صحيفة المثقف

عبد الله سرمد الجميل: من مِعطف سعدي

عبد الله سرمد الجميلإلى الشاعر العربي العراقي الكبير

سعدي يوسف وهو يُصارع المرض..

من مِعطفِ سعدي،

يخرجُ شعراءٌ،

ورِوائيّونَ،

وبحّارةْ،

**

وهو المشّاءُ،

فلو يحدثُ أن تفتحَ أطلسَ هذا العالمْ،

لرأيتَ الخُطُواتِ الحمراءَ لسعدي،

وهو يجوبُ أماكنَ لم تُستكشَفْ بعدْ،

لرأيتَ مساراتِ النَّسْرِ يُؤالِفُ بينَ القارّاتْ،

ورأيتَ على دغَلِ الغابةِ آثارَ النزفْ،

**

بينَ السيّابِ وسعدي بعضُ صِلاتْ،

البصرةُ واسمُ الزوجةِ إقبالْ،

والنجمةُ عاليةً عاليةً،

يتدلّى منها نهرُ بُويَبْ،

**

الآنَ انهَضْ يا سعدي،

ثَمَّ ملاكٌ أخضرُ يَطرُقُ شُبّاكَ الردهةِ في المشفى،

فانفُضْ عنكَ الأسمالْ،

وارحلْ معهُ صوبَ النُّسغْ،

**

أنتَ تحبُّ المَوصِلَ مثلي،

وكثيراً ما تسألُني عنها،

وتقولُ: احذرْ يا ولدي،

(لا تقلِبْ سِترتَكَ الأولى حتى لو بَلِيَتْ)،

**

حذفوكَ من المَنهجِ يا سعدي،

حرَقوا كُتْبَكَ في الساحاتْ،

لكنْ سنظلُّ نُغنّي أشعارَكَ كالمنشوراتِ السِّريّةْ،

نَمزُجُها بحليبِ الأطفالْ،

فيَشِبُّونَ على معنى الحريةْ

***

د. عبد الله سرمد الجميل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم