صحيفة المثقف

صالح جواد الطعمة: نازك الملائكة وآثارها في بعض اللغات الغربية

تشغل نازك الملائكة مركزاً مرموقاً في تاريخ الأدب العربي الحديث لا لكونها شاعرة مبدعة مجددة فحسب – وقد تميزت بجهودها المتواصلة منذ صدور ديوانها الأول (عاشقة الليل) (1947)، أو لأنها أسهمت إسهاماً إيجابياً في تطوير القصيدة العربية في موضوعها وبنائها سواء كان ذلك في محاولاتها الشعرية أم في تنظيرها لما شاع باسم الشعر الحر، - بل لأنها عرفت بمجهودها النقدي المنظم ومواقفها من بعض القضايا الفنية واللغوية والفكرية في أدبنا الحديث.

وليس من الغريب أن يكون لأعمالها وآرائها صدى يتجاوز حدود الوطن العربي وأن يعنى بها كتاب في عدد من اللغات الغربية لا سيما الإنكليزية بالرغم من أن الغرب لم يول الأدب العربي الحديث اهتماماً ملحوظاً إلا بعد الحرب العالمية الثانية كما بينا في موضع آخر (انظر الطعمة 70: 243-257)(**) .

وإذا استعرضنا نماذج مما كتب عن نازك الملائكة منذ عام 1950 حتى أوائل الثمانينيات، فإننا نلاحظ أن الإشارات الأولى إليها كانت ذات طابع عام تهدف إلى بيان مكانتها في الشعر العربي الحديث.

ولعل أول إشارة للتعريف بها وردت عام 1950 في مقالتين نشرهما صفاء خلوصي في "المجلة الإسلامية" (42: 40-45) و"مجلة الجمعية الآسيوية الملكية" (43: 149-157). وضم مقاله الأول – كما يدل عليه عنوانه: "شاعرات العراق المعاصرات" – تعريفاً موجزاً برباب الكاظمي وأم نزار الملائكة ونازك الملائكة وفطينة النائب ولميعة عباس عمارة، وكان لشاعرتنا شطر وافر منه تطرق فيه المؤلف إلى أثر الأدب المهجري فيها وأثر كيتس ود . هـ . لورنس ومحمود حسن إسماعيل، من غير أن يدعم رأيه بأدلة، وألمح إلى استعمالها بعض الرموز أو الأعلام اليونانية في شعرها ذاكراً بينها – سهواً – "هياواثا" وهو بطل أسطورة من أساطير الهنود الحمر (وقد نصت الشاعرة على استعمالها في ديوان (شظايا ورماد)، وترجم لها مقتطفات من بعض قصائدها في (عاشقة الليل): "بين فكي الموت" و"التماثيل" و"سياط وأصداء" و"أشواق وأحزان".

وكان خلوصي – حسب المعلومات المتوافرة لدي – أول من أشار في الغرب إلى خروج الشاعرة على نظام الشطرين واعتمادها التفعيلة أساساً وإلى إسهامها المبكر في وضع الأسس النظرية للشعر الحر مؤيداً ما ذهبت إليه الشاعرة في مقدمة ديوانها (شظايا ورماد) (42: 43)، غير أن محاولته هذه – على ما لها من قيمة تاريخية – لم ينوه بها حتى في البحوث الأكاديمية التي ظهرت بعد عشرين عاماً من تاريخ صدور مقاله.

أما مقاله الثاني عن الشاعرة عاتكة الخزرجي فقد اتسم بشيء من التسرع في أحكامه كقوله عنها بأنها تفوق غيرها من الشاعرات مكانة، وإضفائه عليها لقب "ملكة الشعر الحديث غير المتوجة"، وإن كان قد اعترف في موضع آخر بأنها في شعرها أقل من نازك الملائكة خيالاً وأصالة وموسيقية (43: 154).

وتبعت هذه المحاولة مقالتان للكاتب السوداني ووزير خارجية السودان السابق جمال أحمد نوه في إحداهما بنازك الملائكة كإحدى الشاعرات البارزات (18: 164)، وخص في الأخرى (19: 20) قصيدتها "الأرض المحجبة" – وهي من ديوانها الثالث (قرارة الموجة) – بملاحظة ثناء وإعجاب وترجم بضعة أبيات منها مشيراً إلى أنها لا تتميز بمتانة التعبير فحسب بل بكونها من خيرة القصائد العربية الحديثة.

وظهرت في عام 1959 مقالة للكاتب الفرنسي "روسي" (74: 199-212)، بعنوان "انطباعات عن الشعر العراقي: الجواهري، مردان، نازك الملائكة، البياتي" وفيها نجد ترجمة لقصيدتها "غسلاً للعار" بين ما ترجم من قصائد الشعراء الأربعة المذكورين، غير أنها – أي المقالة – تفتقر إلى الدقة في ذكر المعلومات عن الشاعرة وأعمالها كقوله إنّ ديوانها الأول صدر عام 1951، و (شظايا ورماد) عام 1954.

وشهد عام 1961 عدة محاولات للتعريف بها: محاولة مونتي (67: 99-109) في كتابه الثنائي اللغة عن الأدب العربي المعاصر حيث نجد قصيدتها "خمس أغاني للألم" في نصها العربي كما نشرته مجلة الآداب عام 1957، وترجمتها الفرنسية، وإشارة أستاذها الكاتب والمترجم الإنكليزي المشهور ستيوارت في مقاله "اتصالات مع أدباء عرب" (76: 19-20) وقد ذكر فيه بضعة أبيات من قصيدة "خرافات" كما ترجمتها الشاعرة نفسها مع بعض التعديل على حد تعبير المؤلف، ومحاولة جورج صفير في الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة النيويورك تايمز (75: 48-49) حيث يقول عن نازك الملائكة بأنها تعبر في أنماط رمزية ونغم حزين عن المشاعر الخفية في للمرأة المتيقظة، ومحاضرة صالح جواد الطعمة التي ألقيت في النادي النسائي لرابطة القلم في واشنطن (21: 14-15) وقد اعتبرها أبرز شاعرة في العالم العربي، وألمح إلى ما يشوب شعرها من تمرد وحيرة وكآبة كما ترجم بضعة أبيات من قصيدتها "جامعة الظلال".

إن هذه المحاولات وأمثالها مما ظهر حتى أواسط الستينيات ظلت مقتصرة على الطابع التعريفي العام، ونماذج شعرية محدودة من غير بيان مفصل لدورها في تطوير القصيدة العربية في سياق التجارب التي سبقتها أو عاصرتها، أو التطرق إلى آرائها ومواقفها النقدية. غير أن هذه الجوانب بدأت تلقى اهتماماً ملحوظاً منذ 1965 لاسيما في البحوث الأكاديمية أو الرسائل الجامعية التي تناولت الاتجاهات الحديثة في الشعر العربي.

ومما هو جدير ذكره أن معظم المعنيين بهذه الجوانب كتّاب من الوطن العربي شاءت ظروفهم أن يواصلوا بحوثهم في الغرب، أي أن الحضور العربي يعد عاملاً أساسياً مسؤولاً عن ظاهرة انتشار الأدب العربي الحديث في الغرب، وإبراز الشعر منه على وجه الخصوص.

وسأتناول بإيجاز الجوانب التالية: 1- موضوع أسبقية دور الملائكة في استعمال الشعر الحر. 2- آراؤها النقدية. 3- تأثرها بالشعر الغربي وترجمتها له. 4- ما ترجم من شعرها.

- 2 –

تناول عدد من الباحثين موضوع بداية الشعر الحر، وما إذا كانت الملائكة حقاً أول من استخدمه أم أن غيرها سبقها إليه كالسياب أو شعراء آخرين كنقولا فياض ولويس عوض.

ولعلّ موريه – وهو عراقي الأصل – كان أكثر المعنيين تتبعاً لهذه المسألة من الوجهة التاريخية، فقد أشار في دراساته العديدة إلى محاولات أبي شادي في التعريف بالشعر الحر، ودعوته إليه واستعماله له منذ أواخر العشرينيات. كما نوه بتجربة خليل شيبوب في قصيدته "الشراع" (وقد نشرت عام 1932) وإن ذكر أخوه صديق شيبوب أن تاريخ نظمها يعود إلى 1921، وبتجارب لنقولا فياض وفي طليعتها "وصال الخيال" التي نشرت في مجلة "الحرية" العراقية عام 1924. وقد خلص من دراسته لهذه التجارب وأمثالها إلى أن نقولا فياض كان أول من قال الشعر الحر عام 1924 (70: 205) ورأى أن يخصص للشعر الحر وخصائصه فصلاً يتناول مرحلته الأولى (ما قبل 1947) وآخر لما أسماه بالمدرسة العراقية (70: 196-215) حيث ألم بأهم آراء الملائكة ومفهومها واستعمالها للشعر الحر إلماماً شاملاً معتمداً على كتاباتها النقدية لاسيما ما ورد منها في مقدمتها لـ "شظايا ورماد" وكتابها " قضايا الشعر المعاصر".

وقد ميز بين قصائدها التي تتبع نظام الشعر المقطعي Monostrophic والشعر الحر الذي لا يخضع لنمط ثابت من التفعيلات والقافية، مبيناً أن ديوانيها "شظايا ورماد" و " قرارة الموجة" يحتويان على (25) قصيدة ذات نظام مقطعي موحد (70: 219) وكانت الشاعرة نفسها قد أشارت من قبل إلى أنها استعملت نظام المقطوعة Stanza وأنها أخضعت القافية أحياناً لأكثر مما فعل سواها (9: 17-18) كما في قصيدة "الكوليرا" التي جرت على النسق التالي في جميع مقاطعها: أ ب ب ج ج د د ب هـ هـ هـ هـ.

وبين موريه أن تجربة السياب في قصيدته "هل كان حباً" تختلف عن قصيدة "الكوليرا" بكونها غير خاضعة لنظام مطرد في الشعر الحر، وأن السياب كان على حق حين اعتبر محاولته أقرب إلى الشعر الحر بهذا المفهوم من قصيدة "الكوليرا".

ويفهم من هذا التمييز بين "النظام المقطعي الموحد" و "الشعر الحر" – وقد دعا إليه كذلك الكاتب التونسي في مقاله "قصيدة الكوليرا: ليست شعراً حراً" (4: 376-388) – أن القائلين به لا يعتبرون من الشعر الحر إلا القصائد غير الخاضعة لنسق أو نظام موحد، ولاشك في أن مفهوم نازك الملائكة للشعر الحر أوسع من ذلك إذ أنها تريد به ما يخرج عن نظام الشطرين ويتخذ التفعيلة أساساً له سواء التزم أم لم يلتزم بنسق موحد كما بينت في مقدمتها لديوانها (شظايا ورماد) حين أشارت إلى نوعين من قصائدها الملتزمة وغير الملتزمة بنسق موحد، من التفعيلات أو القافية، لـ "الكوليرا" و "غرباء" من النوع الأول، و"مر القطار" و "نهاية السلم" من النوع الآخر. وقد تناول منح خوري (39: 137-144) و (41: 127-149) مجموعة لويس عوض "بلوتو لاند" كتجربة أولى جادة في الشعر الحر سبقت محاولات الملائكة والسياب وبلورت على حد تعبيره "الأنماط والصيغ الشعرية الأساسية التي ميزت حركة الشعر الحر" (39: 138) ولكنه مع ذلك اعتبر الملائكة أول من وضع الأسس النظرية لتطوير هذا الشكل الجديد في مقدمتها لديوانها " شظايا ورماد" وكتابها " قضايا الشعر المعاصر" (41: 132).

إن هذا الجدل الأكاديمي حول من كان أول شاعر استعمل الشعر الحر أو دعا إليه له مبرراته بالنظر إلى أن الأدب العربي الحديث قد شهد منذ أواسط القرن التاسع عشر دعوات تجديدية كثيرة نتيجة للتفاعل مع الآداب الغربية وما نتج عنه أو رافقه من حركة ترجمة أدبية واسعة ومحاولات للأخذ ببعض الأنواع والأشكال أو الأساليب الغربية ومنها تجارب الشعر المرسل والشعر المنثور والشعر الحر، وأغلب الظن أننا قد نكتشف أسماء أو أعمالاً أخرى تتصل بالدعوة إلى التجديد إن قمنا بمسح شامل لما نشر في الصحف والمجلات العربية من شعر ونقد منذ أواسط القرن التاسع عشر، غير أن ذلك كله لا يغير من تاريخ انتشار الشعر الحر كحركة بدأت في العراق ولا ينال من دور الملائكة الريادي في تطوره بفضل منزلتها كشاعرة استوعبت التراث الشعري العربي ومارست أشكاله الموروثة وجددت وظلت تواصل التجديد في هيكل القصيدة العربية حتى يومنا هذا، وثانياً كمنظرة ذات رؤية أصيلة وثقافة وتجربة ساعدتها على وضع الأسس النظرية الأولى للشعر الحر، وتتبع تطوره بتفصيل لم يشهده الأدب العربي الحديث من قبل.

- 3 –

يكاد الكتاب الذين درسوا الملائكة يجمعون على أهمية دورها ناقدة لها مواقفها وآراؤها في مجالات عديدة وقد ترجم لها بعض النصوص النقدية إلى عدد من اللغات الغربية كمقالة "الجذور الاجتماعية لحركة الشعر الحر" وقد ترجمها عبد الملك إلى الفرنسية ملخصة (16: 372-447) كما ترجمها إلى الإسبانية مارتينث مونتابث (65: 372-385) و"بداية الشعر الحر" وقد ترجمتها إلى الإنكليزية اليزابيث فيرنيا وباسمة البزركان (35: 232-243) وبحثها "الأدب والغزو الفكري" (14: 30-34) وقد لخصه وترجم بعض فقراته نسيم رجوان تحت عنوان "رفض تأثير أوربا الثقافي: احتجاج شاعرة عراقية" (73: 16-17).

وفي مقدمة الموضوعات التي تناولها النقاد مفهوم نازك الملائكة للوزن في الشعر الحر وإصرارها على الإلتزام بوحدة التفعيلة بدون الخروج على القواعد العروضية كما يتجلى ذلك في بحثها عن تفعيلات الشعر الحر. فرأى المستشرق الفرنسي جاك بيرك أن مفهوماً كهذا يمثل تقييداً – إن لم يكن انتكاسة – للثورة التي اتسم بها الشعر الحر، وأن كتابها "قضايا الشعر المعاصر" كان متشدداً إزاء كل مرة يخرج على الضوابط التي اقترحتها (32: 272). وأشار بدوي كذلك إلى النزعة المحافظة في كتابها المذكور إشارة عابرة (29: 203 و 30: 228) وأغلب الظن أنه كان يريد بها موقفها من الشعراء الذين يخالفونها في تجاربهم الشعرية. وتطرقت الشاعرة الناقدة سلمى الجيوسي إلى الموضوع ذاته ورأت ألا ضرورة لإصرار نازك الملائكة على الإلتزام بثبات الضرب (38: 165) كما خالفتها في موقفها من قصيدة النثر واعتبارها الوزن وحده معياراً للتمييز بين الشعر والنثر (38: 638) كما يفهم من قول الملائكة: "إن القصيدة إما أن تكون قصيدة وهي إذ ذاك موزونة وليست نثراً وإما أن تكون نثراً فهي ليست قصيدة" (10: 132). وأشادت الجيوسي بحرص الملائكة على سلامة اللغة مؤكدة أنها قدمت خدمة عظيمة إلى الشعر العربي الحديث بتبيانها بعض الهفوات التي يقع فيها الشعراء (38: 607) كما نوهت بمعالجتها للجانب اللغوي في فصلين في كتابها عن أساليب التكرار في الشعر ومسؤولية الشاعر اللغوية (10: 230-240 و 289-300).

ومن أعمالها النقدية التي كانت موضع بحث أو ثناء كتابها عن شعر علي محمود طه، فقد لخص بدوي (30: 143) بعض آرائها حول ظاهرة الشهرة العريضة التي تمتع بها علي محمود طه وما نال من حظوة لدى جمهور قرائه على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم (11: 8-17 و 27) وأشار إلى تحليلها المتمكن النفاذ لموسيقية شعر طه في مواضع عدة من كتابها حيث تناولت العوامل التي أسهمت في خلق ظاهرة الموسيقى في شعره كالأساليب اللفظية والتناغم الصوتي (11: 64-68 و 143-156). غير أنه عندما تعرض إلى مسألة الجانب الحسي في شعر طه آخذ الملائكة على ما أسماه بـ "إنكارها المغالي" لذلك (30: 144) بمثل قولها "نعتقد أن الحسية وطلب اللذة عارضان في حياة على محمود طه لأن أصل نفسيته روحاني" (11: 81) وقولها "إن أعنف قصائد الشاعر الحسية لا تكاد تخلو من خلفية روحية وفكرية" (11: 365) وأحال القارئ على عدد من القصائد كـ "حانة الشعراء" و"حديث قبلة" و"خمرة الشعراء" من ديوان (زهر وخمر) وقصيدة "سؤال وجواب" و"جزيرة العشاق" و"الغرام الذبيح" من (المعشوق العائد) و"فلسفة وخيال" و"أندلسية" من (شرق وغرب) ليؤكد بذلك كله النزعة الحسية السائدة في شعر طه قائلاً: "ليس هناك من شك في أن وجهة نظر طه الرئيسية بدءاً من ديوانه الثاني حتى ديوانه الأخير ظلت باطراد تقريباً حسية" (30: 144).

ومن الجدير بالذكر أن الملائكة نفسها نصت على ذلك في كتابها حين قالت: "إن المنهج العلمي في الدراسة يقتضي أن نقرر أن في دواوين على محمود طه الأخيرة مسحة حسية ظاهرة خلا منها الديوان الأول (الملاح التائه) فلقد زخر هذا الديوان باللفتات الروحية والمثل العليا وتقديس الجمال المجرد وطهارة الحس والنفس بينما أقبل الشاعر في دواوينه التالية إقبالاً ملحوظاً على وصف المشاهد الحسية وابتعد إلى درجة معينة – عن عوامله الإفلاطونية الجمالية الأولى" (11: 366). واستشهدت ببعض القصائد التي أشار إليها بدوي، وغيرها لا سيما في الباب السادس في كتابها (11: 365-381) حيث تتبعت هبوطه "من مرتبة العاشق الأصيل إلى مرتبة المتفرج اللاهي الذي يبحث عن التسلية العابرة ومتعة النظر والنشوة الحسية"، وانتقاله من صومعة المثل العليا إلى الشرفة الحمراء، أو من الدين إلى الوثنية. ولكنها – بالرغم من ذلك – لم تشأ أن تجاري من ينفي عن شعر طه روحانيته نفياً تاماً كما فعل محمد مندور، وأرادت أن تجد تعليلاً يبرر الشذوذ الظاهر للقصائد الحسية المنزع، وإن كانت لم تفصح بوضوح عن ذلك بسبب الحاجة كما تقول إلى "معرفة التفاصيل الوافية عن حياة الشاعر ونفسيته وآرائه". (11: 381 و 104-111).

أما بحثها "الأدب والغزو الفكري" (14: 30-34) – الذي ألقته في المؤتمر الخامس للأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 – فقد كان موضع تعليق في مصدرين: رجوان (73: 16-17) وموريه (70: 273-274) بالإضافة إلى ما ورد عنه في بعض المصادر العربية (1: 120-121). لقد قام رجوان بتلخيص البحث وترجمة فقرات منه تشمل أبرز النقاط التي أثارتها الملائكة كالمقارنة بين الغزو العسكري والغزو الفكري، وملاحظتها حول سلبية مواقف العرب التي تتجسد في ترك "ما هو جوهري في حضارتنا وما نتفوق به على الغرب لنأخذ مكانه بضاعة رخيصة تضر بنا" وفقدان المدلول الأخلاقي للأدب العربي وانتشار روح التشاؤم فيه وابتعاد الجيل الجديد عن القرآن الكريم وما فيه من أجواء روحية، والترجمة كوسيلة لإضعاف اللغة العربية. وأنهى تعليقه الذي كان أقرب إلى الأسلوب الصحفي منه إلى التحليل الأكاديمي بترجمة ما قالته الملائكة حول لجوء بعضهم إلى مأساة فلسطين كتبرير لموقف اليأس والعدمية والإحساس بالفراغ: "إن المأساة التي وقعت عام 1948 قد ألهبت الوطن العربي كله بنار الكفاح والعروبة فقامت الثورات العظيمة في القاهرة والجزائر وبيروت وبغداد واليمن" (14: 33).

ومهما تكن الأسباب التي دفعت رجوان إلى اختياره هذا البحث موضوعاً للتعليق ونشره في مجلة سياسية مناوئة للعرب، فإنه أراد أن يبين جانباً من رد الفعل العربي إزاء تسرب الغرب بطرائق حياته وأيديولوجياته على حساب تقاليد العرب الأصيلة وهويتهم الحضارية، وأن يدلل على أن بين الداعين إلى مواجهة التحدي الغربي مفكرين تأثروا بالغرب وكانوا نتاج ما أسماه بـ "عصر التغريب"، متخذاً من بحث الملائكة نموذجاً متطرفاً أو عنيفاً لموقف دعاة التصدي للغزو الفكري.

وإذا انتقلنا إلى موريه فإننا نلاحظ تأكيده على الجانب الأدبي من آراء الملائكة، أي تقليد العرب للآداب الغربية، وقد أشار إلى أنها رددت رأيها مرة أخرى في رسالتها إلى سهيل إدريس (2: 1-2) وقد جاء فيها مآخذ أخذتها على "الآداب" منها أنها "تنشر الأدب المتحلل الذي يصدر عن نظرة غير أخلاقية إلى الحياة والوجود وذلك يطعن الأمة العربية في صميم كيانها لأن الأدب المرذول يفسد الشباب البريء ويلوث روحيته ويشل عزيمته وأنها دأبت "على نشر إنتاج لليافعين يغرق في تقليد الفكر الغربي المعاصر بما فيه من تشاؤم وإلحاد وتحلل وقلق ...".

واستشهد موريه كذلك ببعض ملاحظاتها المماثلة حول قصة زكريا تامر "قرنفلة للأسفلت المتعب" وما شاع فيها من تصوير مشوه للمدينة العربية مترجماً الفقرات التالية:

"نجد صورة المدينة العجوز المريضة في شعر بعض شبابنا وقصصهم لأن هؤلاء يستقون من آداب أوروبا العجوز حيث المدن قد شاخت وأصبحت بؤراً للجريمة والمرض والظلام والغثيان، وحيث الأدب المعاصر نفسه لا يعكس غير ذلك الجو القاتم الموبوء ... نحن (العرب) الأغنياء بالحياة والروح والأصالة والأخلاق نترك مواهبنا ... وينابيعنا ونتطلع مستجدين إلى أدباء أوربا التي تتفسخ حضارتها وتحتضر وتقترب من نهايتها المحتومة. نحن الذين تقبل الدنيا علينا اليوم وتتطلع إلينا لنعيد بناء العالم، نحن أنفسنا نزدري كنوزنا الفكرية والحضارية ونقف أذلاء على موائد الغرب المنحطة التي تشيع الجريمة والذعر واليأس والغثيان في أنفس القراء ... إن الشباب العربي يصحو اليوم ويهب منتشياً نشيطاً ... هذا الشباب يندفع اليوم في حرارة ونشوة لينفق طاقاته الفكرية والجسمية في بناء أمة تعمل من المحيط (الأطلسي) إلى الخليج (العربي)" (70: 272-273 و 13: 72).

إن موريه يعالج آراء نازك الملائكة هذه ليخرج بصورة عامة عن التيار القومي في الأدب العربي كما تمثله نازك الملائكة ونزار قباني.

 

- 4 –

ليس من شك في أن الآداب الغربية تكون مصدراً مهماً من مصادر ثقافة الملائكة وفي أنها قد تركت آثارها في بعض أعمالها، كما يدل على ذلك ما يرد في شعرها وكتاباتها من صور أو رموز مستعارة وإشارات إلى كيتس وغيره من شعراء الغرب، أو ما ترجمته من قصائد لبايرون وتوماس وبروك وغيرهم. غير أننا لا نجد بين ما نشر عنها في الغرب سوى الإشارة العابرة إلى بعض هذه الآثار كقول موريه (70: 204) بأنها تأثرت بالشكل المقطعي الموحد الذي استعمله كيتس مردداً بذلك رأياً مماثلاً لجبرا إبراهيم جبرا نشره في مجلة شعر (1957)، أو تنويه بدوي (30: 230) بما ورد في شعرها من التلميحات إلى الأساطير اليونانية أو استعمالها "هياواثا" من قصيدة الشاعر الأمريكي لونكَفيلو، وقد أشار إليها من قبل خلوصي (42: 43)، أو قول عبد الحي (17: 27-29) بتأثرها بالشعر الرومانسي الإنكليزي وشعر جماعة أبولو، وقد خص بالذكر استعمالها لصورة "القمرية" على غرار ما جاء عند كيتس، أو إشارة مونتي (67: 100) إلى العلاقة بين "خمس أغان للألم" وبعض الملامح في شعر غبرييلا مسترال (1889-1957)، وتلميح خوان برنيت إلى ذلك (77: 212).

إن هذه الأمثلة لا تعطينا إلا انطباعات أولية أو جزئية عن المؤثرات الغربية في شعر الملائكة، أي أننا ما نزال نفتقر إلى درس منهجي يوضح بالتفصيل وبالأدلة طبيعة هذه المؤثرات ومداها سواء كانت تتعلق باستعمالاتها اللغوية أو الصور والموضوعات أو غيرها مما يعكسها شعرها وجهودها النقدية.

ومما يتصل بموضوع تأثرها بالأدب الغربي ترجمتها لبعض القصائد الغربية كقصيدة توماس غراي المنشورة في ديوانها الأول بعنوان "مرثية في مقبرة ريفية"، وقد اعتبرها عبد الحي أنضج ترجمة من بين عشر ترجمات - وقف عليها في العربية - للقصيدة المذكورة، ووصفها بأنها عمل إبداعي يعيد خلق القصيدة الأصلية في قالب عربي جديد ويضفي على الأصل طابعاً رومانسياً، باستعمال بعض الإضافات أو التعديلات التي أحدثتها شاعرتنا كصفات الحزن التي أضافتها أمثال "المحزون" و "المكدود" و "الكئيب" و "الحزينات" 17: 27-28). وذهب عبد الحي إلى أن هذه الصفات المضافة تؤدي وظيفة تأكيد الكآبة التي يحتويها النص الأصلي، ملمحاً إلى أن مفردات الحزن والكآبة تكون عنصراً يتردد في معجمها أو أسلوبها الشعري في (عاشقة الليل)، وقد أحصى منها ما لا يقل عن "190" مفردة ورد منها "20" كلمة في ترجمتها لمرثية غراي. وبالإضافة إلى هذه الملاحظات أشار عبد الحي إلى خروجها التام غير المبرر - حسب رأيه - عن الأصل في بعض المواضع (17: 28) ولكنه لم يتناول هذه الناحية بصورة مفصلة كما فعل عزت خطاب في دراسته لأوجه الشبه والاختلاف بين ترجمة الملائكة والنص الأصلي (3: 227-247).

- 5 –

ليس من اليسير حصر ما ترجم من قصائد الملائكة إلى اللغات الغربية بالنظر إلى عدم توافر الأدلة الببليوغرافية الشاملة عما ترجم من الأدب العربي الحديث، وحسبي أن أذكر أن ببليوغرافية أندرسون (26: 1980) التي هدفت إلى الإلمام بما ترجم إلى الإنكليزية من الأدب العربي حتى عام 1977 لم تدرج للملائكة إلاّ قصيدة واحدة: "الزائر الذي لم يجيء" (26: 198). غير أن ما وقفت عليه من قصائدها المترجمة إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية لا يمثل إلا جزءاً محدوداً من شعرها، وفي مقدمتها القصائد التالية:

1 - الكوليرا. 2 - نهاية السلم. 3 - الأفعوان. 4 - أنا (شظايا ورماد). 5 - مرثية امرأة لا قيمة لها. 6 - الزائر الذي لم يجيء. 7 - غسلاً للعار (قرارة الموجة). 8 - خمس أغان للألم. 9 - نحن وجميلة. 10 - ثلج ونار (ترجمة غير كاملة ظهرت بعنوان صمتي). 11- تحية للجمهورية العراقية (شجرة القمر).

وقد ترجمت بالإضافة إلى ذلك مقتطفات من بعض قصائدها:

بين فكي الموت. 2 - التماثيل. 3 - سياط وأصداء. 4 - أشواق وأحزان (عاشقة الليل) ترجمة خلوصي (42: 42-43). 5 - الأرض المحجبة ( قرارة الموجة) ترجمة جمال أحمد (19: 20). 6 - خرافات (شظايا ورماد) (ستيوارت. 76: 19-20). 7 - جامعة الظلال (شظايا ورماد) (الطعمة 21: 14). 8 - تحية للجمهورية العراقية (هيوود. 37: 185). 9 - نهاية السلم (شظايا ورماد) (بدوي. 30: 230).

إن القصائد والمقتطفات المذكورة تعكس في غالبها سمات الكآبة والتشاؤم والحيرة في شعرها، ولا تمثل قصائدها السياسية المتفائلة الطابع، أو شعرها الصوفي النزعة لا سيما ما ورد منها في مجموعتيها الأخيرتين: (للصلاة والثورة) (1978) (ويغير ألوانه البحر) (1977).

ولهذا ليس من الغريب أن تتكرر الإشارات إلى شعرها المغرق في الذاتية والكآبة والرومانسية وإن وردت هنا وهناك تلميحات إلى قصائدها الوطنية (بدوي 30: 230) أو ما جاء في مقال الطعمة أخيراً (1982) من تنويه بالنغمة المتفائلة وروح التحدي في قصائدها السياسية كما تعكسها مجموعتها (للصلاة والثورة) (24: 457).

إن هذا العرض السريع لما لقيته نازك الملائكة من اهتمام في بعض اللغات الغربية يدل بلا شك على ما تحتله من مكانة مرموقة في الأدب العربي الحديث، ولكنه في الوقت نفسه يكشف عن فجوات فيما نشر عنها أو ترجم من شعرها لا سيما فيما يتصل بالجوانب التالية:

أولاً: ثقافتها الأدبية (العربية وغير العربية) ومدى تأثرها بالآداب الغربية.

ثانياً: تمثيل شعرها دراسة وترجمة في مختلف مراحله.

ثالثاً: نتاجها النقدي ومكانته في حركة النقد العربي الحديث.

ملحق: مختارات من شعر نازك الملائكة المترجم إلى الإنكليزية

1- بين فكّي الموت.

1- خلوصي. 42: 542

ها أنا بين فكي الموتِ قلباً

“Here am I between the jaws of death”

لم يَزَلْ راعشاً بحُبِّ الحياةِ

As a heart still throbbing with the love of life

وعيوناً ظمأى إلى مُتَعِ الكو

As a couple of eyes athirst

For the enjoyment of the universe;

نِ تُنَاجي مفاتن َالأُمْسياتِ

Making advances to the charms of the evening,

لم أزَلْ بُرعماً على غُصُنِ الدهـ

I am still a bud, on the twig of fortune,

ـرِ جديدَ الأحلامِ والأمنيات

Whose dreams and hopes are fresh and new.

فحرامٌ أن تدفِنَ الآن يا مو

It is a shame, O death, that thou shouldst

تُ شبابي في عالم الأمواتِ

Bury my youth in the world of the dead

* * *

2- التماثيل.

2- خلوصي. 42 - 42 - 43

وأنا يا حياةُ ماذا سألقَى؟

“And I, O life! what fate is meted out for me?”

هل سأغدولفظاً جَفتْهُ المعاْني؟

Am I going to be a word devoid of meaning ?

هل ستطوينيَ الليالي وتُلْقي

Will the nights carry me away

فوق عُمْري دياجَر النسيانِ؟

And cast the gloom of oblivion over me?

وغداً يطفئُ الزَّمان سراجي

In the morrow, fortune will extinguish my lamps

ويُضيعُ الرَّدى صَدَى ألحاني؟

And death will squander the echoes of my tunes

ثم أغدو بينَ التماثيلِ تمثا

Then I shall become, amongst other ghosts, a ghost myself

لاً؟وأُمحَى من الوجودِ الفاني؟

And shall be erased from mortal existence.

آه لا لا أريدُ فلترحمِ الأيّا

Oh, no! I do not want that .

مُ دمعي وشَقْوتي واكتآبي

Would fortune have mercy on my tears misery and sadness.

وليكن من لحني الحزين صدى با

Let there be a lasting echo of my melodious song

قٍ بسَمْع السنينِ والأحقاب

Ringing in the hearing of the coming years, nay even centuries

رحمةً لا تكنْ دموعي الدِفُوقا

O mercy! do not let my flowing tears

تُ رثاءً مبكَّراً لشبابي

Be an early elegy on my youth

وليُسَجَّلْ على ضريحيَ ما يُبـْ

ـقي شبابي وان أكن في الترابِ

* * *

3- أشواق وأحزان.

3 - خلوصي . 42 - 43

كيف مرّت أيامنا كيف مرَّت

How did our days pass - how did they ?

بين فكِّ الأشواقِ والأحزانِ؟

Between the jaws of eagerness and grief !

ملء قلبي وقلبكُ الحبُّ والشَّوْ قُ

Your heart and mine were full of love and anxiety

ولكن نلوذ بالكتمانِ

But we took refuge under the wing of secrecy

كلّما حدّثتْك عيناي بالحبِّ

Whenever my eyes speak to you of my love

أعاقبْ عينيَّ بالحرْمانِ

I punish them by depriving them of you

كيفَ يا شاعري كتمنا ولم يَعْـ

O my poet, how did we keep it secret?

ـص كيوبيِد قبلَنا عاشقانِ؟

Yet of old, no two lovers ever disobeyed Cupid.

يا نشيدي متى ستأتيكَ ألحا

O my song, when shall my tunes reach thee

ني فتُصغْي إلى هُتافاتِ حبّي؟

So that thou wilt listen to the joys of my love ?

فيمَ أقضي الأيّام أكتُمُ أشوا

Why do I spend my days suppressing my

eagerness,

قي وقد ضاقَ بالعواطِف قلبي؟

When my heart is overflowing with emotions?

أبداً نلتقي فأعرضُ حَيْرى

Always we meet and always I ignore you, perplexed,

ولقلبي الكئيب أشواقُ صبَّ

While my sad heart is possessed of the anxiety of a lover!

إنّها الكبرياءُ تمتلكُ الرو

It is pride possessing the soul

حَ فيبدو المُحبُّ غيرِ محبِّ

That makes a lover appear indiffernt.

* * *

4- جامعة الظلال.

4- الطعمة. 21 : 14

أهذا إذن هو ما لقّبوهُ الحياهْ ؟

Is this then what they call ‘life’ ?

خطوطٌ نظلُ نخطِّطُها فوق وجهِ المياه؟

As lines we continue drawing upon the water,

وأصداءُ أغنيةٍ فظّةٍ لا تَمَسُّ الشِفاهْ ؟

As echoes of a cruel song which does not touch the lips.

وهذا إذنْ هو سرُّ الوجودْ ؟

Is this then the essences of existence?

ليالٍ ممزّقَةٍ لا تعودْ ؟

As torn nights with no return

وآثارُ أقدامِنا في طريقِ الزمان الأصَمْ.

and the trace of our feet on the road of the deaf time are gone !

تمرُّ عليها يدُ العاصفه

فتمسحُها دونما عاطفه

For the storm`s hand wipes them kindlessly

وتُسْلمُها للعَدَمْ

and surrenders them to nothingness

* * *

5- الأرض المحجبة.

5- جمال أحمد. 190 : 20

صَوّروها جنَّةً سحريَّةً

A haven of magic, we were told

It was.

من رحيقٍ وورودٍ شفقيَّة

Made of nectar and twilight roses,

وأراقوا في رباها صُوَراً

من حنانٍ، وتسابيحَ نقيَّه

Of tenderness and gold .

ثم قالوا إن فيها بلْسَماً

In it, they said, was

هيّأتْهُ لجراحِ البشريَّه

The panacea for the wounds of man.

وأردناها فلم نَظْفَرْ بها

We wanted it but didn’t get it.

ورَجعْنا لأمانينا الشقيَّة

Back to our hopes, miserable and unfulfilled.

أين تلكَ الأرضُ؟ هل حان لنا

Where is the land ? Are we see it or

أن نراها أم ستبقى مُغلَقه ؟

Is it to stay Enveloped, unattainable

لم تَزَل فينا حنيناً صامتاً

Agitating inside us only A numbed yearning ?

وابتهالاً في شفاهٍ مُطْبَقه

A prayer Within closed lips ?

والملايينُ حنينٌ جارفٌ

The millions are A torrent of desire,

يتلظّى ورؤىً محترقه

Burning desire,

And a dream of flame.

افتحوا البابَ فقد صاح بنا

Open the gates.

صوتُ آلافِ الضحايا المُرهَقة

* * *

6- خرافات.

6- ستيوارت. 76 : 20

قالوا الحياة

They spoke of “life”:

هي لونُ عينَيْ ميّتِ

it is the colour of a corpse’ eye:

هي وقعُ خَطوا القاتِل المتلفّتِ

it is the echoing steps of a frightened killer:

أيامُها المتجعداتْ

its curving days

كالمِعطف المسمومِ ينضَحُ بالمماتْ

a poisoned coat diffusing death.

أحلامُها بَسَماتُ سَعْلاةٍ مخدَّرةِ العيونْ

its dreams the humour of a demon

ووراءَ بسمتِها المَنُونْ

with paralysing eyes, death-hiding lips.

* * *

7 - أنا

7- خوري. 54 : 81

والريح تسأل من أنا

The wind asks who am I ?

أنا روحها الحيران أنكرني الزمان

I am its confused spirit, whom time has disowned

أنا مثلها في لا مكان

I, like it, never resting

نبقى نسير ولا انتهاء

continue to travel without end

نبقى نمرّ ولا بقاء

continue to pass without pause

فإذا بلغنا المنحنى

Should we reach a bend

خلناه خاتمة الشقاء

we would think it end of our suffering

فإذا فضاء !

and then -void

والدهر يسأل من أنا

Time asks who am I ?

أنا مثله جبارة أطوي عصور

I, like it, am a giant, embracing centuries

وأعود أمنحها النشور

I return and grant them resurrection

أنا أخلق الماضي البعيد

I create the distant past

من فتنة الأمل الرغيد

From the charm of pleasant hope

وأعود أدفعه أنا

and I return to bury it

لأصوغ لي أمساً جديد غده جليد

to fashion for myself a new yesterday whose tomorrow es ice.

* * *

8 - الزائر الذي لم يجىء

8 - هيوود. : 51 : 123

..ومرّالمساء، وكادَ يغيبُ جبينُ القَمَرْ

The evening passed and the moon’s brow was on the wane,

وكدْنا نُشيّع ساعاتِ أمسيةٍ ثانيه

We were about to say farewell to another evening

ونَشْهد كيف تسير السعادةُ للهاويه

And witness how happiness was moving towards the abyss

ولم تأتِ أنتَ..وضِعْتَ مع الأمنياتِ الأخَرْ

You did not come and were lost with the other hopes,

وأبقيتَ كرسيّك الخاليا

You left your vacant seat

يُشاغِلُ مجلسَنا الذاويا

To hold our fading gathering in anxious expectation

ويبقى يَضجّ ويسأل عن زائرٍ لم يجيءْ

Clamouring about a visitor who did not come.

وماكنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنينْ

I did not know that in your absence beyond the years

تخلّف ظلّكَ في كل لفظٍ وفي كل معْنى

You leave your shadow behind in every word and every meaning

وفي كلّ زاويةٍ من رؤايَ وفي كلّ مَحْنى

In every angle of my vision and every curve.

وما كنت أعلم أنّكَ أقوى من الحاضرينْ

I did not know that even in your absence, You overshadow those present.

وأنّ مئاتٍ من الزائرينْ

That hundreds of visitors

يضيعون في لحظةٍ من حنينْ

Are most in a moment of yearning

يَمَدُّ ويَجْزُرُ شوقاَ إلى زائرٍ لم يجيءْ

Which ebbs and flows, longing for a visitor who did not come.

* * *

9 - نهاية السلم

9- أ - نهاد سالم. 52 : 152

مرّت أيامٌ منطفئاتْ

The days have passed,

لم نلتقِ لم يجمعْناحتى طيف سراب

طيفُ سراب

سسسَرَابْ

bedimmed.

وأنا وحدي، أقتاتُ بوقْع خطى الظُلماتْ

When we met not, even in the

shimmer of a mirage

خلف زُجاج النافذةِ الفظّةِ، خلفَ البابْ

And when I, alone, feed on

the sound of footsteps in the dark

وأنا وحدي …

Behind the cruel windowpane, behind the door

مرتْ أيامْ

I stand alone …

باردةً تزحفُ ساحبةً ضَجَري المرتابْ

And days have passed,

وأنا أصغي وأعدُّ دقائقَها القلقات

Cold, creeping and dragging along my dubious boredom.

هل مرَّ بنا زمنٌ؟ أم خُضنا اللا زمنا؟

While I harked, counting their anxious minutes beat.

مرَّتْ أيامْ

Has time gone by ? Or have we lived a timeless time ?

أيامٌ تُثقلُها أشواقي. أينَ أنا ؟

Sunk in the tide of dreams.

ما زلتُ أحدِّقُ في السُلّمْ

And days have passed,

والسّلمُ يبدأُ لكنْ أينَ نهايتهُ؟

Laden with my longings. Where am I ?

يبدأُ في قلبي حيثُ التيهُ وظلمتُهُ

Still staring at the stairs

يبدأُ. أين البابُ المبهَمُ ؟

And stairs do start, but where do they lead ?

بابُ السُلّمْ ؟

They start in my heart where a dark maze reigns,

* * *

9 - ب- بدوي. 30 : 230

Days have passed, whose light has been snuffed,

When we did not meet, not even in imagination,

While all alone I have been here feeding on the footsteps of the dark

Outside the cruel windowpane, outside the door.

Days have passed while all alone I have been here,

Cold days creeping, dragging along my suspecting impatience,

And I have listened and counted the anxious minutes.

Was it time that has passed or have we been wading through timelessness ?

Days have passed, made heavy with my longings,

And I ? I am still gazing at the stairs,

The stairs that begin here, but I know not where they end ?

They begin here in my heart where it is all dark,

But where is the door, the shadowy door

At the bottom of the stairs ?

* * *

10 - خمس أغانٍ للألم

10- بلاطة، عيسى. 33 : 13

نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلها

We crowned you as a god at dawn

وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاها

And prostrated our brows at your silver alter

يا هَوانا يا ألَمْ

O our love, O Pain

ومن الكَتّانِ والسِمْسِمِ أحرقنا بخورا

We burnt you incense of linseed and sesame

ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلنَا سُطورا

Then offered sacrifices and sang verses

بابليّاتِ النَغَمْ

Of Babylonian tune.

* * *

نحنُ شَيَّدْنا لكَ المعبَدَ جُدراناً شَذيّه

We built you a temple of fragrant walls

ورشَشنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النقيّه

Sprinkled its floor with oil and pure wine

والدموع المُحرِقه

And burning tears.

نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ

We kindled for you fires of plam branches,

وأسانا وهَشيم القمح في ليل طويلِ

Of our sorrow and of wheat bran in the long night,

بشفاهٍ مُطْبَقَه

Our lips closed.

* * *

11 - ثلج ونار.

11 - بلاطة كمال. 60 : 46

وإذا ما رُحْتَ تؤنّبُني، هل أنسحبُ؟

You may reproachfully provoke my guilt.

Would I retreat ?

هل يقبَلُ ثلجَ عتابكَ قلبي الملتهبُ؟

Would the sharp icicle of your plague cut through my flames ?

أترى أتقبّلُ؟ لا أغضَبُ؟ لا أضطربُ؟

Would I yield, and not go mad ?

لا!بل سأثورُ عليكَ...سيأكلُني الغَضَبُ

No. I should revolt, I scream inside.

* * *

وإذا أنا ثرتُ عليك وعكّرتُ الأجواء

But were I to trespass darken the air

بمرارةِ لفظٍ جافٍ أو حرفٍ مسْتاءْ

with some bitter phrase perhaps a misplaced word

فستغضَبُ أنتَ وتنهَضُ في صمتٍ وجَفاءْ

you would be offended, turn dry like sand

Rise and quietly disappear.

وستذهَبُ يا آدمُ لا تسألُ عن حوّاءْ

 

لا، لا تسأل … دعني صامتةً منطويه

Don’t ask me why I am gagged.

اترك أخباري وأناشيدي حيثُ هيَ

 

اتركني أسئلةً وردوداً مُنْزويه

Here, I remain

ووروداً تبقَى تحت ثلوجكَ منحنيه

a bed of roses bent under your snow;

* * *

يا آدمُ لا تسأل … حوّاؤكَ مطويّه

a puzzle of unanswerable questions

في زاويةٍ من قلبك حيرى منسّيه

in some corner of your heart.

ذلك ما شاءتْهُ أقدارٌ مَقْضيّه

It is a destiny’s prescription :

آدم مثلُ الثلْج، وحوّاءٌ ناريّه

Adams is the ice

Eve the fire.

* * *

12 - الأفعوان

12- فرنيا وبزركان. 35:245

أين أمشي ؟ مللتُ الدروبْ

Where shall I go ?

I’m weary of the ways,

وسئمتُ المروجْ

I’m bored with the meadows

والعدوَ الخفي اللجوج

And with the persistent, hidden enemy

لم يزل يقتفي خطواتي، فأين الهروب ؟

Following my steps .

Where can I escape ?

الممرات والطرق الذاهباتْ

The trails and roads that carry

بالأغاني إلى كل أفق غريبْ

Songs for every strange horizon,

ودروب الحياة

The paths of life,

والدهاليز في ظلمات الدجى الحالكات

The corridors in night’s total darkness,

وزوايا النهار الجديب

The corner of the bare days …

جبتها كلها، وعدوّي الخفيّ العنيدْ

I’ve wandered along them all,

With my relentless enemy behind me,

صامد كجبال الجليد

Keeping a steady pace, or sitting firmly

Like the mountains of snow

في الشمال البعيد

In the far north,

* * *

د. صالح جواد الطعمة

.............................

(*) نشر في كتاب تذكاري "نازك الملائكة دراسات في الشعر والشاعرة"

بقلم نخبة من أساتذة الجامعات.الكويت:شركة الربيعان، 1985.ص ص:111-141.

(**) سنشير إلى المصدر بذكر رقمه أولاً حسب وروده في قائمة المراجع في نهاية البحث تليه أرقام الصفحات.

المراجـــع

1- ادريس، سهيل: "تعليق" الآداب 13(3/ آذار 1965)120-121.

2- : "الآداب في عامها الرابع عشر" الآداب 14 (1/ كانون الثاني 1966) 1-2

3- خطاب، عزت عبد المجيد: "ترجمة عربية لمرثية الشاعر الإنجليزي توماس جراي" مجلة كلية الآداب (الرياض)3 (1973/1974) 277-247

4- صمود، نور الدين: "قصيدة الكوليرا: ليست شعراً حراً" افكر 24(1978/1979) 376-388

5- طه، علي محمود: ديوان علي محمود طه، بيروت : 1972 .

6- الطعمة، صالح جواد: الشعر العربي الحديث مترجماً. الرياض: 1981.

7- -:"شوقي وآثاره في مراجع غربية مختارة" فصول 3 (1/أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر 1982)243-257.

8- الملائكة، نازك: ديوان نازك الملائكة. المجلد الأول. بيروت: 1971.

9- : ديوان نازك الملائكة. المجلد الثاني. بيروت: 1971.

10- : قضايا الشعر المعاصر. بيروت: 1962. ط3 بغداد:1967.

11- الملائكة نازك: محاضرات في شعر علي محمود طه: دراسة ونقد. القاهرة: 1965.

12 - : "ياسمين" - قصة- الآداب 6 ( 3/آذار 1968) 5-10.

13- : "نقد قصص العدد الماضي" الآداب 7 (12/ كانون الأول 1959) 69-72

14- ------- : "الأدب والغزو الفكري" الآداب 13 ( 3/ آذار 1965) 3 - 34.

15- موريه، س.: حركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث - ترجمة سعد مصلوح. القاهرة: 1969.

16- Abdel-malek, Anouar: ed. & tr. Anthologie de la littrature arabe contemporaine. II. Les essais. Paris: 1965. pp. 443 - 447.

17- Abdul-Hai. Muhamad: Tradition and English and American influence in Arabic Romantic poetry. London: 1982. pp. 27-29. 110- 112 , 119.

18. Ahmed, J. M.: “Present mood in literature.” Atlantic Monthly, 198(October, 1956) 163 - 164.

19.--------------------:“Young Arab writers today,” Middle East Forum, 33 (No. 7, July, 1958) 19 - 21, 33.

20- --------------------: “Young Arab writers today,” Islamic Review. 46 (July - August, 1958) 70 - 73.

21- Altoma, Salih J.: “Iraq and its contemporary Arabic literature.” The Arab World, 7 (No. 10, November 1961) 14 - 15.

22- --------------------: “Iraq’s contemporary literature,” Islamic Review, 50 (May - June, 1962) 14-15.

23- -------------------: “Postwar Iraqi literature: Agonies of rebirth,” Books Abroad, 46 (1972) 211- 213.

24- ------------------: “Iraqi literature,” Encyclopedia of World Literature in the 20th Century. Vol 2. New York: 1982. pp. 456 - 458.

25- Alwan, Mohammed B. : “A bibliography of modern Arabic poetry in English translation,” Middle East Journal, 27 (1973) 373-381, esp. p.378.

26- Anderson, Margaret: Arabic materials in English translation. A bibliography of works from the Pre-Islamic period to 1977. Boston: 1980. p.198.

27- El-Azma, Nazeer: “Free verse in modern Arabic literature,” Ph.D. Dissertation, Indiana University, Bloomington. 1969. pp. 77-82, 114 - 119.

28- Badawi, M.M.: An anthology of modern Arabic poetry. Beirut / Oxford: 1970. pp. xix-xx, xxxv.

29---------------------: “Convention and revolt in modern Arabic poetry,” Arabic poetry: Theory and development. ed. G. E. von Grunebaum. Wiesbaden: 1973. pp.181 - 208, esp. p. 203.

30---------------------: A critical introduction to modern Arabic poetry. Cambridge, England: 1975 . pp. 228 - 230.

31- Bellamy, James A. et al.: Contemporary Arabic Readers. V. Modern Arabic poetry. Ann Arbor : 1966. p. 217 (part 2).

32- Berque, Jacques: Cultural expression in Arab society today. tr. Robert W. Stokey. Austin: 1978. pp. 270, 272. 275, 289, 291, 300.

33. Boullata, Issa J.: Modern Arab poets : 1950 - 1975. Washington, D. C. 1976 . pp. 11 - 13, 157 - 158.

34- Boullata, Kamal. ed.: Women of the Fertile Crescent: Modern poetry by Arab women. Washington, D. C.: 1978. pp. 13-22.

35- Fernea, Elizabeth & Bezirgan Basima Q.: Middle Eastern Muslim women speak. Austin: 1977. pp. 331 - 349.

36. Harris, George L.: Iraq: Its people, its society, its culture. New Haven: 1958. p. 289.

37- Haywood, John A.: Modern Arabic literature: 1800 - 1970. New York: 1972. pp. 184 - 185, 187.

38-Jayyusi, Salma Khadra: Trends and movements in modern Arabic poetry. Leiden: 1977. See Index, pp. 865 - 866.

39-Khouri, Mounah A.: “Lewis cAwad: A Forgotten Pioneer of the Free Verse movement,” Journal of Arabic Literature, 1 (1970) pp. 137-144, esp. 138-139, 143. Reprinted in Issa J. Boullata (ed). Critical perspectives on modern Arabic Literature. Washington, D. C.: 1980. pp. 206 - 213.

40- Khouri, Mounah A. & Algar, Hamid.: Ed. & tr. An anthology of modern Arabic poetry. Berkeley: 1974. pp.15-17, 78-81, 240.

41- Khouri, Mounah A.: “Prose poetry: A radical transformation in contemporary Arabic poetry,” Edibyat 1 (1976) pp.127-149, esp. p.132. Reprinted in Boullata’s Critical perspectives.., 280-304.

42- Khulusi, S. A.: “Contemporary poetesses of Iraq,” Islamic Review, 38 (June, 1950) pp. 40-45, esp. pp. 42-44.

-43 -------------------: “Atika, a modern poetess,” Journal of the Royal Asiatic Society, 1950. pp. 149-157, esp. 149.

44- Al-Mala’ika, Nazik.: “Pour laver le déshonneur,” tr. p. Rossi, see 74: 209 - 210.

45---------------------------: “La douleur en chemin,” tr. V. Monteil, see 67: 100 - 109.

46---------------------------:“Funf gesange an den schmerz,” tr. Annemarie Schimmel. Fikr wa Fann, 1 (No. 2, 1963) pp. 34-35, 38-39.

47---------------------------: “Canciones para el dolor,” tr. L. Martinez Martin. See 61: 75- 82.

48---------------------------: “Sur la poésie libre,” tr. Anouar Abdel-Malek, see 16: 444 - 447.

49---------------------------: “Down hill.” The Arab world. 12 (October-November, 1966) p. 21. (a short story).

50---------------------------: “Jamais le visiteur,” & “Laver la honte,” tr. Luc Norin & Edouard Tarabay. See 72: 176 - 178.

51---------------------------: “The visitor who did not come,” Lotus: Afro-Asian Writings, 1 (Nos. 2 - 3, 1968) p. 123.

52---------------------------: “The top of the stairs,” tr. Nihad A. Salem. Afro-Asian poetry. Cairo: 1971. pp. 152-153.

53---------------------------: “Moonlight.” tr. Nihad A. Salem. Lotus: Afro-Asian Writings, (No. 16. 1973) pp. 138-139.

54---------------------------: “ Who am I ?,” tr. Mounah Khouri & Hamid Algar, see 40: 78 - 81. Reprinted in Fernea, see 35: 244.

55---------------------------: “The visitor who did not come,” tr. Shafiq Megally, Journal of Arabic literature, 7 (1976) p. 85.

56---------------------------: “Five songs to pain,” tr. Issa Boullata, see 33: 11-13.

57---------------------------: “The beginnings of the free verse movement,” tr. Elizabeth Fernea and Basima Bezirgan, see 35: 232-243.

58---------------------------: “The viper,” tr. Elizabeth Fernea and Basima Bezirgan. see 35: 245 - 247.

59---------------------------: “I am”, “Insignificant woman”, “My silence”, “Washing off disgrace”, “Jamila”, Tr. Kamal Boullata, see 34: 17 - 22.

60--------------------------: “Washing off disgrace”, “Jamila”, “My silence” tr. Kamal Boullata. Arab Perspectives, 1 (No. 4, July, 1980) pp. 45-46.

61. Martinez Martin, L.: “Nazik al-Mala’ika,” Cuadernos de la Biblioteca Espaٌola de Tetuan. 2 (1964) 75 - 82.

62-----------------------------: Antologia de poesia arabe contemporanea. Madrid: 1972. pp. 179-180.

63Matinez Motavez, Pedro: Poesia arabe contemporanea. Madrid: 1958. pp.260-261.

64-------------------------------: “ Aspectos de la actual literatura feminina arabe.” Almenara 1 (1971) 85 - 110.

65-------------------------------: “(ed.) Literatura Iraqui contemporanea. Madrid: 1973. 2nd. edition. 1977. pp. 65-68, 155-156, 373-385.

66-------------------------------: Introducciَn a la literatura arabe moderna. Madrid: 1974. pp. 174-204.

67- Monteil, Vincent: Anthologie bilingue de la littérature arabe contemporaine. Beirut: 1961. pp. 99 - 109.

68- Moreh, S.: “Nazik al-Mala’ika and al-shicr al-hurr in modern Arabic literature,” Asian and African Studies, 4 (1968) 57-84. Reprinted in his Modern Arabic poetry. (see below) pp. 198 - 215.

69----------------: “The influence of Western poetry and particularly T. S. Eliot on modern Arabic poetry,” Asian and African Studies, 5 (1969) 1-50. Reprinted in his Modern Arabic poetry. (see below) pp. 216-266.

70----------------: Modern Arabic poetry 1800 - 1970: The development of its forms and themes under the influence of Western Literature. Leiden: 1979. See Index p. 349 and pp. 213, 214, 215.

71----------------: “Technique and form in modern Arabic poetry up to World War II,” Studies in memory of G. Wiet. Ed. M. Rosen-Ayalon. Jerusalem : 1977. pp. 415-434.

72- Norin, Luc & Tarabay, Eduard. Eds.: Anthologie de la littérature arabe contemporaine. III. La poésie. Paris: 1967. pp. 23, 176-178.

73- Rejwan, Nissim: “Rejecting Europe’s cultural influence: Protest of an Iraqi poetess.” Jewish Observer and Middle East Review, 15 (No. 22, June 3, 1966) 16-17.

64- Rossi, Pierre: “Impressions sur la poésie d’Irak. Jawahiri, Mardan, Nazik al-Mala’ika, Bayati,” Orient, (No. 12, 1959) pp. 199-212.

65- Sfeir, George: “Writers in Arabic,” The New York Times Book Review, (September 23, 1961) pp. 48-49.

66- Stewart, Desmond: “Contacts with Arab writers,” Middle East-Forum. 37 (January 1961) pp. 19-21.

67- Vernet, Juan: Literatura rabe. Barcelona: 1968. pp. 212-245.

68- Wiet, Gaston: Introduction a la littérature arabe. Paris: 1966. pp. 301, 303.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم