صحيفة المثقف

صادق السامرائي: قس بن ساعدة الإيادي!!

صادق السامرائيشاعر وخطيب وحكيم من العرب قبل الإسلام، توفي سنة (600) ميلادية، (23) قبل الهجرة.

وإشتهر بخطبته في سوق عُكاظ، ومنها: "أيها الناس إجتمعوا وإسمعوا وعوا، مَن عاش مات، ومَن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، إن في السماء لخبرا، وفي الأرض لعبرا، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، ....."

وهو أول من خطب متكئا على عصا، وكتب من فلان إلى فلان، وإما بعد، وأول من قال : البينة على من إدعى واليمين على من أنكر.

ومن شعره: لما رأيت مواردا... للموت ليس لها مصادر، ورأيت قومي نحوها ...يمضي الأصاغر والأكابر، لا يرجع الماضي ولا...يبقى من الباقين غابر، أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر".

ويُقال أن الرسول الكريم قد حضر خطبه قبل البعثة، وذكر بعضا من مواعظه.

فهو شاعر وخطيب، وما إجتمعت الموهبتان عند غيره، ومع تكاثر الشعراء تقدم الخطباء فكان قس بن ساعدة قدوتهم وأبلغهم وأحكمهم.

وتنسب له أقوال عديدة كغيره من حكماء العرب، لكنه  فاقهم شهرة وترسخت خطبه في وعي الأجيال، ولا تزال مقروءة ومسموعة بعد أكثر من أربعة عشر قرنا، مما يشير إلى بلاغتها وحسن أسلوبها، وقوة تأثيرها في نفس المستمعين، ولما تكنزه من حِكم وعِبر ومواعظ نابعة من تجربة متبصرة وواعية بمعاني الوجود والحياة.

ويمثل صورة مشرقة من أحوال العرب قبل الإسلام، وهو كالجزء الظاهر من جبل الثلج العربي الغاطس في مياه تهمة الجاهلية.

فالذين يكون بين ظهرانيتهم قس بن ساعدة وأمثاله لا يمكن وصفهم بالجهلة أو الجاهليين، فهو يقدم شهادة ودليل على بطلان هذا الإدعاء السائد بين الأجيال.

هؤلاء يمثلون زبدة المجتمع العربي آنذاك، وفيهم فطاحل وأفذاذ، لا تزال بصماتهم واضحة في أشعارهم، وما خلفوه من إبداعات تشير إلى تفاعلاتهم الحضارية المتقدمة مع عصرهم.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم