صحيفة المثقف

احمد الحلي: نَيسَمٌ في دربِ التبَّانة

احمد الحليتُلامسُ أطرافُ أناملي وجهَكِ

فكأني بلا أجنحةٍ أطيرُ

أنّى مَشيتُ يحوطُني سحرُكِ

فأنا كالمُنوَّمِ أسيرُ

 

يرتفِعُ الطريقُ

لوقعِ خُطاكِ

فيصيرُ نيسماً

في دربِ التبَّانة

**

خيطُ  دُخان

بعدَ أن إنقطعَ الخيطُ الواهنُ الذي يربطُهُ بحبيبتِهِ جلسَ مخذولاً عقبَ آخرِ لقاءٍ يندبُ حظَّهُ العاثرَ، كان يُحِسُّ بالإختناقِ والمرارةِ، مرَّ بالقربِ منه صبيٌّ يبيعُ السجائرَ فاشترى علبةً على الرغم من أنهُ أقلعَ عن التدخينِ منذُ أمدٍ بعيد . أخرجَ سيجارةً وأخذَ يتأمّلُها، تراءت له على هيئةِ فتاةٍ ممشوقةِ القوامِ، أحسَّ برغبتِها في أن يتبادلا القُبَلَ فلم يخذلْها وغرقا في دوامةِ التقبيلِ، راودَهُ إحساسٌ أنه أصبحَ خفيفاً جداً وأن جسدَهُ بدأَ يتحررُ من أسارِ الجاذبيةِ الأرضيةِ، وها هوَ يرتفعُ رويداً رويداً ويتحوَّلُ إلى دُخان .

 

قلتُ لطائرِ السعدِ :

"متى ستحُطُّ على شجرتي" ؟

أخرجَ دفاترَهُ العتيقةَ

نظرَ فيها ثمّ قالَ :

أرى الوقتَ مُمَوَّهاً

بكثيرٍ من العَقَبات

***

أحمد الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم