صحيفة المثقف

علجية عيش: إخوان الصفاء نادوا بحرية الفكر والتعقل

علجية عيشلهذه الأسباب أمر الخليفة الناصر حرق رسائل إخوان الصفاء

(الألباني شبه خلان الوفاء بالعنقاء أي مجرد خيال)

يؤكد مؤرخون ومنهم هنري كوربان أن مذهب إخوان الصفاء قائم على عدم التعصب الفكري والمذهبي وقد نادوا في رسائلهم بحرية الفكر ودعوا إلى التأمل العقلي للوصول إلى الحقيقة وطريقة التأمل العقلي عند إخوان الصفاء هي أن تعرف النفوس ذاتها وجوهرها أو إدراكها إدراكا مباشرا للعلوم الربانية، وحذروا من أن يعادي واحدا من إخوان الصفاء علما من العلوم أو يهجروا كتابا من الكتب ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب، لأن مذهبهم يستخرج المذاهب كلها ويجمع العلوم كلها.

كان إخوان الصفا يرون أن الشريعة تدنست بعد الخلفاء الراشدين وأن تطهيرها يستوجب استخدام العقل، كما اهتم إخوان الصفاء في دعوتهم بالشباب مركزين على فئة دون العشرين لأن نفوسهم مهيأة لتقبل دعوتهم، وكانوا يندبون لهذه المهمة دعاة ذوي بصيرة بطبقات المجتمع، وهذا ما يؤكد أن الأخلاق احتلت مكانا مرموقا في تعاليمهم، حيث جعلوا المحبة والإنسانية أسمى الفضائل، وكانوا يحثون على الإنسان العاقل ان يتبصر دائما في عيوب نفسه فيصلحها.

و قد قسم إخوان الصفاء انفسهم إلى مراتب أربعة هي:

- مرتبة الإخوان الأبرار الرحماء وهم ممّن أتموا الخمس عشر من العمر ممن تنبهت فيهم القوة العاقلة

- مرتبة الإخوان الأخيار الفضلاء وهم ممن بلغوا سن الثلاثين سنة وهم الذين يتميزون بالحكمة والعطاء والجود ومراعاة الإخوان

- مرتبة الإخوان الفضلاء الكران وهم ممن بلغوا سن الأربعين وهؤلاء يعرفو النواميس ، يدونون العقائد ويدافعون عن الحقائق ويعملون على نشرها وبث الدعوة.

- مرتبة الكمال وهي مرتبة ممن بلغوا شن الهمسين نة عن طيق التعقل وافستبصار يدركون أحوال القيامة من البعث والنشر والحساب والصراط وما إلى ذلك.

فأين نحن من شباب إخوان الصفاء في زمن غلبت فيه المادة وحب الذات وتغليب المصلحة الذاتية على خدمة الجماعة، زمن فقد فيه الإنسان ذاته وإنسانيته، فقد كان إخوان الصفاء أول جماعة تسعى لبلوغ الحكمة، حيث كانت أول من يضع شعار: الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها"، أما رسائلهم اعتبرها المؤرخ هنري كوربان من التراث الإسماعيلي، فقد ألّف المذهب الشيعي بين قلوبهم فكانوا جماعة ذات نزعة اسماعيلية خالصة، يقول بعض المفكرين إن إخوان الصفاء هم الطليعة الفكرية للدعوة الحرّانية التي تقول من شرائط إيمان المرء الرضا بالقضاء والقدر على أن يكون طيب النفس بما يجري عليها من المقادي.

كما تقول هذه الجماعة بعلم النجوم وصناعته وهذا العلم جعله الله معجزة للنبي إدريس عليه السلام، إلا أن أهل السُنَّة يقفون منه موقف الرفض، لدرجة أن الخليفة الناصر عام 554 هجرية أمر بحرق كل رسائل إخوان الصفاء جميعا مع مؤلفات ابن سينا، في حين اعتمد الفاطميون على رسائل إخوان الصفاء في تنظيم مراتب الدعوة التي اعتمدت على فلسفة الإشراق الأفلاطونية، وكانوا يسمّون بالتعليمية بوجود إمام يعلم الناس المسائل المتعلقة بالتأويل وإدراك المعنى الباطني للكتب السماوية لاسيما القرآن لفهمه فهما صحيحا.

وقد أثرت آراء وفلسفة إخوان الصفاء في التوحيد العلوي، في حين وقفت الكنيسة ضدهم وحاربتهم، لأنهم مزجوا في فلسفتهم تعاليم فيتاغورس وأفلاطون المحدثة، الأمر لم يتوقف عند الكنيسة وحدها التي وقفت موقف الضد من إخوان الصفاء، وإنما من مفكرين مسلمين على غرار الشيخ الألباني الذي وقف معارضا فكرة "الخلّ الوفيّ" وهي جمع "خلّان الوفاء" وهي الصفة التي يتحلى بها إخوان الصفاء ، وقد شبه الألباني خلان الوفاء بالعنقاء التي هي اسم بدون جسم كما قال هو، كما جاء في الصفحة 29 من كتابه واضاف بأن مهدي الشيعي مجرد خيال وليس حقيقة .

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم