صحيفة المثقف

صادق السامرائي: لسان الدين بن الخطيب أمير السيف والقلم!!

صادق السامرائيمحمد بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب الشهير لسان الدين الخطيب (713 - 776) هجرية.

قضى معظم حياته في غرناطة ومات مقتولا.

ألقابه: ذو الوزارتين (السيف والقلم)، ذو العمرين، ذو الميتين.

شاعر وكاتب وفقيه وسياسي وفيلسوف وطبيب من الأندلس، درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس.

مؤلفاته: "الإحاطة في أخبار غرناطة، اللمحة البدرية في الدولة النصرية، أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الإحتلام من ملوك الإسلام، أوصاف الناس في التواريخ والصلات، كناسة الدكان بعد إنتقال السكان، خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف، معيار الإختيار في ذكر المعاهد والديار، نفاضة الجراب في علالة الإغتراب، مفاخرات مالقا وسلا، تحفة الكتاب ونجعة المنتاب، الأصول في حفظ الصحة في الفصول، اليوسفي في الطب، عمل من طب لمن حب، مقنعة السائل (عن الأوبئة والوقاية منها)" وغيرها من الكتب والمخطوطات.

مقتله:

بعد أحداث سياسية وتفاعلات متواكبة تدور حول المنصب والجاه والكرسي، وجهت إليه تهمة الإلحاد والزندقة والطعن بالشريعة، فأحرقت كتبه، وصودرت أملاكه، وتم خنقه في سجنه، ودفن ثم أخرجت جثته وأحرق، ويُقال أحرق رأسه،  وأعيد إلى مثواه.

ومن شعره:

"جادك الغيث إذا الغيث همى

يازمان الوصل بالأندلس

لم يكن وصلك إلا حلما

في الكرى أو خلسة المختلس"

وله ديوان شعر فيه قصائد ذات عذوبة فائقة.

وهكذا هي النتيجة تتكرر إذ يكون العلماء والنوابغ الأفذاذ ضحايا فتاوى الفقهاء المكايدين لهم، فينصبون لهم مكيدة الزندقة والإلحاد ويقتلونهم بها شر قتلة ويحرقون كتبهم.

وفي سيرة إبن الخطيب دروس مهمة عن علاقة الأعلام بالسياسة والسلاطين والحكام الذين لا أمان عندهم، وما أن يبرز العلماء حتى تترصدهم الأعداء وتوشي بهم وتقضي عليهم.

وهكذا إغتالوه خنقا وهو في سجنه، ومثلوا بجثته بحرقها أو حرق جزء منها، مما يشير إلى تفاقم الحقد ضده من قبل أعدائه، وخصوصا القاضي النباهي، وإبن الأحمر الذي كان يتوق للإنتقام منه ففعلها.

وكم من علماء الأمة الأفذاذ لاقوا مصيرا قاسيا، وتألبت عليهم الفقهاء والكراسي والقضاة، ليرمونهم بذات التهمة المتعارف عليها على مر العصور، إنها الزندقة والإلحاد، وأخواتها في أي عصر يتحكم فيه الفرد ويغيب القانون، وينتفي الدستور.

وتلك أمة تعادي عقولها وتأبى النور!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم