صحيفة المثقف

الشاعر فيليب تيرمان يرثي محمود درويش ورياض الصالح الحسين وحلب

2385 coverصدرت لفيليب تيرمان مجموعته الشعرية الجديدة بعنوان (هذا التفاني الجنوني) بطبعة ثانية عن دار “برود ستون” الأمريكية. وكانت الطبعة الأولى قد صدرت في مطلع عام 2020.  ضمت المجموعة باقة من قصائد الشاعر الحديثة والموزعة على ثلاثة أبواب كالتالي: عن الحنين والإقدام، المتفانون، يوميات الحديقة.

دارت القصائد، كما هو ظاهر من عنوانها، حول قضايا إيمانية بالمعنى الميتافيزيقي والمادي. واهتمت بأمور صغيرة مثل تشذيب حشائش الحديقة الخلفية في المنزل، وبقضايا هامة ومصيرية مثل موضوع الحرية وعلاقة الإنسان البسيط بالمستقبل وألغاز الوجود. وكان للشرق الأوسط والربيع العربي نصيب ملحوظ من القصائد. ومن بين أهم الموضوعات التي قاربها في هذا المحور مشكلة السلام والحرب بين إسرائيل والعرب. وخصص لها قصيدة بعنوان “درويش وأميخاي يتبادلان القصائد في السماء”، وهي حوارية متخيلة ومفترضة بين صوت الشاعر الفلسطيني محمود درويش والإسرائيلي يهودا أميخاي. وتذكرنا بقصائد درويش في مجموعته المتميزة “لا تعتذر عما فعلت”. كما أنه خصص قصيدة مماثلة لمأساة مدينة حلب السورية بعنوان “إلى صديقي في حلب”. ويتناول فيها تراجيديا المدينة ومأساة الإنسان الأعزل. ويرسم صورة الهذا الحاضر الكئيب والموحش ضمن غلاف رقيق من الذكريات عن ماضي المنطقة وحضارتها. وتوجد قصيدة خاصة بمأساة الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين بعنوان “كل شيء ممكن”. وتعتبر القصيدة أنشودة ومرثية بنفس الوقت. ومما ورد فيها:

على شاكلة انفجار مباغت أو تحليق للقلب

وصلت قصائدك من حلب، مدينتك المهزومة.

وفهمت منها أنك: أصم، ووسيم، وجريء

كما لو أنك ويتمان الذي يعاني من الإدمان على الكحول، وحب النساء - أنت نجمة في قصيدة.

حتى تعرضت للتعذيب، والسجن، وتغلغلت الندوب النفسية في أعماقك.

ثم استلسمت للموت - وهناك من يزعم بسبب الإهمال، وآخر بسبب

هبوط القلب.

......

رياض،

عزمت أن تحرث المجرة،

وأن تعيش في سبيل جميع الأموات، وأن تلقي بالنهر في الزنزانة،

وعندما تطبق عينيك ترى نفسك تدخن سيجارة، فهل ساعدتك على ترقية شياطينك؟.

هذه أعاجيب قليلة

وأنا أقتبسها منك، لأدونها على أوراقي.

الشاعر فيليب تيرمان هو أستاذ الأدب الحديث في جامعة كلاريون. وسبق له أن عمل في براغ بتدريس شخصية وأعمال كافكا. وله عدة مجموعات شعرية منها: بيت الحكماء، كتاب أيام لا تنكسر، ما تبقى على قيد الحياة، حدائق التوراة. وستصدر له في الشهر القادم عن دار “بيتر أولياندر بريس” الأمريكية، بالتعاون مع آخرين، دراسة عن الشاعر رياض الصالح الحسين، وظاهرة القصيدة العربية النثرية، بالإضافة لمختارات من قصائد الشاعر الراحل.

 

د. صالح الرزوق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم