صحيفة المثقف

عبد الامير العبادي: العنوانُ يخرجُ من الصمتِ

عبد الامير العباديأترقبُ منْ يا ترى بعدَ الان؟

أقلبُ سجلاتي ودفاترَ جيبي الصغيرةِ

ثمةَ عناوينَ لمدنٍ زرتها

او فنادقَ حططتُ رحالي فيها

او حاناتٍ شدني فيها جمالُ النساءِ

او احدى اغنياتي ام كلثوم

او سمفونيةِ كسارةِ البندقِ

آه كم تمنيتُ اني حين أغادرُ

أغادرُ بحلمٍ ربما تأتيني يقظةً

اجدني في بلادٍ سلمتُ ّ لها العمرَ

قلتُ يالثقتي باحلامي

انها بدايةُ الخرفِ والتسليمِ

لِآتٍ اتمناهُ لن يأتيَ

لقد اشبعتُ ضيمي بوصالٍ

اعاندُ كلَ مخلوقاتِ الالهةِ

أقولُ اني لا انهارُ واستسلمُ

لهولِ عاصفةٍ لن تهزني ابداً

اظلُ اكابرُ

ارسمُ امامي جبالَ اللهِ

او اكبرَ بحارهِ

اعلى هذهِ الجبالِ (يعصمني)

ومنتصفَ البحرِ يطوقني

بالفِ حوتٍ

افتعلُ اصواتاً من الريحِ والموجِ

وساداتِ هدوءٍ لبعثٍ وتناسل آخر

**

أترقبُ رفوفَ مكتبتي

أياً من الكتبِ أقرأُ

لقدُ تعودنا نحنُ الشرقيين

لا نقرأُ او نمجدُ الا الموتى

ولا نرتدي الا الوانَ السوادِ

نفتعلُ حكاياتٍ لتحضرنا المزدري

بالفِ وشاية نغامرُ بها

في اسواقِ بوحنا البائسِ

**

أترقبُ طرقاتٍ تحملُ جنائزَ

تراتيلِ التشييعِ

بعد انْ لجمنا الفرحُ بمتاريسَ

احطناه بنشوةِ وهمٍ سحيقٍ

لكني انا عاشقُ اليقضاتِ

ابددُ ترهاتِ الاسلافِ

أصرخُ انا قادمٌ اليكم

يامنصاتِ الشعرِ

وياساحاتِ الوغى

اني من البلادِ التي تمضي لما تريدُ

اعلقُ فوقَ صدرها

انكِ اجملُ بلادٍ

***

عبد الامير العبادي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم