صحيفة المثقف

صادق السامرائي: الإيمان وقوة الروح!!

صادق السامرائيالإيمان: التصديق، وهو مصدر آمن، الإعتقاد بالله ورسوله، "الذين أوتوا العلم والإيمان " الروم 56

"الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"

"الإيمان ما وقَرَ في القلب وصدّقه العمل"

"الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان"

الإيمان طاقة نفسية ذات تأثيرات روحية فائقة التعبير عن القدرات الخارقة، الكفيلة بإنجاز ما لا يمكن تحقيقه بدونه.

وهو العمود الفقري للوجود الحي، فبدون قوة الإيمان تنتفي مسيرة الحياة، وتتعطل إرادة الوجود الفاعلة في الكينونات الترابية الساعية فوق التراب.

وكل مخلوق يمر بأزمات حرجة قد يواجه فيها مصيره المحتوم، وفي أثنائها لابد أن يتدرع بالإيمان ويستحضر عناصره، ويتفاعل مع آلياته المعززة للروح والمؤازرة للنفس، فتتوفر عنده طاقة المقاومة والتحدي والإصرار على ديمومة الحياة.

والحياة بجوهرها لا تستقيم إذا تجرّدت من الإيمان، ولهذا فهو ضرورة جوهرية وحاجة حتمية، يتوجب على المخلوق العاقل التمسك بها والبحث عنها، والتفاعل بها لتوطيد أركان صيرورته الإنسانية، وإطلاق ما فيه من كوامن الطيبات والساميات، ليكون في تواشج مع علياء الوجود المطلق.

والذين يفقدون الإيمان يعيشون حالة الخوار والتيهان والضياع المدمر لكينونتهم الإنسانية، ومصيرهم الترابي المعلوم، فالإيمان يمنح الحياة معانيها، ويحببها إلى الخلائق الساعية فيها، والجارية كالأمواج في تيار المصير.

فالعلاقة بين الحياة والإيمان لها أبعادها التفاعلية الإيجابية، الآخذة إلى آفاق النبل والعزة والكرامة، والقدرة على تأكيد الذات والتواصل الواعي مع الموضوع.

وفي لحظات المواجهة الجادة مع إرادة الموت، تتمسك الحياة بالإيمان وتتجسم صورتها في مفرداته وعناصره المتراكمة في أعماقها، والفاعلة فيها أثناء مروقها بواقعها الزماني والمكاني، وعندما تستحضر ينابيع الإيمان ومشاعل اليقين فأن الحياة تمتلك قدرات الإنتصار على الموت، وتواصل مسيرتها المظفرة بالعطاء النبيل.

وربما يساهم الإيمان في تقوية القدرات المناعية والدفاعية في الأبدان، ويولد طاقة فعّالة للقضاء على نشاطات الخلايا السرطانية والحد من جنونها، لكنه على ما يبدو في حالات متنوعة يكون له دور واضح في تأمين آليات الشفاء والإنتصار على أخبث الآفات التي تصيب البشر.

والأمراض الخبيثة تضع الشخص في مواجهة حقيقية مع الموت، لأن الخيارات محدودة والإمكانيات ليست مؤكدة، لكن التفاعل مع الإيمان وما يولده في البدن من قِوى يساهم بتقوية إرادة الشفاء والمعافاة.

ولهذا تلجأ العديد من المراكز العلاجية لتقوية الإرادة الإيمانية، وبث المشاعر الإيجابية، وتأهيل النفس للمجابهة والتحدي والتواصل مع الحياة.

فالإيمان إدراك عميق لقدرات ذاتية مطمورة في دنيا البشر، يمكن التنقيب عنها وإستخراجها وإستخدامها للتعبير عن مشاريع مستقبلية متصلة بتيار العطاء والبقاء.

والعلاج بتحفيز طاقة الإيمان الكامنة له نتائجه الإيجابية وقوته الشفائية، التي تؤكدها الممارسات الإيمانية المتصلة بالتفاعل مع الأزمات الصحية.

فهل أن الإيمان طاقة خفية ذات تأثيرات هرمونية ونفسية تفعِّل قدرات المناعة والمقاومة وإنتاج الأجسام المضادة لأعداء الحياة؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم