صحيفة المثقف

صادق السامرائي: أشهر الشعر أقدمه!!

صادق السامرائيالسائد على صفحات التواصل الإجتماعي بأنواعها أشعار شعراء الأمة القدامى، ومن النادر أن تجد مقطعا لشاعر من شعراء الحداثة، مما يدل على أن الذائقة الشعرية العامة لا تتوافق مع الجديد، وتميل إلى القديم، لأنه أرقى وأجمل وأروع.

لو بحثتَ في  المواقع والصفحات التواصلية، فستجد مقاطع من قصائد لشعراء أصلاء أوفياء للغة الضاد ولمعنى الشعر، أما رواد الشعر الحديث من أولهم إلى آخرهم فلن تجد ما يشير إليهم.

مما يؤكد أن الحياة للأصيل، والبقاء والخلود له، وما هذه المنثورات الملصوقة بالشعر إلا زوبعة في فنجان الوجيع العربي ستزول حتما وتندثر.

ستثور ثائرة عدد من الأخوة والأخوات من الذين ينثرون ويحسبونه شعرا، أفسدوا فيه تذوق الشعر وأخرجوه من جماليته ورقته وعذوبته وإيقاعاته الندية، وأدخلوه في متاهات الغموض والعمه والعبثية، وكأنهم يرسمون لوحة تجريدية يتعذر فك طلاسمها.

وصار الشعر خطابات تتبادلها مجاميع تسمي نفسها نخبا، ومعظمهم يكتبون لأنفسهم، فما عاد يعنيهم القارئ، لأنهم في صوامعهم العلوية يتبادلون الرسائل الفنتازية، فيوهم بعضهم البعض بأنه يكتب شعرا لا مثيل له.

وتعسكر في المواقع الثقافية المتنوعة، وكلّ يكيل المديح لكلٍّ، فيصيبون الشعر واللغة بأضرار جسيمة.

ويخوّلون لأنفسهم تسمية ما ينثرونه بالشعر، لأنه غني بالإبهام والرمزية والتعبيرات الهذيانية، التي يتضح فيها إضطراب الأفكار وتداخل الصور والمعاني إلى درجة التشوش.

فالشعر الخالد هو الذي يتسرب إلى عقول ونفوس وأرواح الناس ويعيش في دنياهم، وليس مجرد كلمات تعبّر عن كذا وكذا وترسم صورة لحالة ما، وعندما يفقد الشعر إيقاعه، تنتفي صفته ويسقط من موكب الشعر لينام في حندس الخواء الأليم.

أقول هذا كقارئ يوجعني خلو الساحة من الشعر، وفقدان قيمة ودور الشعر، بسبب التوجهات المناوئة للشعر والتي تنتحله إنتحالا سافرا!!

فهل من شعر يا أمة الشعر؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم