صحيفة المثقف

صادق السامرائي: الحارث بن كَلَدة الثقفي!!

صادق السامرائيالحارث بن كَلَدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة.. بن ثقيف الثقفي. ولد قبل الإسلام وتوفي سنة (13) هجرية،  من أطباء العرب، ويلقب (طبيب العرب). وهو الطبيب العربي الحكيم.

تعلم الطب على الأرجح في مدرسة (جنديسابور)، وله معالجات كثيرة ومعارف بما إعتادت عليه العرب وما تحتاجه من المداواة.

وقد إشتهر في مناظرته مع (كسرى أنوشروان) في بعض القضايا الإجتماعية والطبية، حيث أحسن صلته وأمر بتدوين ما نطق به.

وفي وصفه للطب يقول " الطب الأزم، يعني الجوع، من سره البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء ويعجل العشاء، وليخفف الرداء، ويقلل الجماع، ودافع بالدواء فلا تشربه إلا من ضرورة، فأنه لا يصلح شيئا إلا أفسد مثله"

مؤلفاته: كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى أنو شروان

عاش في العصر الجاهلي وأدرك الإسلام، وكان طبيبا سابقا لأوانه، ماهرا عارفا بالداء والدواء، تولى مداواة سعد بن أبي وقاص عندما مرض أبان حجة الوداع.

من أقواله:

"البطنة بيت الداء والحمية بيت الدواء،، عوّدوا كل بدن بما إعتاد،،أربعة اشياء تهدم البدن، الغشيان على البطنة، ودخول الحمام على الإمتلاء، وأكل القديد، ومجامعة العجوز، إذا تغذى أحدكم فلينم على أثر غذائه، وإذا تعشى فليخطو أربعين خطوة"

كما تعلم الطب في اليمن وبلاد فارس، وكان كثير الترحال ويقيم أحيانا في الإسكندرية ويزور المدينة والطائف بين آونة وأخرى، وقد جمع مالا كثيرا من مهنته.

وهكذا فأن للعرب مكانتهم ودورهم العلمي في الحضارة الإنسانية قبل الإسلام، وهذا رمز من رموزهم الذين لم ينصفهم المؤرخون، وطواهم النسيان، لتعزيز أن العرب كانوا دون غيرهم قبل الإسلام، وهذا غير صحيح، لأن حياتهم في مكة كانت وكأنها نظام دولة ذات مجلس حكم ورئيس ووزراء وسفراء وممثلين في شتى النشاطات.

وهذا يعني أنهم ربما كانوا بارعين بالعديد من الصنع والحرف والمهن السائدة في ذلك الزمان، والذي يمكن قوله أنهم لم يهتموا بالعمران، فما تركوا لنا معالم ذات قيمة حضارية تبرهن على نشاطاتهم العمرانية، وهذا يحتاج لتفسير.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم