صحيفة المثقف

يحيى السماوي: مدينة العشقِ الفاضلة

يحيى السماويمدينةً فاضلةً

يدخلها الأطفالُ والعشاقُ

والغزلانُ والظِباءُ


  حـيـن فـمـي

ذاتَ عِـنـاقٍ تـحـتَ فَـيءِ بـتـلـةٍ ضـوئـيـةٍ

بـثـغـركِ الـعـذبِ الـتـقـى

*

وأسْـهـبـا فـي لـغـةِ الـلـثـمِ

فـكـانـا غـسـقـًا شــدَّ إلـيـهِ

الـشَّـفَـقـا

*

ورتَّـلا ( إنّـا خـلـقـنـاكـمْ .. ) (*)

فـمـا مـن مَـيْـسَـمٍ

إلآ الـى تُـويـجـةٍ فـاضَ هـيـامـاً شَـبَـقـا ..

*

عـلـى سـريـرٍ الـوجـدِ ..

كـلٌّ:

حـارقٌ مُـحـتَـرِقٌ ..

وآسِــرٌ مُـؤتَـسَـرٌ ..

ومُـبـحِـرٌ يـأبـى مـن الإبـحـارِ

إلآ الـغَـرَقـا

*

تـعـاهـدا أنْ يـزرعـا الـسـنـبـلَ لـلـطـيـورِ

والـزهـورَ لـلـنـحـلِ ولـلـفَـراشِ

والأعـشـابَ لِلأنـعـامِ حـيـثُ انـطـلـقـا

*

وأنْ يـقـودا الـضـوءَ لـلـعَـتـمـةِ

والأمـطـارَ لـلـقـفـارِ

والـرَّصـيـفَ لـلـبـصـيـرِ إنْ أعْـجَـزَهُ الـعـكّـازُ ..

أقـسَـمـا عـلـى أنْ يـجـمـعـا بـالـحـبِّ فـي أوروكَ

مـا تـفـرَّقـا:

*

أدركـتُ

أنـنـي سـأغـدو سـادنَ الـعـشـقِ ..

ونـاطـورَ بـسـاتـيـنِ الـتُّـقـى

*

وأنَّ صـحـرائـي سـتـغـدو جَـنَّـةً أرضـيـةً ..

ويُـصـبِـحُ الـحـصـى يَـواقـيـتَ

وأشـواكُ دروبـي زنـبـقـا

*

وأنـنـا

سـوفَ نـقـيـمُ لـلـهـوى مـديـنـةً فـاضِـلـةً

نـمـنـعُ مـن دخـولِـهـا الـمُـلـثَّـمـيـنَ الـمِـسْـخَ ..

والـمُـجـاهـديـنَ الـزُّورَ ..

لا مـكـانَ فـيـهـا لـلـمُـضـاربـيـنَ فـي سـوقِ الـمـحـاصـصـاتِ

أو لـسـاسـةِ الـصـدفـةِ بـاعـةِ الـشـعـاراتِ

ومَـنْ جـاءَ بـهِ الـمـحـتـلُّ مَـأمـوراً

فـأضـحـى بَـيـدقـا

*

فـي لُـعـبَـةِ الـنـهـبِ

وفـي تـحـويـلِ أوروكَ شـتـاتـاً مِـزَقـا

*

مـديـنـةً فـاضـلـةً

يـدخـلـهـا الأطـفـالُ والـعـشـاقُ والـغـزلانُ والـظِـبـاءُ

لا يُـعـرَفُ فـيـهــا الـفـرقُ بـيـنَ حـاكـمِ الـقـصـرِ ومـحـكـومٍ

وبـيـن عـازفِ الـقـيـثـارِ فـي الـشـارعِ

والـنـاسِـكِ فـي مـحـرابـهِ تـخـنـدَقـا

*

نـشــيـدُهـا الـهـديـلُ والـخـريـرُ والـحـفـيـفُ

لا وجـودَ للآثـامِ فـي دسـتـورِهـا

والـظـبـيُ لا يـخـافُ نـابَ الـذئـبِ

والـعـصـفـورُ لا يــفـزُّ إنْ رأى الـشَّـواهـيـنَ

فـيُـردى فَـرَقـا (**)

*

ســبـعـةُ أنـهـارٍ ومِـثـلُـهــا سَــواقٍ

وأنـا:

أسـقـي الـغـيـومَ الـوَدَقـا (***)

*

أنـتِ الـتـي جَـعَـلـتِ مـن وسـادتـي

أشـرعـةً ..

ومـن سـريـري

زورقـا

*

وأنـتِ مَـنْ صَـيَّـرَ مـن صـخـورِ كـهـفِ غـربـتـي

أجـنـحـةً ..

فـمَـرةً أُبْـحِـرُ مـا خـلـفَ الـمـدى

ومـرَّةً مُـحَـلِّـقــا

*

وأنـتِ مَـنْ بَـعَـثْـتِـنـي مُـبَــشِّــراً بـالـفـرَحِ الـحـنـيـفِ

والأمْـرِ بِـدِيـنِ الـنـورِ

والـنـهـيِ عـن الـظـلامِ

لَـبَّـيْـتُ

وكـنـتُ الـعـاشِـقَ الـمُـصَـدِّقـا

*

جُـبـتُ الـطـبـاقَ الـسـبـعَ بـالـعـشـقِ بـشـيـراً هـاديـاً

وقـبـلَ أنْ أبـتـدئَ الـثـامـنـةَ:

انـتـهـى بـيَ الـمـطـافُ فـي نـارِ جـنـوحـي

وَرَقـاً مُـحـتـرِقـا

*

وهـا أنـا بُـقـيـا رمـادٍ

كـان يـومـاً فـي فـراديـسِ الأمـانـي

عـنـدلـيـبـًا طَـلِـقـا

*

أغـوَاهُ مـا حَـرَّمَـهُ الـعـشـقُ ونـامـوسُ الـهـوى

تـابَ .. ولـكـنْ

حـيـن لا تـمـيـمَـةٌ تُـنـجـي مـن الـحَـتـمِ إذا مـا أطـبَـقـا

*

فَـلـيْـتَ خـطـوي شُــلَّ قـبـلَ خـطـوتـي ..

ولـيـتَ قـلـبـي ـ قـبـلَ عـيـنـي ـ حَـدَّقـا

*

فـأيـنَ مَـنْ تـأخـذهُ كُــحـلاً لـعـيـنـيـهـا (****)

يَـقـيـهـا الأرَقـا

*

ونـازفٌ نـبـضـاً

ولا مـن بـلـسَـمٍ لِـجُـرحِـهِ مـذ عَــشِــقـا

*

وأيـن مـنـي الـنـخـلُ والـطـيـنُ الـفـراتـيُّ

ومَـنْ يُـغـمِـضُ مـنـي إنْ غـفـوتُ

الـحَـدَقـا !

***

يحيى السماوي

أديليد 12/4/2021

...................

(*) إشارة الى قوله تعالى: (إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى ..) سورة الحجرات

(**) الفَرق: الفزع الشديد .

(***) الودْق ـ بتسكين الدال: المطر بحالتيه، الشديد الهطول واللين الهطول .وقد حرّكت الدال جوازا .

(****) الضمير في " تأخذه " يعود على الرماد .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم