صحيفة المثقف

صادق السامرائي: رشيد الدين الصوري!!

صادق السامرائيأبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري، من الأطباء العرب المشهورين في معرفة صنوف الأدوية المفردة والنباتات الطبية.

ولد ونشأ في (صور)، وهوى دراسة الأعشاب التي تنفع تداوي الأمراض.

أساتذته: أبي العباس الجياني.، موفق الدين عبد العزيز، عبد اللطيف بن يوسف البغدادي

عاش في القدس سنتين وإتصل بالحاكم العادل الأيوبي وضخبه إلى مصر، وصار رئيسا لأطباء مصر لفترة، ثم إستقر بدمشق، وكان من أصحابه (إبن أبي أصيبعة)، وعاصر إبن البيطار.

مؤلفاته: كتاب الأدوية المفردة، الرد على كتاب تاج البلغاري للأدوية المفردة، تعاليق طبية كتبه لإبن أصيبعة، الكافي في طب العيون.

كان عشابا حاذقا واكتشف أدوية لم يسبقه إليها أحد، وكان يصطحب معه مصورا أو رساما لرسم النباتات وبألوانها ومراحل نموها وتطورها، وأدخل الصور في كتابه (الأدوية المفردة).

ويمكن القول بأنه من علماء النباتات الطبية التي إستخدمها في معالجة الأمراض، وتمكن من إتخاذ المنهج العملي التجريبي الوصقي في تدوينها وتقديمها للأجيال بما توفر لديه من قدرات توضيحية وتعبيرية، وقد بذل جهودا كبيرة لجمع المعلومات وتوثيقها بالصور والشروحات، وأظنه من أصحاب الأطالس النباتية النادرة في تأريح البشرية، وربما لم يسبقه أحد إلى هذا التفاعل العلمي التجريبي مع النباتات .

وقد نجح في دراسة الأعشاب ومعرفة صناعة الأدوية منها، وقام بتجارب وأبحاث ودراسات أسهمت بتطور صناعة الأدوية، وقد كان مشهورا في القرن السادس الهجري ومتفوقا على معاصريه، فكان موسوعة نباتية علمية ومذخرا دوائيا إفتراضيا.

وقال إبن أبي أصيبعة: "أن رشيد الدين الصوري كان في كل مشاويره وزيارته يصطحب معه مصورا مزودا بالأصباغ على الرغم من إختلاف أنواعها، كما أنه كان يطوف مواطن النبات جميعها، ويطلب من ذلك المصور أن يصور له النبتة في بيئتها وبألوانها الطبيعية..."

وبهذا يقدم مثلا على أصالة الإبداع العلمي والإبتكارات المعرفية الغير مسبوقة، والتي أنارت بها الأمة دياجير عصور الظلام في أمم أخرى، ما كانت تعرف معنى التفاعل العلمي والتواصل العقلي مع التحديات.

وإن الأمة بألف خير ما دام معينها المعرفي لا ينضب، ولديها منابع غداقة التدفق والعطاء!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم