صحيفة المثقف

مريم لطفي: كيف نتعامل مع المواقف المحرجة

متاعب الحياة الكثيرة تضعنا في زاوية تتطلب منا تغيير احداثياتها للخروج من المازق .

لطالما نتعرض لمواقف محرجة في الحياة تجعلنا نرتبك او نعجز عن الرد تبعا لنوع الموقف وشدته،وتختلف المواقف باختلاف الاشخاص الذين نتعامل معهم سواء في محيط العمل او في مجمل العلاقات الاجتماعية الخاصة والعامة وعلى كافة الانشطة الحياتية التي تتطلب تعاملا مباشرا.

وفي حياتنا اليومية تصادفنا الكثير من المواقف المحرجة بقصد او دون قصد وتتنوع توجهاتها تبعا لنوع الموقف ،فنحن امام مشكلة  حدثت الان وتتطلب حلا سريعا تلافيا لذلك الموقف،خصوصا اذا  كنت من الاشخاص الحساسين جدا فان اي موقف مهما كان قد يؤثر عليك لوقت طويل .

ان التعامل اليومي مع اشخاص تعرفهم او لاتعرفهم في محيط العمل مثلا يوجب عليك احترام خصوصيتهم التي هي مفتاح شخصيتهم ،وكما نعلم ان لكل انسان شخصيته الخاصة فما يقبله فلان قد يستهجنه فلان وهوحق شرعي تمليه علينا طريقة التعامل السليمة التي تبني علاقات مجتمعية بعيدا عن الاحراج.

ففي المجلس الواحد سواء كان رسميا او اجتماعيا  يوجد الانسان الهادئ والمتحفظ والعصبي والمتهور والكتوم والمتنمر والسليط اللسان،وغيرهم فلابد هنا ان نتعامل مع كل شخصية بمفتاحها الخاص الذي نستطيع من خلالها التعامل مع هذه الشخصية اوتلك وفق مقاييس تحددها الشخصية اولا وطريقة التعامل معها ثانيا.

فمثلا نحن في مجلس ما وقد رايت صديقة لي وثانية وثالثة فما كان مني الا ان قلت جميل فستانك هذا انه رخيص الثمن لقد رايته بالمتجر الفلاني امس!

او انها لا تريدني ان اقول انها اقتنت شيئا ما ولا تريد الاخرين ان يعرفوا بذلك اصلا وهو حق مشروع لها ثم اقوم باخبار الجميع بذلك، هل تدرك ايها القارئ الكريم حجم الاحراج الذي وضعتها فيه ووضعت نفسي ايضا.

ثم هل صادفك انك قلت شيئا ما في وقت ما لياتي احدهم وبدون سابق انذار ويكرر ماقلت في مجلس ما ،فهل تعي حجم الاحراج!

ان هذه الامور وغيرها تضعنا في دائرة الاحراج محرِجين ومحرَجين ،فلذلك علينا ان ننتبه ونكون اكثر فراسة في ادارة المواقف.

ولتلافي الاحراج الذي نتعرض له في حياتنا اليومية او ان نعرض المقابل له بقصد او دون قصد ابتداءا من القاء التحية وحتى اخر كلمة علينا مراعاة الاتي:

- اختيار التحية المناسبة التي يفضلها فلان ويرفضها اخر وهي حق من حقوقه يجب ان نراعيها مادمنا نتعامل مع هذا الانسان كثيرا.

- الابتعاد عن (كيف ولماذا ومالسبب) خصوصا اذا كان التعامل رسميا فهذه التساؤلات التي تحرج المقابل ليس لها مبرر وقد يكون غير مستعدا للاجابة او انه لايسمح ا صلا بالتدخل في خصوصياته.

– الانتباه الى التفاصيل الدقيقة واظهار ردة فعل مختلفة قد  تنقذك من الاحراج.

- خذ من الموقف نفسه ادواتك التي تنقذك منه وداوها بالتي كانت هي الداء بطريقة ذكية.

- مراعاة ظروف المقابل الشخصية والاجتماعية والابتعاد عن التعمق بحياته التي لاتخصنا بشئ بل ان الالحاح عليه اورفع الحواجز قد يشعره بعدم الرضا وقد يرد بطريقة ما او انه يكتم مشاعره حفاظا علينا من الاحراج.

- عند احراج المقابل علينا ان نتدارك الامربان نغير الموضوع او نحاول ان نتلافاه بطريقة ذكية تجعل من الموقف اخف حدة.

-اذاكان الموقف يستوجب الاعتذار فعلينا ان نعتذر دون تردد لان الاعتذار ثقافة  بحد ذاتها لايدركها الكثيرين.

- تذكر ان ماحدث قد حدث ولن تستطيع تغييره لكن عليك الابتعاد قدر الامكان عن المواقف المشابهة التي حدثت وتركت ردة فعل داخلك.

- لكل انسان طريقة بالتعامل والحديث ومراعتنا لهذه الخصيصة تجنبنا الكثير من الاحراج.

- لا تتعامل مع الجميع على انهم شخص واحد فلكل شخصيته الخاصة وميوله المختلفة وتذكر ان اصابع اليد الواحدة مختلفة .

- في حال وجدت نفسك بموقف محرج ،حاول تغيير الموضوع بشكل عفوي يجعل المقابل ينتبه فيتوقف عن احراجك.

-هناك مواقف تحتم عليك الصمت لان الكلام او اي اضافة قد تزيد الطين بلّة وياخذ الموقف انعطافات اخرى،وقد يكون صمتك مؤشر على عدم الرضا الذي يجعل المقابل يفرمل.

هذه الامور وغيرها نتعرف من خلالها على الطريقة السليمة التي تبعدنا عن احراج انفسنا واحراج الاخرين،فبقليل من اللباقة والاحتواء الذكي للامور نجنب انفسنا والاخرين الكثير الكثير من المواقف المحرجة.

واخيرا اقول: انتبه لاقوالك وافعالك وتذكر انها كالسهم اذا انطلقت فلن تعود ثانية..

 

مريم لطفي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم