراسة الخرائط للتجارة الدولية نجد أن موقع العراق يقع في عقدة خطوط الموصلات، فكل طرق التجارة البرية بين الشرق والغرب تمرُّ حتماً من خلاله، وأن خطوط الغاز المستقبلية سواء أكانت ضمن مشروع نورث ستريم الروسي أو مشروع نابكو الأمريكي تمرُّ خلاله أيضاً، وأن مشروع مد أنابيب الغاز القطرية إلى أوروبا عبر تركيا يجب أن تمر من خلال العراق بحيث إن الاستثمار الصحيح لهذا الموقع يمكن إن يحول البلاد إلى أهم بقعة على وجه الكرة الأرضية، فالاستثمار القائم على أسس علمية يمكن أن يغيّر من خارطة النقل البحري العالمية؛ لأنه سينقل البضائع من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق .

بالنسبة للنظريات الجيوبولتيكية يعتبر العراق نقطة الاتصال التي تربط بين القلب الشمالي وهي الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفولغا حتى شرق سيبيريا والقلب الجنوبي التي تشمل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما وانه ووفقاً لما جاء في تلك النظريات يدخل ضمن الهلال الداخلي الذي يشمل سواحل أوربا والجزيرة العربية وسواحل جنوب شرقي أسيا والهند وقسماً كبيراً من البر الصيني المحيط بمنطقة الارتكاز التي تشمل نطاق الاستبس من التركستان الروسية حتى جنوب شرقي أوربا, وبما ان العراق يقع في نهاية الهلال الداخلي من جهة الشرق في قلب جزيرة العالم بين القارات الثلاثة القديمة لذا فأن موقعه الجغرافي ذو أهمية استراتيجية عالية وكبيرة بسبب تحكمه بالطريق الذي يربط بين تلك القارات .ومن ناحية امن الطاقة فقد اتفق الخبراء ان من يسيطر على منطقة الموصل وشمال سوريا سوف يتحكم بشريان انابيب الغاز التي تنطلق من روسيا التي تسيطر على 75% من انتاج الغاز بالعالم وقطر التي تعتبر من اكبر مصدري الغاز في العالم الى اوربا ومن الممكن من مراجعة المشروعات التي تناولت تمديد أنابيب الغاز عبر العالم يلاحظ ان أهم مشاريع تلك الأنابيب هي التي من المخطط لمروره في الأراضي السورية والعراقية والخطط التي قسمت الخطوط الكبرى لأنابيب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسيا وحلفائها، ومشروعات أخرى تقع تحت تأثير الولايات المتحدة وحلفائها، بينما يتصارع المحوران على تمديد مشروعات جديدة عبر دول المنطقة، وقد كان هذا الصراع محركاً أساسياً لسياسات هذه الأطراف وتعاطيها مع أحداث السنوات الأخيرة.

ومن هنا يتضح أن الموقع الجغرافي للعراق كان رائدا في تأثيره على كل متغيرات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيه. ومن ثم فان كل القوى العالمية التي نشأت في العالم حديثاً كانت لا تتجاوز هذا الموقع وتقف عنده محاولة أن يكون لها مكان في التأثير عليه أو التأثر به... فلقد بات هذا الموقع يشكل مفتاح إستراتيجيات بناء المشاريع السياسية التي تطمح تلك القوى أن تنتجها خدمة لمصالحها فهو الجهة الشرقية التي لابد منها لمشروع ما يسمى بإسرائيل الكبرى سواء أكانت هذه الأهمية بالضم أم بالتأثير، فضلا عن أهميته هنا في التاثير الشعوري والعقائدي للمسلمين والعرب ناهيك عن أنه أفضل موقع تختاره القوات العسكرية التي تبحث لها عن موطأ قدم في ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير وما حدث في تاريخ العراق المعاصر من تواجد للقوات الأجنبية على أراضيه لهو اكبر دليل على مصداقية هذا الكلام. كما أن طاقة العالم المحركة لكل مفاصل الحياة تعتمد أساسا على " النفط" الذي يتوسط العراق فيه المنطقة التي تختزن مخزوناً نفطياً عملاقاً. وهكذا تتجدد على الدوام أهمية الموقع الجغرافي للعراق بشكل يسفر عن حقيقة أن هذا الموقع كان وسيظل مفتاح السيطرة على العالم في قلب منطقة الالتقاء بين القارات الثلاث اسيا وافريقيا واوربا .

كذلك كان لموقع العراق الجغرافي أثر مهم في سير تأريخه وتركيب سكانه التاريخي، لأنه يقع بين منطقتين، الملحوظ عليهما التباين بتضاريس سطح الأرض والتشابه من حيث قلـة الكـلأ والمرعى أي شحه أسباب العيش، ففي أطرافه الشمالية والشرقية مناطق جبلية ومن الغرب والجنوب الغربي مناطق صحراوية مقفلة، مما جعل العراق محط أنظار أقوام ها وهجـراتهم إليه منذ أبعد عصور ما قبل التاريخ، فمن المنطقة الأولى نزحت إلى العراق أقـو ام عديـدة من بينها جماعات من أصول الأقوام الهندو – أ وربية، ومن المنطقة الثانية ( مهد الأقـوام السامية ) نزحت إليه الأقوام السامية المختلفة ومنها القبائل العربية التي يرجع إلى أصولها القسم الأعظم من سكان العراق الآن، وتنامى الجميع على هذه الأرض الكريمة وعمر وها، وكشفوا عن فاعليتهم على الصعيدين العربي والإسلامي[72] . كما أن الموقع الجغرافي البحري العراقي الممتد على مياه الخلي ج العربي بساحل يصل طوله إلى حوالي ٣٠ ميلأ بحرياً يبدأ من رأس البيشه إلى أم قصر[73]. ومهما كانت ظروف هذا الساحل والخليج، فهو يعد منطلقا أساسيا لتوجه العـراق البحـري ووسيلة مباشرة للاتصال الخارجي وقاعدة لنشاط بحري متنوع .

سبق للصين أن دخلت في شراكة مع إيران. فمن خلال إلقاء نظرة سريعة على خريطة "حزام واحد طريق واحد" تُظهر هذه الخريطة أن إيران تشكل نقطة ارتكاز إقليمية رئيسية في هذه الخطط، علماً بأن طهران وبكين كانتا تتطلعان خلال الأشهر الأخيرة إلى تعميق شراكتهما. لكن الصين بحاجة إلى العراق أيضاً، ولهذا الغرض، عززت بكين وجودها بهدوء في البلاد في السنوات الأخيرة. وقد برزت الصين كأكبر شريك تجاري للعراق، متقدمة حتى على "الاتحاد الأوروبي" والولايات المتحدة. والعراق هو أيضا ثالث أكبر مُورِّد للنفط الخام للصين بعد السعودية وروسيا. وتعمل الشركات الصينية في العراق، بما في ذلك في حقول النفط في الجنوب، وتنخرط في خدمات مثل صيانة محطات الطاقة.

من جانبها، تستمر روسيا في التركيز على مزاياها النسبية في العراق، أي على الأسلحة والطاقة ضمن الرؤية الأوسع لمنافسة القوّة العظمى مع الولايات المتحدة. فموسكو، مَثلها مثل الصين، ليست بالضبط في الصدارة في العراق، لكن مصالحها والتنافس على النفوذ سيستمران في هذه القطاعات. وفي السنوات القليلة الماضية تم التركيز الكثير من الاهتمام على صفقة "روسنفت" الروسية في كردستان، ومن المؤكد أنها مهمة من الناحية الاستراتيجية؛ لكن هذا ليس كل شيء. وتهتم شركات الطاقة الروسية الأخرى مثل "لوكأويل" أيضاً بتوسيع مشاركتها. والأهم من ذلك، أن الصين تنظر إلى روسيا كنموذج عسكري، وليس عكس ذلك، وفي النهاية، تتعاون روسيا والصين أكثر بكثير مما تتنافسان؛ وكلاهما شريكان أيضاً مع إيران. ومن جانبهم، يواصل العراقيون النظر إلى روسيا على أنها دولة تتفهم خطر الإرهاب. كما أنهم يرون أن كلاً من الصين وروسيا أكثر استعداداً للمخاطرة من الغرب عندما يتعلق الأمر بالعمل في بيئات خطرة وغير مستقرة، حتى وإن كانوا يفضلون رؤية المزيد من الانخراط الأمريكي، والغربي على نطاق أوسع.

بالنسبة للولايات المتحدة ففي حين أن واشنطن قد تعتبر الشرق الأوسط على أنه تشتيت الانتباه عن منافسة القوة العظمى، إلّا أن كبار منافسي أمريكا ينظرون إلى المنطقة ككل، والعراق على وجه الخصوص، عبر منظار استراتيجي واسع - فالعراق بالنسبة لهم بمثابة جائزة. ثانياً، إن النفوذ المتزايد لتلك الأطراف الفاعلة في العراق سيتيح لها رسم معالم البلاد - وبالتالي المنطقة بأكملها - وفقاً لقيمها ومصالحها، والتي تتعارض مع قيم الغرب ومصالحه.

لابد ان نشير الى ان دوائر صنع السياسة الروسية، بدأت بوضع استراتيجيات جديدة لتجديد المصالح في العراق انطلاقا من رؤية مفادها “ان العراق يقع ضمن المحاور التي تتركز فيها المصالح القومية الروسية” وهو جزء منهم من مرتكزات الامن القومي الروسي. وهذا ما يصب في مصلحة استمرار رغبة روسيا بتأدية دور اكبر في منطقة الشرق الاوسط. كما ان العودة الى المكانة الدولية يتطلب من روسيا التدخل المحسوب طبقاً لمصالحها الفعلية التي تستلزم الاداء الفاعل[74].

الى جانب ذلك ان السياسة الخارجية الروسية تجاه العراق تنطلق من رؤية ترتكز على إيلاء أهمية للقيمة الجغرافية والاستراتيجية للعراق، باعتباره يمثل مكان الصدارة في سلم الاهتمامات العالمية، وأنه لا يمكن لأي نظام عالمي أن يتشكل بعيدًا عن وجود نفوذ له فيه ضمن نطاقه الجيوستراتيجي، حيث تدرك روسيا جيدا ان العراق يؤثر بشكل فاعل في الية صياغة التوازنات الاقليمية ومسار التحالفات بين القوى الدولية . وفي هذا الاطار تدرك روسيا ان التحرك صوب العراق سيحقق اهدافا مرحلية ومستقبلية في عموم المنطقة، حيث سيمكن التقارب مع العراق من الترابط من المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى إلى الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط[75]. ان روسيا تعمل بشكل حثيث على الحد من الدور الامريكي المنفرد في العراق من خلال الدخول في تفاعلات العراق السياسية والامنية من خلال تكوين محور جديد يضم ايران وسوريا ايضا وهذا سوف يؤثر في البنية الاستراتيجية الشرق أوسطية [76].

 

زهير جمعة المالكي

...............

الاستنتاجات

1- من خلال الاستعراض لاستراتيجيات الدول الثلاث وموقع العراق منها يتبين مايلي:

2- ان الصراع العالمي بين الدول الثلاث الكبرى هو صراع مصالح فقد يتحالفون اليوم ليختلفوا غدا، لذلك على العراق ان يحافظ على موقف متوازن لتحقيق المصالح القومية العراقية .

3- ان استراتيجيات الدول الكبرى الثلاث تعتمد على السيطرة على الطرق البحرية والبرية المارة من خلال العراق حيث ان الطريق البري الاستراتيجي موسكو – اللاذقية يصبح عديم الفائدة من دون المرور من خلال العراق وكذلك الطريق البري المعروف بطريق الحرير الجديد لابد له من المرور من خلال الأراضي العراقية . بالنسبة لطريق الحرير البحري ولكي تتحقق الفائدة منه يجب ان يمر عبر الطريق السككي من جنوب العراق .

4- على العراق الاستفادة القصوى من الطاقات البشرية الهائلة التي يتمتع بها الشعب العراقي، بجميع اثنياته، وعدم تهميش أو إقصاء اي مكون اجتماعي أو سياسي، كي يستفيد من جيوسياسته من هذا ً المنطلق، ولا يكون باباً من قبل دول للتدخلات الخارجية خصوصا الجوار.

5- ان التعامل مع الملفات الدولية والذي يتمثل في معرفة حدود الاختصاصات والقدرة على التعامل مع الاخرين في نطاق الحدود المرسومه لكل موقع وعدم التجاوز على الاختصاصات الذي يؤدي الى تضارب ردود الافعال وبروز مواقف سياسية قد يكون لها تبعات خطيرة على وضع العراق الدولي وخصوصا ان المجتمع الدولي يعتبر الحكومات جسد واحد ولايعترف بتجاوز الموظف الرسمي لحدود اختصاصاته التي يرسمها النظام الداخلي للدولة فبالنسبة للعالم الدولة جسد واحد والتصريح او العمل الذي يصدر عن موظف في الدولة ينسب الى الدولة وليس للفرد . كما ان الامور الفنية يجب ان يتم تغطيتها من قبل ذوي الخبرة والاختصاص مع العمل على انشاء كادر وظيفي متخصص على قدر كبير من الحرفية وعدم الاعتماد فقط على ما هو متوفر داخل العراق انما يجب السعي الحثيث لتطويره عن طريق ارسال بعثات بحيث يتكون في كل وزارة عراقية كادر قانوني كفوء مُطلع على القانون الدولي وآلياته، وتكوين كادر فني ناجح بكل وزارة مُطلع على تكنولوجيا المعلومات وكيفية ادارة الاعلام وتشكيل التغطيات الاعلامية لاي حدث وترويجها دوليا وتطوير العلاقات مع منظمات المجتمع المدني في العالم وعدم الاكتفاء بحضور شكلي في المؤتمرات الدولية بل يجب ان يكون حضورا مسموعا ومؤثرا ليشكل هذا كله جهدا موحدا ومنسقا يصب في خدمة القضية العراقية.

وضع برامج ومشاريع وطنية لتخريج الكوادر السياسية العلمية والاستراتيجية التي لايمكن التاثير عليها لتقليل تأثيرالدول الأخرى على الشؤون الداخلية للعراق . وذلك عن طريق مؤسسات وطنية تدمج بين الاسلوب الاكاديمي واستراتيجيات العالم .

 

زهير جمعة المالكي

.....................

[1] Colin Elman, Realism, In Martin Griffiths, International Relations Theory for The Twenty First Centry( New York: Routledge, 2007), p.18.

[2] عبد االله فلاح عودة العضايلة،"التنافس في آسيا الوسطى"،مذكرة ماجستير،قسم العلوم السياسية،كلية الادب والعلوم،جامعة الشرق الاوسط،2011،ص.4

[3] أوتكين، أ. ني. النظام العالمي للقرن الواحد والعشرين، يونس كامل ديب ود. هاشم حمادي(مترجمون) (الطبعة الأولى، دمشق، دار المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، 2007)، ص177 .

[4] روبرت كابلان، انتقام الجغرافيا: ما الذي تُخبرنا به الخرائط عن الصراعات المقبلة وعن الحرب ضدّ المصير؟ ترجمة إيهاب عبد الرحيم علي، سلسلة عالم المعرفة، الطبعة الاولى، يناير 2015،الكويت، ص 50 .

[5] عمر كامل حسن، النظام الشرق أوسطي وتأثيره على الأمن المائي العربي "دراسة في الجغرافية السياسية"،رسالة ماجستير،كلية التربية،جامعة الانبار،2002م، ص88 .

[6] Interim National Security Strategic Guidance, P.20, https://www.whitehouse.gov/wp-content/uploads/2021/03/NSC-1v2.pdf

[7] قبيسي، هادي. السياسة الخارجية الأمريكية بين مدرستين: المحافظية الجديدة والواقعية (الطبعة الأولى، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008، نسخة الكترونية pdf).، ص10

[8] مادلين أولبرايت، مذكّرة إلى الرئيس المنتخب، عمر الأيوبي (مترجم)، الطبعة الأولى، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2008، نسخة الكترونية PDF، ص 164 .

[9] أستراتيجية تعاونية للقوة البحرية في القرن الحادي والعشرين، مارس/آذار 2015 . اعداد وزارة البحرية للولايات المتحدة الامريكية،ص 7.

[10] أستراتيجية تعاونية للقوة البحرية في القرن الحادي والعشرين، مارس/آذار 2015 . اعداد وزارة البحرية للولايات المتحدة الامريكية، ص 9.

[11] أستراتيجية تعاونية للقوة البحرية في القرن الحادي والعشرين، مارس/آذار 2015 . اعداد وزارة البحرية للولايات المتحدة الامريكية، ص 10.

[12] علي حسين باكير، تركيا: الدولة والمجتمع "المقومات الجيو سياسية والجيو – استراتيجية، النموذج الاقليمي والارتقاء العالمي"، ضمن كتاب: تركيا بني تحديات الداخل ورهانات الخارج، تحرير: محمد عبد العاطي، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2010.

[13] ﺻﺎﻣﻮﻳﻞ ﻫﻨﺘﻐﺘﻮﻥ، ﺻﺪﺍﻡ ﺍلحضارات ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌالمي – ﺗرجمة ﻣﺎﻟﻚ ﻋﺒﻴﺪ ومحموﺩ محمد، ﻣﺼﺮﺍﺗﻪ، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، 1999، ص 336 .

[14] http://usforeignpolicy.about.com/od/countryprofile1/a/uschinatimeline.htm

[15]  ﺟﻴﻤﺲ ﺩﻭﺭتي، النظريات المتضاربة في ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ترجمة ﻭﻟﻴﺪ ﻋﺒﺪ الحي، الكويت، ﻛﺎﻇﻤﺔ للنشر والترجمة  1985، ص 10-11 .

[16] أبو بكر مبروك بشير بوعجيلة، أثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط (2001-2008 ) رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة الخرطوم، 2010، ص 81 .

[17] مروان بشارة، أهداف الواليات المتحدة األمريكية واستراتجياتها في العالم العربي، المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات، العدد1،مارس 2013، ص 47 .

[18] مارتن غريفيش وتيري أوكالاهان، المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية، ط2، مركز الخليج للأبحاث، الإمارات العربية المتحدة، 2008، ص، 36،38

[19] جورج عين ملك، السياسة الأمريكية آلية التدخل والعدوان، الطبعة الأولى، دمشق، مكتب الخدمات الطباعية، 1986، ص91.

[20] جلال خشيب، التوجهات الكبرى للإستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة، متاح على الرابط: http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=319828&r=0

[21] أ. ني. أوتكين، النظام العالمي للقرن الواحد والعشرين، يونس كامل ديب ود. هاشم حمادي(مترجمون)، الطبعة الأولى، دمشق، دار المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، 2007، ص295.

[22] جوزيف س. ناي، مفارقة القوة الأمريكية، د. محمد توفيق البجيرمي (مترجم)، الطبعة العربية الأولى، الرياض، العبيكان، 2003، ص55.

[23] مركز حرمون للدراسات المعاصرة، «سياسة أوباما الخارجيّة رهينة إجماع الحزبين» ترجمة: أنس عيسى.

[24] مركز بيروت لدراسات الشرق الوسط، “القواعد العسكرية الأميركية في العالم”، على الرابط:

http://www.beirutme.com/?p=559.

[25] ساسة بوست، “القواعد الأميركية تتقلص في الخليج لصالح المحيط الهادئ”، على الرابط:

http://www.sasapost.com/reduce-us-forces-in-the-gulf/.

[26] وكالة الأنباء العالمية، “اليابان وغيرها من دول آسيا: نمو موجة الإعتراض علي القواعد الأمريكية”، على الرابط:

http://www.ipsinternational.org/arabic/print.asp?idnews=2744.

[27] بي بي سي عربي، “ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي ؟”، بي بي سي عربي، على الرابط:

http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160712_south_china_sea_qa

[28] ليون بانيتا، أميركا وإعادة التوازن الباسيفيكي , الرابط:

https://www.project-syndicate.org/commentary/renewing-the-us-commitment-to-the-asia-pacific-region-by-leon-e–panetta/arabic.

 

[29] صلاح نيوف،مدخل إلى الفكر الإستراتيجي. الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك:كلية العلوم السياسية، ص 50 .

[30] طارق عبد الفتاح الجعبري،"مفاهيم الإستراتيجية والجيوبوليتكي ودورها في بناء مستقبل قضايا الأمة القضية الفلسطينية نموذجا"،مجلة الدراسات الإستراتيجية والعسكرية. برلين:مركز الديمقراطي العربي، -مج1،ع 2،ديسمبر 2018م، ص59

[31] روبرت غرين، 33 أستراتيجية للحرب، ترجمة:سامر أبو هواش (.أبوظبي: دار العبيكان،و دار كلمة للنشر والتوزيع،ط1،2009م،ص 25

[32] علاء أبو عامر، العلاقات الدولية،الظاهرة والعلم الديبلوماسي والإستراتيجية.غزة:دار الشروق للنشر والتوزيع،ط 1، 2004م،ص24.

[33] فنسان الغريب، مأزق الإمبراطورية الأمريكية، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2008،ص180.

[34] صموئيل ب . هانتينغتون، " لماذا تهمنا السيادة الدولية،" مجلة "الأمن الدولي" (ربيع 1993 ) الصفحة 83.

[35] جهاد عوده، النظام الأمريكي الاجتماعي والإستراتيجي المأزوم، المنهل، 2014، ص 22-23 .

[36] زبغنيو بريجنسكي، رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها جيواستراتيجياً، طبعة ثانية مركز الدراسات العسكرية ــ 1999 م

[37] هادي قبيسي، السياسة الخارجية الأمريكية بين مدرستين: المحافظية الجديدة والواقعية، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون،2008 ص72.

[38] مكسيم لوفايفر، السياسة الخارجية الأمريكية، ترجمة حسين حيدر، بيروت، عويدات للنشر والطباعة،2006،ص 97-99 .

[39] عبد القادر محمد فهمي، المدخل إلى دراسة الإستراتيجيا، دار مجدلاوي، الطبعة الأولى، 2006، عمان- الأردن، ص 102.

[40] نوار جليل هاشم، أمجد طعمة، ”املوقف الرو سي من الثورات العربية: ليبيا، ومصر، وسورية أنموذجا“، دورية سياسات عربية، المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات، يناير 2015،ص 116-117 .

[41] نورهان الشيخ، صعود الدور الروس ي في المنطقة: الدوافع والأبعاد، اراء حول الخليج / العدد 103 &option=com_content172&Itemid=08-30-07-28-12-3609:2015http://araa.sa/index.php?view=article&id=

[42] عامر راشد، الاستراتيجيات الروسية في الشرق الأوسط جريدة الزمان الدولية العدد 4199، 14/ 5/2012.

[43] عقيدة السياسة الخارجيّة الروسيّة، فلاديمير شوبين، شؤون الأوسط، بيروت، العدد 112، خريف 2003، ص43.

[44] مستقبل السلاح النووي في عالم ما بعد الحرب الباردة"، عادل سليمان، السياسة الدولية، القاهرة، العدد851، اكتوبر 2004، ص 232.

[45] المستقبل الجيوبوليتيكي لروسيا، عماد الدين حاتم، شؤون الأوسط، بيروت، العدد 112، خريف 2003، ص 63-62.

[46] د. وسيم خليل قلعجية، روسيا الأوراسية كقوة عظمى جيوبوليتيك الصراع وديبلوماسية النفط والغاز في الشرق الأوسط، الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت -لبنان، الطبعة الأولى، يونيو/حزيران 2019، ص 90 .

[47] أسماء احمد شوكت وعلى عبد البديع، القيادة السياسية والتغيير في السياسة الخارجية الروسية تجاه دول آسيا الوسطى، المركز الديمقراطي العربي في قسم الدراسات والعلاقات الدولية, http://democraticac.de/?p=34651

[48] جمال مجاهد، الرأي العام وقياسه، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، ٢٠٠٨،ص١٢٥.

[49] شيماء عاطف الحلواني. "دبلوماسية الصين الجديدة". في:                                       http://www.ahram.org.eg/ecpss/ahram/2001/1/1 /

[50] فايز فرحات . " الدور المتصاعد للصين في عالم السياسة".

[51] مبادئ السياسة الخارجية الصينية، مركز دراسات اسيا والصين

، http://www.chinaasia-rc.org/index.php?p=47&id=958 12

)Yoram Evron , Sino- Israeli Relations: Opportunities and Challenges , Strategic Assessments , August 2007 , Vol. 10 , No. 2, p. 1-7

[52] عزت شحرور، الصين والشرق الاوسط- ملامح مقاربة جديدة، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، 2012، ص 3.

[53] عزت شحرور، الصين والشرق االوسط، مصدر سابق، ص 3.

[54] خالد الرحموني، الصين والصعود الى القمة تأملات في نموذج تنموي فريد، الرباط: قسم الاعلام والعلاقات العامة والنشر حزب العدالة والتنمية، د.س.ن، ص 34 .

[55] أوتكين، أ. ني. النظام العالمي للقرن الواحد والعشرين، يونس كامل ديب ود. هاشم حمادي(مترجمون) (الطبعة الأولى، دمشق، دار المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، 2007). ص283

[56] Zi Zhongyun. U.S. – China Relations. Breaking a Vicious Circle (“World Policy Journal”, Fall, 1999, p. 119(

[57] فيديا نادكارني، الشراكات الاستراتيجية في آسيا توازنات بلا تحالفات، الطبعة الأولى، أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2014، ص37

[58] وليد سليم عبد الحي، المكانة المستقبلية للصين في النظام الدولي 1978-2010 ( أبو ظبي: مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية 2000 ) ص. 49 .

[59] عبد الرحمن بن سانية، " قراءة في بعض تجارب الإنطلاق الإقتصادي بالدول النامية "، مجلة البحوث والدراسات اإلستراتيجية، عدد 11 سنة 2011 , ص 59-92 .

[60] صحيفة الشعب (الصينية)، متحدث، التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين في أعالي البحار أنشطة روتينية”، على الرابط:

http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2016/1216/c31664-9155573.html

[61] الأهرام، “الإستراتيجية العسكرية الصينية فى كتاب أبيض جديد.. دفاع نشط ومواجهة لحرب الجيل الرابع”، على الرابط:

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/404723.aspx

[62] ليون بانيتا، أميركا وإعادة التوازن الباسيفيكي , الرابط:

https://www.project-syndicate.org/commentary/renewing-the-us-commitment-to-the-asia-pacific-region-by-leon-e–panetta/arabic

[63] فيديا نادكارني، الشراكات الاستراتيجية في آسيا توازنات بلا تحالفات، الطبعة الأولى، أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2014، ص356 .

[64] زبيغنيو بريجنسكي، رؤية استراتيجية: “أمريكا وأزمة السلطة العالمية”، فاضل جتكر (مترجم)، الطبعة العربية (بيروت، دار الكتاب العربي، تموز/ يوليو 2012) ص

[65] جيرار ديسوا، دراسة في العلاقات الدولية، ترجمة قاسم مقداد، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2015، الجزء الثاني: النظريات البيدولاتية، ص95 .

[66] علي محمد دياب،.مناهج البحث العلمي وطرائقه في الجغرافية البشرية، منشورات جامعـة دمـشق، 2009-2010، ص 202-206 .

[67] الموسوعة العربية العالمية. الطبعة الثانية. الجزء رقم 15.، الرياض، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، 1999، ص 265- 266.

[68] كارل ماركس، فريدريك انجلز . الايديولوجية الألمانية، المجلد 2،موسكو ص202 .

[69] طلعت محمد طاهر البوتاني، الامن الغذائي العراقي بمنظور الجغرافية السياسية، أطروحة دكتوراه،كلية التربية، جامعة الموصل، 0211،ص1

[70] عباس فاضل السعدي، جغرافية العراق اطارها الطبيعي ـــ تشاطها الاقتصادي ـــ جانبها البشري، الدار الجامعية، ط1،الجامعة العربية للطباعة والنشر، بغداد، 2009،ص7.

[71] محمد أحمد المومني، استراتيجيات سياسة القوة، دار الكتاب الثقافي للنشر، الاردن، 2006، ص47.

[72] طه باقر، مقدمة في تأریخ الحضارات القدیمة، الجزء الاول، بغداد، دار الشؤون الثقافیة العامة،ص 24-25 .

[73] عبد الوھاب عبد الستار القصاب، العراق والمحیط الھندي دراسة في تأثیر الموقع الجغرافي من وجھة النظر البحریة، بغداد، الجامعة المستنصریة، معھد الدراسات الأسیویة والإفریقیة، 1986، ص 23 .

[74] بيداء محمود احمد، السياسة الروسية تجاه المنطقة العربية 2000- 2012 عرض كتاب، جريدة الصباح الجديد، على

الرابط: http://www.newsabah.com/wp/newspaper/43528

[75] التحول الاستراتيجي: لماذا تريد إيران دعوة روسيا إلى العراق، ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد http://thenewkhalij.org/ar/node/24281

[76] نموذج القطب العائد أكبر عملية تحول استراتيجي في التاريخ … الإطلالة الجديدة على الشرق الأوسط وخلفيات الصعود الروسي، صحيفة المراقب العراقي،http://www.almuraqeb-aliraqi.org/archives/20731

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم