صحيفة المثقف

عبد الرضا حمد جاسم: د. عبد الخالق حسين والتدخل الإيراني والأمريكي في العراق/ ردود (2)

عبد الرضا حمد جاسميتبع ما قبله لطفاً

ثالثاً: من اطلاعي على ما تفضل به د. عبد الخالق حسين اسمح لنفسي أن أقول ان متابعة د. عبد الخالق حسين للوضع العراقي متابعة ليست عن معايشة قريبة وبالذات قبل الاحتلال و اكيد بسبب ظروف الأستاذ والعراق وكانت كما لمستُ مما سَّطَرَهُ في مقالاته اما من خلال صحافة معارضة في الخارج او صحافة العربية وأجنبية تلك التي كانت تهيئ الحال لحال اجتياح العراق عسكريا سواء بالتأييد او الضد و كانت كثيرة ومؤثرة ومرَّكزة ومقصودة لتهيئة رأي عام عالمي يتقبل او يرفض الجرائم التي يمكن ان تقع اثناء الانطلاق لتنفيذ الخطة التي لا يعلم بها أحد وهذا متوقع بل معروف حتى لغير المهتم فكيف بكاتب معروف ومتابع ومهتم...يضاف لتلك المصادر مصادر أخرى اختارها/ التقطها /حشرها /حاول توظيفها الأستاذ الكاتب لدعم بحثه الدؤوب عما/عمن يؤيد به ما يطرح ويؤمن ليجد فيها/ بها ما يمكن ان يقنع نفسه والغير بصواب توجهه او صواب الاندفاع خلف المجهول الأمريكي وهذه المرة من خلال ما يمكن ان أصفه ب:[ قال فلان ،وارسل لي فلان ، ونُشر فلان ، وكتب فلان] مع الاحترام للجميع وهي جميعها عندي دون استثناء مهما كان مصدرها غير دقيقة وتعامل معها الأستاذ بعواطف أكثر من تحليل المحلل او السياسي او المهتم والقلق على شعبه ووطنه وأدت كما أتصور عكس ما اراد وسيتضح ذلك في التاليات...اليكم نماذج غريبة من التي اعتمدها د. عبد الخالق حسين كمصادر بنى عليها تصورات او بالأحرى حشرها لتبرير ما يطرح ويريد و كان ضررها ولايزال كما أتصور أكثر من نفعها وبذلك هي مثيرة للاستغراب وتدفع لرسم علامات استفهام كثيرة وكبيرة .

اليكم بعض مما ورد في مقالته: [موقف العراقيين من الضربة الأمريكية للنظام!] بتاريخ 23.09.2002 أي قبل احتلال بغداد بستة أشهر و14 يوم وهو في سياق تبرير دعوته ل(تحرير) العراق من خلال عمل/ اجتياح عسكري امريكي محاولاً في هذه المقالة بيان دعم الشارع/الداخل العراقي لرأي ال ’’ معارضة وطنية عراقية’’ في الخارج التي ’’نَّسَقَتْ و تنسق’’ مع الولايات المتحدة الامريكية لإسقاط نظام صدام حسين وبناء الديمقراطية أي بعد ان جعل من هذه الفئة القليلة غير المتفقة فيما بينها وغير المعترف بها عالمياً وداخلياً والمشتتة المتناحرة هي المعارضة العراقية الجامعة لعراقيي المنفى ان صح القول و جاء ليسندها برأي عراقيي الداخل ليظهر وحدة الموقف في ذلك ال’’ تنسيق’’ وهو لا يعرف ان الغالب الأعظم من الشارع العراقي لا يعرف الأغلب الأعم من أسماء ومواقف الشخصيات و التجمعات المُعارِضة في الخارج ولم يشاهد حتى صور الكثير منهم... رابط  المقالة

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=3091

طرح د. عبد الخالق حسين في هذه المقالة السؤال التالي: [كيف نعرف موقف العراقيين في الداخل من الدعم الأمريكي؟ ]

 ثم انطلق يوضح كما التالي: [ملاحظة: سأضع ما ورد في المقالة بشكل نقاط] حيث ورد: 

1ـ ورد [باختصار، ينقسم أغلب العراقيين في هذه المسألة إلى قسمين: مؤيد ومعارض. وقد كشف آخر استطلاع لرأي العراقيين في الخارج أجرته صفحة (عراق نت) رداً على سؤال: هل تؤيد قيام المعارضة العراقية بالتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل إسقاط نظام صدام وإقامة نظام ديمقراطي في العراق؟ شارك في التصويت 2709 وانتهى يوم 25/8/2002 أجاب 65% منهم بنعم و29% ضد، و4% لا يعلم أو لا يريد الإجابة. وهذا يعني أن الأغلبية مع الدعم الأمريكي] انتهى 

* تعليق: 

اولاً: السؤال الذي مهد به الدكتور للمقالة هو: كيف نعرف رأي العراقيين في الداخل لكنه يفاجئنا باستطلاع رأي عراقيي الخارج. في أي تاريخ اُنجز أخر استطلاع؟ يُفهم من هذه العبارة ان (عراق نت) أجرت أكثر من استطلاع ...هل فعلاً حصل ذلك وماهي نتائج تلك الاستطلاعات حتى نعرف كيف تطور موقف عراقيي الخارج؟ واُعيد القول: ما علاقة استطلاع رأي عراقيي الخارج بمعرفة رأي عراقيي الداخل؟

ثانيا: هل’’ عراق نت’’ مركز متخصص باستطلاعات الرأي وأين مقره ومع من يتعاون/ يتعامل أو لحساب من يجري الاستطلاعات؟ أي البلدان شملها الاستطلاع؟ كيف تم اختيار العينة وكيف تسنى ل (عراق نت) طرح السؤال واستقبال الأجوبة؟ لماذا كان عدد المستطلع آرائهم 2709 وليس أكثر أو أقل؟  كم كانت اعداد ونسب مكونات الشعب العراقي من تلك العينة؟ يعني كم عدد الاكراد او العرب او الأديان او الطوائف؟ أي هل العينة التي اسْتُطْلِعَ رأيُها تمثل تركيبة الشعب العراقي؟

ثالثاً: هل’’ المعارضة العراقية’’ معترف بها دولياً او عراقياً حتى يحق لها التنسيق مع الغير بأمور تخص الشعب العراقي؟ أي هل تمثل الشعب العراقي؟ أن كان!! كيف حصلت هذه المعارضة على حق تمثيل الشعب العراقي ومن ثم الحق في التنسيق مع الامريكان بخصوص مستقبل وطن؟

رابعاً: سؤال الاستطلاع هو: هل تؤيد قيام المعارضة العراقية بالتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل إسقاط نظام صدام وإقامة نظام ديمقراطي في العراق؟ 

أقول هنا هي ليست (المعارضة العراقية) انما هي (معارضة عراقية) او (معارضين عراقيين) كما كنتُ انا أحدهم خارج العراق وهي/هم مجاميع/افراد متفرقة/ين  لا يجمعها/هم جامع ولا تلتقي/ ون على اهداف محددة وليس بينها/هم علاقات تفاهم و مشاركة واتفاقيات او تحالفات وليس لها امتدادات واضحة ومعروفة في الشارع العراقي بل اغلبها شخصيات/ جماعات تشكلت او اُعيد تنظيمها في دول متعددة تعاملت وتتعامل مع دوائر مخابرات تلك الدول و تخضع لمواقف تلك الدول من صدام ونظامه... ومواقفها/هم من صدام حسين ونظام حكمه قد تكون طائفية او عشائرية او شخصية ولم تمارس نشاط سياسي في الشارع العراقي. حتى ان البعض منها/منهم شاركوا/ك في تظاهرات في بلدان المهجر ضد الحرب المتوقعة على العراق وانا من هؤلاء. 

ثم ان المطروح في الاستطلاع هو الراي حول تنسيق بين تلك شخصيات ومجاميع عراقية معارضة مع الولايات المتحدة الامريكية والتنسيق سياسي لا يمكن ان يكون غير سياسي وهذا لا يصل الى حد الموافقة على تجييش عسكري لاحتلال البلد لان كل تنسيق هو اَخْذ وعطاء...الولايات المتحدة الامريكية تقدم الجيوش والمرتزقة والمعدات الخفيفة و الثقيلة و الأموال فما المقابل التي تستطيع المعارضة العراقية تقديمه للولايات المتحدة الامريكية والأستاذ الكاتب وغيره كرر ويكرر ان الولايات المتحدة الامريكية ليست جمعية خيرية وانها لا تقدم شيء او تفعل شيء لسواد عيون العراق وشعب العراق؟ إذن ما هو المطلوب من ال’’ معارضة عراقية في الخارج’’ أن تُقدمه ليساوي او يقترب مما عرضته او قدمته الولايات المتحدة الامريكية؟ وهل ال’’ معارضة عراقية’’ مخولة من الشعب العراقي تقديم أي شيء للأمريكان؟ هل وافقت ال’’ معارضة عراقية’’ على تَّقَبُلْ كل نتائج الاجتياح العسكري الامريكي للبلد... أي تدمير البلد والغاء المؤسسات الأمنية والإدارية والاقتصادية ونهب الذاكرة العراقية والأرصدة والاحتياطي من الذهب والعملة الصعبة؟ هل يُعتبر ما جرى وحصل ويجري ويحصل ضمن التنسيق الذي ورد في سؤال الاستطلاع؟

خامساً: لماذا لم يكن السؤال: هل تقبل بقيام الولايات المتحدة الامريكية باحتلال العراق عسكرياً لإسقاط نظام صدام حسين؟

سادساً: هل اطلعَ د. عبد الخالق حسين في كل العالم على استطلاع للرأي يأخذ عينة من المهاجرين لتحديد مستقبل بلد. وهل اطلعَ على تنسيق في كل التاريخ تم بين (معارضة) مع دولة عظمى بحجم ونتائج التنسيق الذي يؤيده الدكتور والذي تم بين (معارضة عراقية) والولايات المتحدة الامريكية دون تخويل لا عراقي ولا دولي؟ التنسيق هو ان تكون هناك هياكل للمعارضة تتقدم لتحرير بلدها وتحتاج الى اسناد من طرف اخر كما حصل في الثورة الفيتنامية او الكوبية او دول البلقان او تيمور لا ان تأتي المعارضة افراد وجماعات كأدلاء رخيصين لمحتل غازي مدمر لا يهمه ما سيدمر في البلد وكم سيقتل من الشعب وهمه الوحيد هو تقليل الخسائر بين افراده.

2ـ يُكمل الدكتور: [أرى من المفيد هنا توضيح أمرين، قد يعترض أحدهم فيقول ما قيمة هذا الاستطلاع وهل رأي 2709 يعكس آراء أغلب العراقيين؟ الجواب نعم، إذ يقول الخبراء المختصون في استطلاع الرأي العام في الغرب؛ (لتعرف طعم برميل من الماء يكفي أن تذوق ملعقة صغيرة منه). وبنفس الطريقة يمكن القول عن معرفة آراء الشعوب. فاستطلاعات الرأي في الدول الغربية أيام الانتخابات العامة دائماً مقاربة للنتائج النهائية. وعليه فنتائج استطلاع (عراق نت) قريبة من واقع الحال في عكس آراء العراقيين في الخارج] انتهى.

تعليق: الغريب ان الدكتور يجزم من ان عينة الاستطلاع تعكس رأي أغلب العراقيين وهذا اغتراب حاد وتبرير هذا الطرح مع الاعتذار أسوء من الإجابة...هذا التبرير/المثال غير المقبول ومستغرب فالماء مركب كيمياوي بشكل عام موجود في أي بقعة على سطح الكرة الأرضية وبنفس المكونات أي ذرتين هيدروجين وذرة او كسجين فهل الشعب العراقي متجانس مثل تجانس تركيب الماء حتى تأخذ ’’ لطعه’’ منه لتعرف طعمه ورائحته؟ وهل برميل ماء في الارجنتين يختلف عن برميل ماء في العراق والعجيب ان الدكتور استحسن هذا المثل واعتبره مطابق/مناسب لمعرفة آراء الشعوب!!! ولم يخطر بباله وهو الباحث عن تبرير الى ان هذا المثال قد يعني انه يمكن ان نستعيض عن استطلاع رأي الشعوب الامريكية في الانتخابات الرئاسة الامريكية بأخذ عينة عشوائية من الشعب الفرنسي او العراقي. 

يتبع لطفاً

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم