صحيفة المثقف

أحمد الحلي: الغيمةُ الخائنةُ

احمد الحليخوذةٌ مثقوبة

إلى الصديق/ ولاء الصوّاف


مضى عليَّ وقتٌ طويلٌ

وأنا مدفونةٌ هنا

في سفحِ الساترِ الترابي

مهملةً ومنسية

لا أحدَ يسألُ عني

لا شيءَ يؤنسني في وحدتي

ثمةَ بعضُ النباتاتِ الهزيلةِ

التي تنمو بقربي

بعدَ زخاتِ المطرِ شتاءً

ثمَّ ما تلبثُ أن تتلاشى وتضمحِلّ

وتغريدةٌ حزينةٌ تنطلقُ

من حنجرةِ طائرٍ وحيد

يبدو أنه أضاعَ أنثاه

وعلى الرغمِ من أنني

لا انتمي لعالمِ الأحياء

كذلك فأنا لستُ ميِّتة

بوسعي أن أقتاتَ على الذكريات

ما يزالُ الجنديُّ الذي

تقعُ على عاتقي

مسؤوليةُ حمايةِ رأسِهِ ،

ما يزالُ يحتفي بي ، 

تُمسِكُ بي يداهُ الغضَّتانِ بحنوٍّ

ثمَّ يضعُني فوقَ رأسِهِ

بوسعي الآنَ أن أسمعَ دقّاتِ قلبِهِ

وهي تتسارعُ وجِلةً

في ذلكَ اليومِ المشؤومِ

قبلَ أن يُسددَ

ذلك العدو المجهولُ

رصاصتَهُ نحوي .

 

ذبولُ وردةٍ

يؤذِنُ بشِفاءِ جُرحِ

إنطفاءُ نجمةٍ

مولدُ صُبحِ

 

الغيمةُ الخائنة

منذُ أمدٍ والغيمةُ تُظلِّلنا

وهي قد وعدتنا

بوابلٍ يُحيينا

لكنَّها لم تُمطِر سوى النار

كأنَّ في السماءِ مارداً

أو تنِّينا

***

أحمد الحلي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم