صحيفة المثقف

أياد الزهيري: الاله في الجزيرة العربية قبل الأسلام (7)

اياد الزهيريمن الصعب بمكان الحصول على معلومات وافية عن الحياة العامة في الجزيرة العربية بشكل عام، وما يخص العقائد والعبادات بشكل خاص، والسبب يرجع الى عدم العثور على آثار كتابية ولقى بشكل كافي ووافي تبين ذلك، وقد يكون لتأخر ظهور الكتابة في هذه المنطقة  كسبب ثاني أيضاً، وربما بسبب الطبيعة الرملية للمنطقة، وبما أن طبيعة الرمال متحركة، وبالتالي يكون من الصعب ترك أثر عليها، ويؤكد ذلك الدكتور علاء شاهين أستاذ الآثار المصري أن الشعر الجاهلي لم يذكر الكثير عن الدين والحياة العامة لسكان الجزيرة العربية قبل الأسلام، ولكني أرجح سبب تأخر الكتابة، كعامل رئيسي في قلة المعلومات التي وصلتنا، لأن الجزيرة العربية لا تخلو من مناطق صخرية، ومثالها مكة واليمن، فهي مناطق صخرية ووعرة التضاريس، كما يمكن القول أن الأنسان العربي آنذاك لم يمتلك بعداً فنياً كغيره في الحضارات المجاورة، لكي يبدع في مجال الفن النحتي، كما حصل لدى الآشورين والبابليين والسومريين والمصريين والأغريق، حيث حفظت أثارهم المنحوته الكثير من تراثهم الديني والمعماري والقانوني، لذلك فأن المعلومات عن عرب ما قبل الأسلام في الجزيرة شحيحة جداً لحد الآن، وتكاد تكون نادرة، وهذا ما جعل الأحاطه بها صعباً، ولكن هناك شذرات التقطها بعض المؤرخون من أمثال الدكتور جواد علي في كتابة (المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام)، ومارتن هاتمان الذي أهتم باليمن قبل الأسلام، كما من الملاحظ أن بعض المعلومات عن العرب قبل الأسلام أعتمدت على كتب  مؤلفة باللغه اليونانية واللاتينية والتي ترجع الى ما قبل الأسلام، وهي كتب يصعب التحقق عن دقة معلوماتها لأن الكثير من الكتب القديمة لا تخلو من الفنتازيا. كما أن هناك صعوبة في تبيان التواريخ في بلاد العرب، لذلك أرجح أنطماس الكثير من الأحداث والسرديات التي كانت موجودة، لذلك أتوقع ضياع الكثير من السرديات لعرب ما قبل الأسلام، ومن المهم أيضاً التنويه الى أن العرب وبسبب غياب الكتابة أو ضعفها وقلة من يتقنها أذا كانت موجودة، تراهم أعتمدوا بشكل كبير على المشافهه .

هذه المقدمة نوهنا لها لكي نحيط القارئ علماً بأن البحوث الأركيولوجيه لم تحصل على كثير معلومات كما حصلت من حضارات أخرى مجاورة، ولكن لم يمنع ذلك من حصول كمية لا بأس بها من المعلومات التاريخية عن معتقدات الأنسان العربي آنذاك، وهنا أنوه بأن الشعر الجاهلي نقل ألينا شذرات من أعتقادات العرب القدماء، وكما يعرف المشتغلين بالأدب العربي أن الشعر كان ينقله العرب بالمشافهه، وهنا أنقل لكم من تلكم الشذرات، التي حملتها أبيات من شعرهم:

ذُكر الاله ود على لسان أحدهم ناشداً ؛

حياك ودَّا فاءنا لا يحل لنا      لهو النساء وأن الدين قد عزما

وقد قال أحدهم ذاكراً الاهه يغوث ؛

وسار بنا يغوث الى مرادٍ      فناجزناهم قبل الصباحِ

وآخر يذكر الالهه مناة بقوله؛

اني حلفت يمين صدق برة     بمناة عند محل آل الخزرجي

وقال أوس بن حجر حالفاً باللات؛

وباللات والقرى ومن دان دينها     وبالله أن الله منهن أكبرُ

وفي هذا البيت يظهر وبشكل جلي أنهم يؤمنون بالله كقوة أكبر من اللات وغيرها منألهتهم الوثنية

كما يمكننا بأن عرب الجاهلية، كانوا يؤمنون بالقضاء والقدر، مثل قول أحدهم؛

اذا كان أمر الله أمراً يقدرُ    فكيف يفر المرء منه ويحذرُ

كما أننا نستشف من بعض أشعارهم، أن هناك من يؤمن بيوم الحساب، وهو قد ينتمي الى الدين الأبراهيمي فيقول؛

فلن تكون النفس منك واقيه      يوم الحساب اذا يجمع البشرُ

هذه الأبيات وغيرها نقلت لنا بعض العقائد السائدة في المجتمع العربي قبل الأسلام، لكنها لم تكن وافية، لأن هناك الكثير من التفاصيل التي لم تصل لنا .

أن  عرب الجزيرة العربية  كان شأنهم شأن الشعوب البدائية الأخرى في المناطق الأخرى من العالم، حيث أنتشرت عبادات مختلفة وبسيطه، تقوم على أفكار بدائيه  ومتناثرة، تؤمن فقط بأن هناك قوة خفية ذات تأثير على  واقعهم، ويُشير الدكتور لؤي محمود سعيد مدير الدراسات القبطية في مكتبة الأسكندرية الى أن معتقدات ما يسمى بالجاهلية، كانت أمتداد لمعتقدات بدائية قائمة على الطوطمية والأرواحية وعبادة الأصنام . كما تطورت معتقدات قدماء العرب فيما بعد الى الوثنية نتيجة الأحتكاك مع المجتمعات المجاورة . كما يذكر الدكتور محمد سهيل قطوش في كتابه (تاريخ العرب قبل الأسلام) بأن عرب الجنوب، عبدوا الثالوث الكوكبي (القمر، الشمس، الزهرة) في الأف الأول قبل الميلاد، ويقول كان ذلك قبل عبادة الأصنام بمئات السنين، ويُشار أن قوم عاد عبدوا الحجارة والأخشاب. وبما أن عرب الجزيرة لم يكونوا بعيدين عن التأثر بالشعوب المجاورة، وبفعل التماس والمجاورة، فالعراقيون القدامى عبدوا الكواكب، والهة السماء والمياه وكذلك الأوثان، والأمر نفسه حصل مع الأنسان السوري والمصري القديم، ولا نستبعد تأثير ديانة جيرانهم الأيرانيون القدماء (الفرس) لوجود ديانات عندهم من أمثال الزرادشتية والمانوية والمزدكية. المشهور عند العرب قبل الأسلام هو شيوع الديانه الوثنيه، والسبب يفسره أبن السائب الكلبي في كتابه (الأصنام) المتوفي 204 هجري، هذا الكتاب يأصل عبادة العرب للأصنام الى زمن خروج بعض ولد النبي أسماعيل من مكة بسبب كثرة نسل أسماعيل،وتزاحمهم،وصراعهم المستمر بسبب جدب الأرض والقحط، وربما بسبب التنافس على شؤون سدانة البيت الحرام . هذه الظروف الصعبة دفعت ببعض أبناء نسل أسماعيل بالخروج خارج مكة طلباً للعيش، فكانوا عند خروجهم يأخذون بعض الحجارة من البيت الحرام، أعتزازاً  وذكرى، وتيمناً وتعظيماً  لها، فكانوا يطوفون حول هذه الأحجارفي أماكنهم البعيدة التي أرتحلوا أليها، بأعتبارها بديل عن الكعبة التي غادروها لظروف قسريه، حيث جعلوا لهذه الأحجار مكاناً خاصاً لها في مناطق المهجر، ومع مرور الزمن، وتعاقب الأجيال نسوا دينهم الأصلي وهو  دين أبراهيم، وطقوسه الأصليه، وأنكبوا على ما حملوه من أحجار البيت الحرام، ومن هنا كما يرى الكلبي بدأت عبادة الحجر عند العرب، وهذه النظرية تمتلك الكثير من الوجاهه والواقعية، ومصداق ذلك أننا نلمس الكثير من الممارسات التي جاءت كتعضيد، أو شعائر تعضد المباديء الأصلية لمبدأ أو دين معين، فينكب الممارسون لهذه الشعائر والطقوس  ويتماهون بها الى حد نسيان المبدأ الأساس، ويحصل ذلك عند الطبقات البسيطه من الناس، وقليلي الوعي، لذلك يحصل للعقيدة شيء من الزحزحة والتي مع الزمن تنتهي الى التلاشي، وبذلك تخلو الأعقائد والأديان من أساسياتها، وتبقى فقط شعائر وطقوس لا أكثر، بالأضافة الى ذلك كانت هناك نظرية أخرى تقول بأصل عبادة الأصنام في جزيرة العرب يذكرها الدكتور جواد علي في كتابه ( المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام)، حيث يقول أن عبدة الأصنام نشرها شخص يُدعى عمرو بن لُحى، وهو من شخصيات مكه المشهورة ومن ساداتها، وهو من يُعزى اليه تغير الحنفية الى عبادة الأصنام، حيث كان في رحلة علاجية، وهناك من يقول تجارية الى الشام، ورأى أهل الشام يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فأستحسن ذلك فقال لهم ماهذه الأصنام التي تعبدونها، فقالوا هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم الا تعطوني منها صنماً فأسير به الى أرض العرب فيعبدونه، فأعطوه بعضها فجلبها معه للجزيره . ويؤيد هذا الكلام من الأقدمين أبن هشام صاحب السيره النبوية، والشهرستاني بكتابه (الملل والنحل)، وصاحب كتاب (معجم آلهة العرب قبل الأسلام) جورج كدرالذي يقول عن عمرو بن لُحى كان (أبا الأصنام في جزيرة العرب). يقول الواقدي في المغازي ( كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً مُرصصة بالرصاص، وكان هُبل أعظمها). والأمر لم يتوقف عند ذلك فهناك من يقول ومنهم الطبري والبلاذري أن قريش كانت تصنع الأصنام وتتاجر بها، وكانت تُصدرها الى بلاد السند والهند، وأن معاوية بن أبي سفيان كان تاجر أصنام.

قَسم العرب آلهتهم الى آلهه درجة أولى والتي تضم (اللات، العزى، هبل، مناة) وآلهه درجة ثانية ومنها (ود، سواع، يفوث،يعوق، نسر...) الفئة الأولى تمثل آلهه ذات مفاعيل وأعمال كبيرة، أما الثانية فهي أما وسيط أو مساعده للآلهه الأولى، والآلهة الأولى هي من تمثل البانثيون (مجمع الألهه) كما هي بانثيونات الآلهة في الأديان الرافدينية والسورية والمصرية القديمة، كما أن لآلهة الأقوام المجاورة لسكان الجزيرة العربية  وظائف ومهام، كذلك الأمر نفسه مع آلهة قدماء العرب، فمثلاً ترى أن اللات تمثل صنم الخصوبة، وكذلك الأرض، أما هُبل فهو صنم على شكل أنسان هو اله الشمس، أما مناة وهي أقدم أصنام العرب فهي آلهة القدر أو المصير، أما العزى فكانت تمثل كوكب الصباح، وهناك من يقول أنها نفس الآلهه أفروديت عند الأغريق وهي نفسها ايزيس الآلهه المصرية، وهي تعتبر من أعظم الأصنام التي عبدتها قريش.

وتأكيداً لما قلنا في المقدمة أن هناك أمتداد مع معتقدات الشعوب المجاورة، لذلك أُكتشف أن هناك آثار في جزيرة فيلكه الكويتية ترجع للآلهه أنكي اله المياه في الديانه السومرية، وكذلك أُكتشف مثل ذلك بالبحرين، أما في اليمن فقد أُكتشفت معابد  ترجع للحضارة السبئيه ومنها معبد (مراوح) حيث خُصص لعبادة القمر المعروف بأسم (الموقة)، ومعبد الاله (عثترم) ومعبد للاله (سين).

يقول الدكتور علاء شاهين أن العقائد الدينية في تلك الفترة أستندت الى فكرة أن هناك قوى خارقة خيرة وأخرى شريرة تتحكم في مصير الأنسان، الذي عليه أن يتواصل ويتقرب الى القوى الخيرة للأستعانة بها على قضاء حوائجة ولمواجهة القوى الشريرة، وتطورت هذه الفكرة حيث دخل خيال الأنسان الى تخيل شكل لهذه القوى، ومثلها بالأنسان، ولكن الاله القمري لعب دوراً كبيراً  وهاماً، وكان يُنظر اليه بصفة الزوج لاله الشمس (حرعقر) وهي تعتبر زوجه له، حيث شكلوا ثالوث مقدس،مع أبن لهم كان أسمه (عثتر)،  ويقول الدكتور شاهين أن معظم الآلهه التي كانت معبودة في جزيرة العرب أستمدت من مجمع الآلهه العراقية مثل (عشتار وأينانا). 

كما قلنا أن الأديان في جزيرة العرب متباينة من زمن الى آخر، ومن منطقه الى أخرى، حيث يذكر الباحث الساسي بن محمد الضيفاوي في كتابه (ميثولوجيا ألهة العرب قبل الأسلام) ( أن الأعتقاد بالأرواح يشغل حيزاً كبيراً عند العرب في زمن الجاهليه، والمراد هو أعتقادهم بأن هناك شيئاً ما يسكن بعض الأشجار والأحجار والكهوف والعيون والآبار والجبال، أي أن هذه الظواهر تكمن فيها قوة خارقة تستطيع التأثير في حياة الناس فتقربوا أليها بالتضرع والزيارات والذبائح والأدعية والنذور، وطبيعة هذه الأرواح غير منظوره، الا أنه يمكن أن تبرز وتتجلى في هيئات مختلفة). فالقدماء العرب لم يعبدوا الحجر والكواكب، بل لقد ألهوا حتى النبات، فمثلاً كانت الالهة العزى، عبارة عن نخلة تقع في شرق مكة. من المهم القول أن القدماء العرب لم يعبدوا هذه الأحجار لذاتها، وأنما يؤمنون بأنها وسيلة تقربهم الى الله، وقد ذكر القرآن هذا المعنى في الآية ( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى)، وهذا الأمر ليس بجديد فجيرانهم العراقيون والمصريون والسوريون القدامى ينحون نفس المنحى وهذا دليل آخر على التلاقح والأمتداد العقائدي والفكري بين هذه الشعوب المتجاورة، طبعاً هناك ما يؤكد ذلك حتى أوركولوجياً، فقد عُثر على نقوش قديمة فيها لفظ (الله) وقد عُثر على نقش في الصفا يرجع عهده الى قبل الأسلام بخمس قرون، ورد فيها لفظ على شكل (هالله)، وقد كان أهل الجزيرة العربية، وخاصة أهل مكة قبل الأسلام يعتبرون أن الله هو الخالق وهو الذي يُفزع له عند الشدائد، ويُستدل بذلك على ما ورد بالقرآن ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله، قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون).

أن الديانة الأبراهيمية كانت أحدى الديانات التي كان يعتنقها العرب ما قبل الأسلام، وكانت تسمى بالحنيفية، أما معتنقيها فيُسموا بالأحناف . هذه الديانة أخذت طريقها في مكة على يد النبي أسماعيل وأولاده، وبعد ذلك أنتشرت الى باقي أنحاء الجزيرة العربية، طبعاً أن من آمن بهذه الديانة الكثير ممن رفضوا عبادة الأصنام، ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل وأمية أبن الصلت الثقفي وخالد بن سنان العبسي وغيرهم الكثير، وهؤلاء عاشوا في وقت قريب قبل الأسلام وهذا يعني أن هناك الكثير ممن أمنوا بالأبراهيمية  في زمن بدايتها الأولى، كما هناك دين آخر ظهر في اليمن كما تقول الدكتورة زبيدة عطا يعبدون اله ( ذي سموي) أي اله السماء، حيث دعت الى عبادة السماء.

بالأضافة لما سبق من الأديان، دخلت الديانه اليهوديه الى الجزيرة العربية، والتي دخلت على مرحلتين : الأولى هجرت اليهود الى المناطق الشمالية لجزيرة العرب بعد ضغط الملك (بختنصر) عليهم في فلسطين، وأما الثانية جاءت بعد أحتلال الرومان لفلسطين بقيادة ( بتطس الروماني) سنة 70م، حيث أستقروا في يثرب، وكان من أشهر قبائلهم (بني النضير، قريظه، قينقاع )، وقد دخلت اليهودية الى اليمن على يد (أسعد  أبي كرب) فقد ذهب مقاتلاً الى يثرب فأعتنق اليهودية هناك، فأخذت اليهودية بالتوسع والأنتشار، أما المسيحية فقد جاءت الى بلاد العرب عن طريق أحتلال الحبشة والرومان لليمن عام 340م، كما توسعت الى نجران على يد (فيميون) حيث دعى أهلها الى المسيحية، فدخل الكثير، وبعدهم جاء أبرهه الحبشي وساهم بأنتشرها أيضاً. كما دخلت الديانه الزرادشتية والمانويه لليمن عندما أحتلها الفرس وذلك عام 570م  وكانت في نفس عام الفيل، وكان ذلك بدعوى من الملك اليماني (  سيف بن ذي يزن).

من   كل ماسبق يمكننا القول أن الجزيرة  العربية قبل الأسلام قد أعتنق أهلها الكثير من الأديان، وأن كل هذه الأديان تعتقد بالله بشكل مباشر، كما في الأديان التوحيدية والسماوية كالأبراهيمية واليهودية والمسيحية، ومنها أديان وضعية ذات طابع وثني ولكنها تؤمن بوجود الله يتجلى في شكل صنم أو كوكب سماوي، وهي عبارة عن أشياء تتوسط بينهم وبين اله ماورائي لا يمكنهم أدراكه بحواسهم، وأن العرب ما قبل الأسلام كغيرهم من الأقوام المجاورة لا تمكنهم مداركهم من الذهاب الى المجرد بشكل تام، فجعلوا من الأصنام وسيلتهم اليه، وهي تمثل حالة من الطفولة في مستوى النضج البشري.أن هذا التخبط في تصور الله بالأضافة الى عدم الوضوح في تبيان الطريق القويم اليه مما جعل الله يبعث  للبشرية رسل من لدنه ليكونوا حجة عليهم، وأن الأنسانية بأمس الحاجة الى تعليمات وضوابط تساهم في تجنب الأنسان الضياع في لجة وأزدحام الأديان الوضعية التي لا تقود الأنسان الا للضياع والتيه الأبدي أذا أوكلت له أكتشاف مسألة الألوهية بذاته، وقد رأينا ذلك من خلال ما عرفنا من تاريخ الأديان في حياة الشعوب.

الخلاصة:

1-أن التعددية في الإلوهية أحد سمات ديانة العرب ما قبل الأسلام.

2- كان لهم بانثيون (مجمع آلهة) كما هو الحال في الديانة الرافدينية  والسورية والمصرية القديمة.

3- أعتبروا للآلهة حياة كحياة البشر، فهم يتزاوجون، كما حصل لاله القمر الذي تزوج اله الشمس (حرقر) اللذان ولدى أبنهم الاله (عثتر) اله الزهرة، فشكلوا ثلاثي مقدس.

4- لم تشذ ديانة العرب القدامى عن ديانة جيرانهم بأن تكون هناك لآلهتهم مذبح للقرابين .

5- آمن العرب القدامى أن هناك قوى للخير وقوى للشر في الكون، وهنا هم يقتربون من تصورات المصريين القدامى، من أن هناك اله للخير  أسمه (حوروس) وآخر يمثل الشر وأسمه سيت.

 

أياد الزهيري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم