صحيفة المثقف

يسري عبد الغني: كابتن / غزالي ..

يسري عبد الغنيعاشق السمسمية وأيقونة المقاومة الشعبية:

"غنّي يا سمسمية لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية، حاضنة زنودها المدافع، غني لكل دارس، في الجامعة و المدارس، لمجد بلاده حارس، من غدر الصهيونية، غنّي لكل عامل، في الريف وفي المعامل"

كلمات قاوم بها الشاعر محمد أحمد غزالي الشهير بـ«الكابتن غزالي بمشاركة الفدائيين ولاد الأرض بالسويس.

وُلد شاعر المقاومة الشعبية بمدينة السويس في 10 نوفمبر عام 1928، وعمل موظفاً بمديرية الصحة بالسويس.

اكتسب شاعر المقاومة لقب "كابتن غزالي" ﻷنه لم يكن الشعر وحده هو محور حياته، فقد كان شاعرًا ورياضيًا، فكان لاعب مصارعة سابق، وكان يعمل مدرب جمباز بالمحافظة.

كما كان صاحب مَرسم بمدينة السويس، و يُعّد كابتن غزالي المُحافظ على تراث السمسمية بالسويس بعد رائدها الأول الرحّال عبدالله كبربر.

من مؤسسي فرقة "ولاد الأرض"، التي أسسها عقب نكسة 1967 لبث الروح الحماسية الوطنية في نفوس المقاومة الشعبية وقوات الجيش المصري وطلاب الجامعات خلال حرب الاستنزاف وانتصارات أكتوبر، مقدمًا أعماله للجنود في الجبهة ليساعدهم على تحقق النصر.

جاءت فكرة الفرقة بعد أن استقر غزالي بمدينة السويس بعد النكسة ولم يغادرها ضمن التهجير الجماعي للمدينة، ولاحساسه بدوره الوطني المحتم عليه القيام به نحو بلده قام بالمساعدة في تجميع الجنود المشتتتين، وساعد الجرحى، وقام بإيصال الذخائرللجنود؛ وتطوع في المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة السويس.

و كان للفرقة تيمة مُعيّنة لدخولهم في بداية حفلاتهم مُتمثلة في "سقفة الكّف"السويسية مع الكلمات التالية:-

إحنا ولاد الأرض

ولاد مصر العظيمة

تارنا هانخدُه بحرب

للنصر غناوينا

شباب ثوار

ما نسيبش التار

إحنا ولاد الأرض

وضمت الفرقة الخال عبدالرحمن الأبنودي ومحمد حمام والملحنين إبراهيم رجب وحسن نشأت والمطرب محمد العزبي، الذي غني له «والله هترجع تاني لبيتك ولغيطك يا خال»، من تأليف وتلحين غزالي.

الكابتن غزالي ألف ولحن جميع أغاني فرقة "«ولاد الأرض" باستثناء «يا بيوت السويس» للشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

وقدم غزالي عددًا من الأغاني على السمسمية كانت تعبر عن حب الوطن والكفاح ضد العدو على شط قناة السويس، ومن أشهرها "فات الكتير يا بلدنا"، والتي لحنها بنفسه وغنتها الفنانة فايدة كامل، وتقول كلماتها:-

فات الكتير يا بلدنا

مبقاش إلا القليل

أنت بترمي بإيديك قنابل

وإحنا إيدينا تزرع سنابل

ياللي قلبوكوا البوم ساكنها

وإحنا في قلوبنا ساكنا البلابل

وإن كان على الأرض هنحميها

وإن كان على بيوتنا هنبنيها

وعضم إخواتنا نلمه نلمه..

نسنه نسنه نعمل منه مدافع وندافع..

وندافع ونجيب النصر هدية لمصر

فات الكتير يا بلدنا مبقاش إلا القليل

وتغنى بمؤلفاتة عدد أخر من المطربين منهم سمير الإسكندراني الذي غنى له  "من برج الحمام بيطل مدفعي"، وأركان فؤاد الذي غني «أغنية "تعظيم سلام".

من أشعاره نقرأ:-

يسعد صباحك يا بلدنا

يسعد مساكم يا حبايب

من طول غيابكم إحنا دبنا

وفي بلد عايشين غريب

نلضم الصبح في مساه

واشتاقنا والله يا حبايب

يسعد صباحك يا سويس

والشمس طالعه بين حطامك

يا أم التاريخ دهب وفضه

للغريب فاتحه بيبانك

يام الولاد واقفين انتباه

اشتاقنا والله

والقلب دايب

مليون سلامة يا قنال

يا بورسعيد...يا سماعيلية

يالي التاريخ حافظ غناكم

عمل.... عرق...... وفدائيه

مهما القدر زاد من اساه

إحنا اكبر من النوايب

أهل القنال اهلي وناسي

الفرقه طالت والحرب اهيه

الوقفه صعبه والمراسي

نسيت غناوي السمسمية

مشتاقه للنصر وغناه

ولبسمه الفجر اللي غايب

وحياة غلاوتك يا سويس

يا بلاطوه يا اسمعلاويه

ح تعودوا تانى للقنال

والبواخر رايحه...... جايه

والولاد تملأ.......الحوارى

والفل يطرح فالخرايب

وأحب أن أقول أنني شرفت بلقاء هذا الرجل الذهبي أكثر من مرة، وجدت فيه الأصالة الحقيقية، والانتماء المتفرد لتراب أرض مصر المحروسة، هذا الرجل الذي تحول إلى مجرد خبر قرأناه اليوم، يقول لنا: رحل عن عالمنا كابتن غزالي، رمز المقاومة الشعبية بالسويس، يوم الأحد 2 إبريل 2017عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد صراع مع المرض.!!!

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم