صحيفة المثقف

كريم الأسدي: توديعٌ.. فرجوع

كريم الاسديقامتْ تودعُني عيوناً تسطعُ 

صدراً سماوياً ، وجِيْداً يلمعُ 

 

تتلو بآياتِ المودةِ شكرَهــــــــا

فتقولُ : بارحةُ المساءِ سترجعُ

 

ما كانتِ الأبهى فحسبُ وانَّما

طيرٌ ببستانِ الفؤادِ سيهجــــعُ

 

سنعيدُها حتى يعيدَ صداحَــــــــهُ

والبدرُ يصغي ، والبوارقُ تسمعُ

 

وقفتْ تحيطُ بقامتيَّ أكفُّهـــــــــــــا

أَ لكيْ أكفَ عن الذهابِ ، فأرجعُ ؟!

 

لثمتْ تقبِّلُ خافقيَّ كأنَّمـــا

انّي الى أبدِ الزمانِ مُشيَّعُ

 

تصِلُ الصباحَ بِوصلِها فــــي ليلةٍ

غلبَ الغيابَ بها الوصالُ الأروعُ

 

متكرراً جســـــــداً وروحا انَّما

فاقَ الذي عرفَ السقاةُ وأبدعوا

 

النهـــــرُ منهُ سلافــــــــــةٌ أبديةٌ

سكرى ، وكوثرُها الذي نتجرعُ

 

آنَ المُدامُ مِن المُدامِ تناهلتْ

فتماهلتْ وحشيَّةً تتضـــرعُ 

 

حتى يعودَ الوجدُ كوناً هائلاً

والفرقدانِ مُرحِّبٌ ومودِّعُ

 

فيكونُ مِن زمنِ الوصالِ فراقُهُ

ويكونُ مِن زمنِ الفراقِ تَجَمُّعُ

***

كريم الأسدي – برلين

.....................

ملاحظة: زمكان الشروع في كتابة هذه القصيدة: ليلة الرابع والعشرين من نيسان 2021  في برلين .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم