صحيفة المثقف

يسري عبد الغني: أعيدوا جمع شعر أبراهيم ناجي

يسري عبد الغنيعاب الكثير من النقاد على الشاعر المصري الرومانسي ابراهيم ناجي أنه كان منصب تركيزه على الشعر العاطفي الرومانسي وقصائد الهجر هي أغلب ما تركه للأجيال، غير أن هناك رأي آخر يرى أن الشاعر من جهة لم تجمع كل قصائده فإنتاجه الحقيقي أكبر من الدواوين القليلة المجمعة ولم يكن يهتم بحفظ شعره الذي ألقاه في العديد من المناسبات والدليل على هذا كشف الأستاذ حسن توفيق للعديد من القصائد المجهولة للشاعر بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة، ومن جهة أخرى فهناك العديد من القصائد التي تبرهن على حبه لأمته العربية، ومن الفريق الأول الدكتور والأديب محمد مندور بقوله "قد أوشك معظم شعره أن يصبح قصيدة غرام متصلةٍ وإن تعدّدت أحداثها وتنوّعت أنغامها"، ومن الفريق الثاني الدكتور طه وادي الذي رأى بأن قصيدة "ليالي القاهرة" نوعٍ الغَزِل العجيب لحبٍّ آخر وحبيبةٍ أخرى، وأنّه غزلٌ في حبّ مصر، وحسرةٌ على ما أُصيبتْ به من عدم القدرة على قهر أعدائها، كذا الأستاذ الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي والذي برر الأمر بكثرة القصائد المجهولة لناجي. ومنها قصيدة بعنوان "المجد الحي" ضمن كتاب "أدب العروبة" الذي أصدرته جماعة أدباء العروبة وهي جماعة أدبية ترأسها الوزير الأديب إبراهيم الدسوقي أباظة ومنها

يا أمّة نبتتْ فيها البطولاتُ     لا مصر هانت ولا الأبطال ماتوا

ويدل أيضا على ذلك قصيدته المنشورة ضمن "المجلّة الطبية المصرية" عام 1937 ضمن رصد وقائع المؤتمر الطبّي التاسع الذي حضره عددٌ من الوفود الطبيّة العربيّة ومنهم إبراهيم ناجي قال فيها:

يا شاعرَ الوادي وغرّيد الرّبى    قُلْ للضيوفِ تحيّةً وسلاما

مصرالعريقُ وفادُها حفَظْتُ لكُم َ هْداً على طُول المَدى وزِمَاما

لستُمْ بها غُرَباءَ، أَنْتُمْ أَهْلُها أَنّى حَللَتُم تَنّزِلُون كِراما

ومنها أيضا:

الشّرْقُ مَهْدٌ للنبوغِ ومَوْلدٌ للمجْدِ فيه رَبَا وشَبّ غُلاما

زَكَت النبوّة في حِمَاهُ ورعْرعتْ وتألّقت كالفرقديّنِ نِظَاما

مُوسى الذي شَقّ العُبابَ وفجّر الصخّر العنيدَ سواكباً تترامى

عيسى الذي فدّى الوجودَ وعلم الغفّران والإحسانَ والإكراما

ومحمّدٌ يَكْفيكَ أنّ محمّداَ بيّن البريّةِ أَوْجَدَ الإسلاما

هذا هو الشّرْقُ العظيم لم يَزَلْ نوراً لمن رَام الهدى وإماما

ومن قصيدة بعنوان مصر يفتتحها بقوله:

أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا فمصر هي المحراب والجنة الكبرى

أجل عن ماء النيل قد مر طعمه تناوشه الفتاك لم يدعو شبرا

فهلا وقفتم دونها تمنحوها أكفاً كماء المزن تمطر خيرا

سلاما شباب النيل في كل موقف على الدهر يجني المجد أو يجلب الفخرا

تعالوا فقد حانت أمور عظيمة فلا كان منا غافل يصم العصرا

شباب نزلنا حومة المجد كلنا ومن يغتدي للنصر ينتزع النصرا

***

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم