صحيفة المثقف

صادق السامرائي: إسحاق بن عمران رائد الطب النفسي!!

صادق السامرائيإسحاق بن عمران، ويُقال أنه مولود في سامراء، المتوفي (294) هجرية، طبيب مشهور وعالم يُعرف بلقب (سم الساعة) .

وإن صح مولده في سامراء فأنه قد ولد بعد (222) هجرية.

ويعتبر من أوائل الذين وصفوا الحالات الإكتئابية البسيطة والمعقدة، ومن رواد أطباء النفس الذين إهتموا بدراسة الأحوال النفسية والعقلية، والذين أحدثوا تحولات حقيقية في الطب بالقيروان.

كان طبيبا حاذقا متميزا بتأليف الأدوية المركبة، بصيرا بتفرقة العلل، إشتهر بعلمه وجودة قريحته، واستوطن القيروان حينا.

ذكر إبن جلجل:

" إن إسحاق ين عمران مسلم النحلة بغدادي الأصل، رحل إلى أفريقيا في دولة زياد الله بن الأغلب التميمي (290 - 304) هجرية ..."

ويُذكر أن الأمير إبراهيم الثاني الأغلبي (235 - 289) هجرية .هو الذي إستقدمه لإفريقيا سنة (264) هجرية، وهذا أكثر قبولا فربما قدم أفريقيا في العقد الرابع من عمره.

قتله زياد الله بفصده في ذراعه فسال دمه حتى مات وصلبه لفترة بعد ذلك.

وكان عليه أن يتقي شر من أحسن إليه، وأن لا يقترب من الكراسي لأنها غادرة ملعونة مجنونة.

مؤلفتنه:

العروف بنزهة النفس، داء المالنخوليا، الفصد، النبض، الأدوية المفردة، العنصر والتمام في الطب، مقالة في الإستسقاء والقولنج، تدبير الأمراض الحادة، وكتاب في البول، وكتب ومقالات أخرى.

ويُذكر أنه المؤسس الأول للمدرسة الطبية في ربوع أفريقيا.

ومن تقييم سلوك زياد الله مع إسحاق بن عمران، أنه كان مصابا بداء الشك الشدسد، البرانويا، وما فطن إسحاق إلى ذلك فكان ضحية سهلة لهذا الأمير المثاب بلوثة عقلية.

تلاميذه:

علي بن إسحاق، زياد بن خلدون، إسحاق بن سليمان الوافد، أبا بكر محمد بن الجزار.

وقال عنه إبن أبي أصيبعة:

" وبه ظهر الطب في المغرب وعرفت الفلسفة، وكان طبيبا حاذقا متميزا بتاليف الأدوية المركبة، بصيرا بتفرقة العلل، أسبه الأوائب في عمله وجودة قريحته".

مسألتان

التقرب من السلطان والطمع من أخطر ما يواجه العقول المبدعة، لأن الكراسي فيها أسخاص غادرة وطائشة ومستبدة ولا ترحم، وذات أمزجة حادة لا تقبل العذر، وترى الأمور بمنظار الزور والشك الأثيم.

وتفسر السلوكيات وحتى النظرات وفقا لمنطوق المؤامرة والعدوان عليها.

وهذا ما أدى إلى النهاية المأساوية لإبنن عمران.

الطبيب النفسي

إبن عمران طبيب نفسي وضع الأسس لأمراض الإكتئاب والوسواس ومعالجاتها، وقد أخطأ في فهم نفسية قاتله، وما تحذر منه وتوقاه، وما فطن لمرضه وقسوته ونزقه لسفك الدماء.

فكان ضحية علمه وجهله من شدة علمه وتوهج ذكره.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم