صحيفة المثقف

صادق السامرائي: واصل بن عطاء!!

صادق السامرائيأبو حنيفة واصل بن عطاء المخزومي (80 - 131) هجرية. الملقب بالغزال الألثغ لعاهة في نطق حرف الراء.

ولد في المدينة، وكان تلميذا لمحمد بن الحنفية، ولزم الحسن البصري في حلقاته، لكنه إنفصل عنه وأسس حلقته في جامع البصرة، فقال الحسن: "إعتزلنا واصل"، وسميت فرقته بالمعتزلة، وهي فرقة كلامية إشتهرت بالجدل والمناظرة.

وهو من زعماء العقلانيين، ومنظري التكفير، ومؤسس نظرية "المنزلة بين المنزلتين" وتعني أن مرتكب الكبيرة ليس بمسلم ولا كافر ولكنه بمنزلة بينهما.

مؤلفاته: " أصناف المرجنة، التوبة، معاني القرآن، المنزلة بين المنزلتين، الدعوة، الفتيا، السبيل إلى معرفة الحق".

ومن خطبته المرتجلة التي تجنب فيها حرف الراء: "....أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحصطم على ما يدنيكم منه، ويزلفك إليه، فإن تقوى الله أفضل زاد وأحسن عاقبة في معاد.

ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها ةخدعها ’ وفوات لذاتها، وشهوات آمالها، فأنها متاع قليل، ومجة إلى حين، وكل شيئ منها يزول، فكم عاينتم أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنج إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلوا، ومزجت لهم سما.....".

وهو من أهل العقل لا النقل، ومؤسس فرقة المعتزلة، ذات الأصول الخمسة: "التوحيد لله ونفي المثل عنه، العدل وهو قياس أحكام الله على ما يقتضيه العقل والحكمة، المنزلة بين المنزلتين، الوعد والوعيد  في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك".

وتتضارب الدراسات والمقالات بشأنه، لكنه ظاهرة سلوكية، تشير إلى أن الأمة تواجه تحديات زمانية ومكتنية عليها أن تتواكب معها بآليات إيجابية ذات قيمة تفاعلية طيبة، بدلا من الميل المتطرف المندفع نحو التكفير والدوغماتية، التي رافقت المدارس والفرق التي حاولت أن تجدد وتنتصر بالعقل على النقل ، لكنها إنحرفت وسفكت الدماء وما جددت، بل عضّلت التفاعل ما بين النص والزمن الذي هو فيه، ولا تزال الأمة في هذه المحنة التي تكلفها المزيد من الخسران.

ولن تستقيم أحوالها إن لم تدرك الفرق والمذاهب، أن تقوم بدور إستشاري وأخلاقي وحسب، وتبتعد عن السلطة لأنها ذات موجبات تتعارض مع أي دين.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم