صحيفة المثقف

صدور رواية "22 درجة مئوية" للكاتب محمد عبد الرحيم

2403 روايةعن دار (ابن رشد) للتوزيع والنشر بالقاهرة، صدرت الطبعة الثانية من رواية "22 درجة مئوية" للكاتب والسيناريست المصري محمد عبد الرحيم، في 164 صفحة من القطع المتوسط. يُذكر أن الرواية قد صدرت من قبل في طبعة محدودة عن دار (هامش) للنشر بمرسيليا/فرنسا. وتأتي نصوص الرواية تواتراً وصولاً إلى النص الأساس الذي يحمل عنوانها (22 درجة مئوية)، حيث يكثف الكاتب زمن روايته في ساعة واحدة أو أقل عبر شخصية شاب يتأمل من على كورنيش النيل وسط القاهرة الحياة والمارة، مستعيداً عبر تقنية التداعي الحرّ تجاربه الحياتية مع نساء مختلفات في علاقة تكشف عن طبيعة مجتمعات الكبت الاجتماعي، حيث يجري بالسر كل شيء بتواطؤ الجميع.

ومن أجواء الرواية ..

"كما أنني لا أستطيع الوثوق في هؤلاء الدُمى الذين يطالعونني، على الرغم من موائد عُدّتْ وأطباق رُصّتْ وشوكات وملاعق وضِعَتْ وسكاكين سُنّتْ وأباريق نُصِبّتْ وكئوس رُفِعَتْ قد طاف بها ولْدان ليسوا بمُخَلدين. فأنا مثل كثيرين لا أثق بهؤلاء، وبالضرورة عليّ البحث عن تعويض لنقصي، بأن أدّعي الثقافة مثلاً، وأن أكرَه رواد البواخر وأنعتهم بأنهم أولاد كلاب، وأن أتشاغل بالتفكير في أشياء أخرى ليست بمُستحيلة أهم من أكل وشُرب وسيارة وعطور مُدَوّخَة. وسوف لن أنتظر طعاماً مُختلفة ألوانه وقد زهدتُ الطعام، وسوف لن أنتظر ما لا عين رأت وقد أعماني تراب المئذنة المُرتخية، وسوف لن أنتظر ما لا أُذن سمعت وقد خاصمني صوت إلهي.. وقد نمارس الجرأة لنداري وجوهاً كرهناها، وروائح أخنقتنا، قد نمارس الجرأة في شكل عمل مفيد/فنتبادل امرأة مثلاً ونعذبها، أو نتأسى لآخرين لو علِموا أنهم مجال أحاديثنا لأودعونا أعضاءهم. وقد نتبادل النِكات، التي لا تمُت بالطبع لمن نحقد عليهم ولا للذين نرثى لحالهم. أتذكر إحداها، وهي بالطبع ذات صِبغة سياسية وأخرى ميتافيزيقية، حتى تليق بمجلسنا "يُقال إن المخابرات الأمريكية توصّلت إلى رقم المحمول بتاع ربنا، وأعطته إلى (كلينتون) الذي أصبح الآن (بوش)، فاتصل وسأل: كم عام ستظل أمريكا سيدة العالم؟ فرَدّ ربنا وقال له ..

50 سنة. بعدها نجحت المخابرات الروسية في الحصول على الرقم، فاتصل (بوتين) سائلاً: هل ومتى ستعود وتصبح روسيا سيدة العالم؟ فرَدّ ربنا وقال له .. بعد 50 سنة. وأخيراً .. نجحت المخابرات المصرية، فسأل (الرّيس): متى .. متى يا رب؟ فرَدّ ربنا .. مُش في عَهدِي"

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم