صحيفة المثقف
صالح الفهدي: أَقَمْتُ جُسُورَ الْوَصْل
أَقَمْتُ جُسُورَ الْوَصْلِ، وَالْعَهْدُ قَائِمُ
فَمَا أَنَــــا قُطَّــــاعٌ، وَلَاْ أَنــــا هَادِمُ
تَجَنَّبْتُ مَا يَحْشُو الْقُلُوبَ مَضَاضَةً
كَمَا يَدَّعِي فَـــرْطَ الْوَسَاوِسِ وَاهِمُ
فَلَيْسَ أَخُــــو لَــــوْمٍ يَشِيْنُ طِبَاعَــــهُ
كَمِثْـــــلِ أَخِي صَفْــوٍ رَعَتْهُ الْغَمَائِمُ
وَلَاْ لَاْئِمُ الْإِخْـــــــــوَانِ فِيْ كُلِّ عَثْرَةٍ
كَعَاذِرِهِمْ أَنَّىْ يَلُــــــــــــوحُ التَّخَاصُمُ
تَغَاضَيْتُ عَنْ حِلْمٍ، وَأَدْنَيْتُ مَنْكَبِيْ
لِكُلِّ ذَوِيْ فَضْــلٍ عَلَتْهُ الْمَكَــــارِمُ
سَخَاْ بِيَ أَنْ أَهْفُــــــــــــوْ إِلَىْ كُلِّ زَلَّةٍ
أُعَاتِبُ خِلًّا لَمْ تَنَلْــــــهُ الْمَـــــــــــــآثِمُ
فَمَا الْغُنْـــــمُ أَنْ أَسْعَى لِكُلِّ قَطِيعَةٍ
بِهَا تُبْتَلَى الْأَوْشَاجُ وَهِــــيَ كَرَائِمُ
يَعُزُّ عَلَىْ نَفْسِي الْأَبِيَّـــــةِ أَنْ أَرَىْ
خَلِيلاً وَقَدْ حَاطَتْ عَلَيْهِ اللـَّـــــوَائِمُ
أَنَا الْمَرْءُ سَتَّارُ الْمَعَائِبِ إِنْ كَبَـــاْ
أَخُوْ عِزَّةٍ إِنْ أَوْقَعَتْهُ السَّخــَـــــائِمُ
فَإِنْ يَكُــــــــنِ السَّتَّارُ إِسْماً لِخَالِقٍ
فَمَاْ شِيْمَةٌ لِلْعَبْــــــــدِ وَهُوَ يُلَاوِمُ؟!
يُرَافِقُنِيْ دَوْماً "لَعَلَّ" وَ"رُبَّمَاْ"
وَأُوْسِعُ عُذْراً إِنْ تَوَاضَعَ نَادِمُ
وَمَا أَنَا مِمَّنْ يَحْكُمُ الْحُمْقُ عَقْلَهُ
بَلِ الْعَقْلُ سُلْطَانٌ حَكِيْمٌ وَعَاصِمُ
أَقَمْتُ جُسُورَ الْوَصْلِ قَوْمَةَ حَافِظٍ
وَإِنِّيْ لَهَـــــــا رُغْمَ الْجَفَاءِ مُلَازِمُ
فَمَنْ يَكُنِ الْإِعْظَامُ شِيْمَةَ نَفْسِهِ
سَتُعْلِيْهِ فِيْ كُلِّ الْخُطُوبِ قَوَائِمُ
***
د. صالح الفهدي
..................
رابط القصيدة على اليوتيوب: