صحيفة المثقف

قيس العذاري: أوهام قم وطهران

صار من الصعب على العراقيين السكوت عن تدخلات النظام الايراني بشؤون العراق . وكعراقيين لا نعرف كيف تبيح ايران لنفسها التدخل بشؤون دولة مستقلة وأحد الاعضاء المؤسسين للامم المتحدة وجامعة الدول العربية دون ان تحترم ارادة اكثرية العراقيين التي ترفض التدخل من قبل ايران بشؤونه كأنها وصية على العراق وشعبه .

ايران تعاني من مصاعب جمة سياسية واقتصادية ونسبة الفقر فيها في تزايد وعملتها دخلت منذ السنة الاولى للحصار الاقتصادي والتجاري والمالي بسلسلة طويلة من الانهيارات فماذا لدى هكذا نظام ان يقدمه للعراقيين او السوريين او اللبنانيين؟ فهم بدلا من الاهتمام بالشعب الايراني الذي يعاني الامرين يهربون من مواجهة متطلباته الاقتصادية والاستهلاكية بالتدخل بشؤون دول مستقلة تتفوق عليها اقتصاديا وتنظيما وقدرة على تجاوز الازمات خاصة التي رافقت ظهور الوباء، فقد غيرت كورونا من نمط حياتنا وادت الى تراجع اقتصاديات جميع الدول بسبب اجراءات الوقاية الصارمة التي تتطلبها مواجهة الوباء.

ولكنها على العكس تركت شعبها ينحدر الى نسب عالية منه نحو الفقر وارتفاع معاناته من كثرة الاصابات وضحايا الفيروس هاربة نحو الخارج نحو العراق بشكل خاص للتعويض عن اخفاقاتها الداخلية ! بينما العراق لديه حكومة منتخبة وبرلمان منتخب ولجان متخصصة بالازمات ورغم الاخفاقات نجح من الحد من التدهور الاقتصادي وما يتسبب به من ازمات والسيطرة الى حد ما على الوباء وتقليص عدد الاصابات الى الحد الادنى .

لذا نود ان نوضح لايران والنظام الايراني الحقائق والنقاط المهمة الاتية:

شيعة العراق عراقيون عرب ولهم ارتباطات عشائرية بجميع البلدان العربية تقريبا في المشرق العربي ومغربه .

مليشياتها في العراق مرفوضة من العراقيين . واعضاء هذه المليشيات منبوذون من العراقيين وتحوم الشكوك حول مدى ولائهم للعراق .

لا يمكن اقتلاع الشعب العراقي من اصوله . لغة العراق والعراقيين العربية وثقافتهم عربية كذلك تاريخهم عربي، ولابد ان يدقق النظام الايراني ان له مؤيدون كثر في العراق والدول العربية ما هو سوى وهم ستدفع ايران والنظام الايراني ثمنه غاليا اذا ظل متشبث بوهم كثرة انصاره ومؤيديه في العراق وباقي الدول العربية .

سلخ شعب من لغته وثقافته وتاريخه لاسباب طائفية غير ممكن .

كما لا يمكن اخضاع الشعب العراقي لارادة ايران والنظام الايراني بواسطة مليشيات بائسة من الرعاع وحثالات من القتلة والمجرمين .

 لا يشكل مؤيدو ايران والنظام الايراني اية نسبة من العراقيين . واخر احصائية لاعداد منتسبي مليشياتها قدرت عددهم بالالوف وتحديدا 7000 نفر في حين تعتقد ايران ان لها قوة ومؤيدون في العراق وهو من الاوهام الخطيرة وغير المفيدة لايران خاصة وانها تمر بازمات مستعصية يتطلب منها ان تكون اكثر واقعية ولا تعول على الاوهام وما تعتقد بانه مصدر قوة لها ولنظامها .

الاكاذيب لا تصنع قوة وان صنعت فانها وهمية لا تصمد امام حقائق الواقع . وهنا نحيل النظام الايراني الى موقف العراقيين منها ومن نظامها فقد احراق علمها وصور مرشدها بجميع المدن والمحافظات العراقية قبل وخلال انتفاضة تشرين وبعدها .

احرقت معظم مقرات مليشياتها في محافظات الوسط والجنوب .

وفقا لذلك ندعو النظام الايراني الى مراجعة سياساته المدنية والعسكرية لانه بحاجة ماسة الى هذه المراجعة والتخلص من الاوهام والتعامل مع ازماته بواقعية لانه الطريق الصحيح الذي يقود الى ايجاد الحلول الصحيحة لها .

الدعاية المهولة التي كان يستخدمها هتلر رغم تأثيرها الواسع والمؤثر لم تمنع من انهيار جيوشه وخسارته للحرب وادخلته في صفوف المهزومين لانه تعامل مع الوقائع وتداعيات سياسته الاعلامية والحربية بالاوهام واحلام النصر .

 نكرر الدعوة للنظام الايراني الى اعادة النظر بسياساته المتطرفة سواء بتعامله مع ازماته الداخلية المرشحة لتدهورات اشد على الصعيد الاقتصادي والتجاري والمالي وعزلته السياسية وعدم الهروب منها ومراجعة اساليب التخريب والتعامل المليشاوي مع الدول العربية، العراق منها بشكل خاص لتفادي الهزيمة التأريخية الثالثة وتداعياتها .

وقد يظن النظام الايراني ان ذلك محض كلام لا اساس له .. لينظر ما يحيط بايران برا وجوا وبحرا .

كدليل على فشل سياساتها وحروبها بالوكالة التي تضطلع بها مليشياتها البائسة التي سيكون مصيرها ليس افضل من مصير مليشيات "داعش" سواء في العراق او سوريا او لبنان.

وتأكيدا على فشل سياساتها انها عجزت عن الرد على قصف حرسها الثوري ومليشياتها في سوريا ولم تستطع حماية مطلقي الصواريخ على السفارات ومكاتب الحكومة العراقية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد او ايا من النشاطات التخريبية المتعمدة المضرة بمصالح العراق وعلاقاته الدولية .

 ومازال القصف على مقرات حرسها ومليشياتها في سوريا مستمرا، لانها لا تستطيع منافسة الحليف الروسي ونفوذه في سوريا او الرد على قصف مقراتها وستضطر قريبا الى الخروج من سوريا مهزومة دون ان تترك اثرا طيبا لدى السوريين ومستقبل السلام في سوريا .

 

قيس العذاري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم