صحيفة المثقف

اياد الزهيري: الاله في الحضارة اليونانية القديمة (5)

اياد الزهيريتبقى مسألة الاله مسأله جوهرية في حياة الشعوب قديماً وحديثاً، وبما أن موضوعنا عن الاله في الشعوب القديمة، لذا سيكون محور بحثنا هو أستجابة الأنسان اليوناني القديم لمسألة الآله، بعد ما قدمنا شرح عن الشعوب الرافدينية والمصرية والسورية والعربية القديمة وعلاقتهم بالاله، وكيف تعاملوا مع فكرة الاله؟، وما هو موقفهم منه؟، وكيف ينظرون اليه؟، وما هو سلوكهم أتجاهه؟. واليونانيون القدامى، هم كغيرهم من الشعوب القديمه لهم تصوراتهم ومواقفهم أتجاهه، وقد مثلوا تصوراتهم بميثلوجيا خاصه بهم، ومن خلال التطرق الى الميثلوجيا الأغريقية سنتعرف على العقل الأغريقي القديم، وما تمخض عنه من تصورات ألتمست من الأسطورة كمجال تجسد فيه ما توصل لها فكرهم حول المسبب الحقيقي للكون، وعن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء المظاهر الكونية التي لفتت نظرهم، وما أنعكست عليه من مخاوف أزاء الكثير من مظاهرها المرعبة، وما تخفي وراءها من أسرار مجهولة بالنسبة لهم، كما أن اليوناني القديم كغيره من أنسان الحضارات الآخرى القديمه والمجاورة له . أعتقد بوجود أرواح وقوى غير مرئية تحرك العالم وتوجهه بأتجاه أرادتها . هذا الأنسان اليوناني وبفعل دافع الفضول والحاجه والخوف، والرغبة بجلب المنافع، ودرء المخاطر، ذهب بالبحث الى معرفة مكمن الأسرار التي تقع وراء ما يشاهده من مظاهر كونية، وبما أن أنسان ذلك العصر، يعيش مرحلة الطفولة العقلية، ولم يختزن تجربة علمية كبيرة، لذا أتجه الى تبنى الفكر الأسطوري القائم على أساس التخيل في أستنطاق السبب، والذي ينطلق من معلوم الى سبب عجز بالظفر به عقلياً بسبب قصور أدواته المعرفية، فسرح مضطراً الى عالم الخيال ليمسك بمسببات وأن كانت واهية، لكنه يجد فيها ما يروي ظمأ السؤال، ويهدأ روع نفسه، وضياع روحه التواقه للمعنى ، هذه المحاولة، طبعاً لا تخلو من ومضات منطقية، ولو كانت في مستويات بسيطة، ومن قَبيل مثلاً مبدأ السببية .

اليونان أو بالأخرى منطقة بحر أيجة كغيرها من مناطق العالم القديم طرأ عليها تغير ديموغرافي بفعل الهجرات التي جاءت أليها من مناطق أخرى من العالم، وقد حصل في الألف الثاني ق.م أستناداً لبعض المصادر التاريخية . وقد حصل للأراضي اليونانية كما حصل للأراضي المصرية القديمة عندما جاءت الى مصر أقوام من جهة الشرق وأقامت بمنطقة الدلتا، حيث أقاموا مع السكان الأصلين الديانة والدولة القديمة لمصر، فقد جاءت هجرات من جهة الشرق والشمال الى أرض اليونان وأقاموا هؤلاء بين ظهراني الأقوام القديمة، وقد حملوا هؤلاء المستوطنون من ضمن ما حملوا هو أعتقاداتهم الدينيه، فقد جلبوا معهم على سبيل المثال عبادة الالهه (زيوس، وجوبيتر الروماني الأصل)، كما جلبت الأقوام المهاجرة الى مصر من المشرق عبادة الاله حورس، كما ذكرنا ذلك في حلقات سابقة . السكان الأصليون لليونان لهم كذلك متبنياتهم العقائدية في مسأل الاله، ولهم ألهتهم الخاصة بهم، مما شكل توليفه من الآلهة ساهمت بتشكيل بانثيون يوناني يمثل مجمع الآلهه اليونانية. فمثلاً على سبيل المثال الذي يبين هذه المزاوجة بين آلهة الأقوام المهاجرة والأصلية هو زواج اله الأقوام المهاجرة زيوس، بالأضافة لزوجته الأصلية هو أقترانه مع آلهة أقوام اليونان القديمة والتي هي الآلهه (هيرا) .

التاريخ نقل لنا الكثير من المعلومات عن التاريخ اليوناني القديم ومنها الأساطير اليونانية القديمة والتي مثلت عصارة الفكر اليوناني القديم، ولكن لا أحد يدعي أن كل ما وصل هو يمثل الصورة الكاملة للحياة اليونانية القديمة بكل أبعادها وأنساقها المعرفيه والدينية، وبما أن موضوعنا هو الاله، فأننا سنبحث في الأسطورة التي تبحث في موضوع اللآلوهيه،لأن هناك أساطير تبحث عن الأبطال أيضاً، وهكذا الأساطير تتناول ما هو مفقود، ومحل تسائل لقضايا عصية على الفهم، لكن هناك ألحاح من قِبل البشر على أيجاد جواب عليها بأي شكل من الأشكال، لأن الحصول على جواب هو حجر الزاوية في أقامة برنامج حياته، لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يخرجها من عشوائية الحركة التي تؤدي حتماً الى الفوضى، وهذا الأمر هو من أكد أن الأنسان حيوان مفكر.

آمن الأنسان اليوناني القديم كغيره من الشعوب الأخرى القديمة مثل الأنسان السومري والبابلي والآشوري والمصري والسوري القديم بأن هناك قوى خفيه، وهذه القوى مرةً تكون كآلهه، ومرةً تكون كأرواح تحرك الظواهر الكونية بكل مستوياتها، سواء كانت كبيرة كخلق السماء والأرض والنجوم والكواكب والأنسان، والتي عللها بعلة الآلهه، فمثلاً جعل من الاله أورانوس وأعقبه زيوس كآلهه للسماء، وهناك اله للأرض وهي (كيا)، كما هناك اله للبحر وهو بوزيدون، وأن هرمس اله للرياح، وحماية المسافرين، وأفرودايت الة الحب والخصوبه، وكلوثو الة للأخلاق، حيث ما من ظاهرة كونية صغيرة أو كبيرة الا ولها اله يعتني بها، ويدير شؤنها . هذا التوزيع للآلهه متأتي من نظرة اليونانيين القدامى الى أن هذا الكون لا يمكن أدارته من قبل اله واحد، وهذه النظرة أتت من خلال عملية قياس فعل وقدرة الاله على الأنسان مع فارق الدرجه، وهي عين القياس الذي أستعمله المصريون والسومريون والسوريون في الحضارات الأخرى بأعتبار أن الأنسان هو أجل الكائنات وأعظمها قدراً وأن الأنسان خليق بالمقارنه مع الاله. هذا التخصص في أدارة شؤون العالم هو من فرض التعددية في الالوهيه، وهو الأساس الذي أُقيم من خلاله البانثيون اليوناني للالهه الأغريقيه، ولكن هذا البانثيون مقسم الى طبقات، تحتل الطبقة الأولى فيه الالهه الكبرى، وهي تمثل طبقه أرستقراطيه من حيث المكانه والوظيفة وطريقة العيش، ومن هذه الطبقة، الالهه (زيوس، أثينا، أبولو، هيسيتا، أفرودايت،أريس،أهيرا،هيفستوس أرتميس، ديمتر، هرمس، بوزيدون) وهم أثنا عشر اله، وهم يُدعون بالالهه الكبرى، ويتواجدون على قمة جبل الأوليمبوس، حيث يعيشوا هناك الى الأبد. وهم يُسمون أيضاً بالهة الأولمب . كما هناك أله تمثل الخط الثاني في التسلسل الهرمي للآلهه وهم يأتون بالدرجه الثانية بعد الأثنا عشر الأولى من الالهه، ونذكر بعض هؤلاء وهم كل من (هيمس، أيريس، غانيميد، هليوس، سيلين...) فنرى حتى تراتبية الالهه يشبه تراتبية المجتمع الأنساني آنذاك من الناحية الطبقية والمنزلة، وهذا دليل أخر على أستخدام القياس الأنساني وأسقاطه على الطبيعة الالهية، ولذلك تراهم في وصفهم حياة الالهه بأنهم يتزوجون، ويأكلون ويشربون، ويغضبون ويحقدون، ويتخاصمون مع بعضهم، ولهم أبناء . هذه النظرة يشتركون بها مع ديانات الحضارات الأخرى ( رافدينيه، مصرية، سوريه، عرب الجزيرة). بالرغم من وجود مجمع الالهه الا أن هناك آلهه تمثل القمة من بينها، ولها هيمنه أكبر على غيرها من الالهه الأخرى . هذه الآلهه الكبرى تمارس بسط أرادتها على باقي الالهه، وأن هناك حالة من التزاحم والصراعات البينيه، والتي تصل الى حد تهديدات بعضهم لبعض لغرض فرض الأرادة، وهذا الاله زيوس يهددهم محذراً أياهم من عصيانه وعدم أطاعته فيقول لهم مَوعداً (.. فلتحذر كل الالهة من محاولة أعاقة أرادتي...) (موسوعة تاريخ الأديان) فراس السواح. هنا ينبري زيوس لكي تكون له اليد المطلقة على باقي الالهه، وهذا ما حسمته الأديان التوحيدية بأتخاذ الهً واحداً لا شريك له (لو كان فيهما ألهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)، ولكن الميثلوجيا اليونانية لم تستطع التخلص من هذا الأشكال لنفس السبب الذي ذكرناه سابقاً، وهو أستعمال أداة القياس بأن الأنسان كنضير للآلهه مع وجود الفارق، كما أن العقل اليوناني لم يتطور الى حالة متقدمة من التجريد.

من الملاحظ كما أن الديانه المصرية أعطت للاله أوزوريوس الهيمنه والأشراف والرعايه للأخلاق، كذلك الأغريق كان الاله زيوس له نفس المهام، فهو من يمارس عملية التوازن والأنضباط والأستقرار على العالم . أن التراتبيه الالهية لا تقف عند زيوس، بل هناك اله فوقه، يهيمن كقوه مطلقة، يخضع لها الجميع، وهو الاله (موروس) وهو اله القدر. وهذا الآله حسب الأسطورة الأغريقية، هو من يقرر القرارات التي تحكم الكون، والتي يدير بها أمر العالم، وهي قرارات لا يمكن مخالفتها، لأنها تمثل الحكمة العليا، لذلك حتى الاله زيوس لا يتجرأ على تجاوزها، بل ويذعن لها . نلاحظ هنا حقيقه باديه للقاريء الكريم، هو أن الميثلوجيا اليونانية تقترب في تصوراتها للاله من مبدأ التوحيد، وذلك من خلال أيجاد رأس هرم لمجموع الالهه الذي تمثل البانثيون الالهي اليوناني . أن الفرق الذي حال دون وصول اليونانيون القدامى الى مرحلة التوحيد هو أنهم نشروا صفات الله من قدرة وقوة وخلق وجلال بين ألهه متعدده، بدل أن يجمعوها في ذات الهيه واحدة. أن التعددية تتضح أنها صفه مشتركه لكل الأديان اي أعتنقتها أقوام المنطقه الشرق أوسطيه والمناطق المجاورة لها وكأن هناك منسوباً عقلياً واحداً، لذا ترى أن ما أنتجته هذه العقليات المتجاوره من أساطير تنحو نفس المنحى في تفسيراتها للظاهره الكونيه، وفي تبنيها لفكرة التعددية الآلهية وأن أختلفت الأسماء لكنها تتفق بالوظائف .

نرجع الى الاله الأوسع شهرة، والأكثر قوة، (زيوس) والذي تبوء قمة الهرم في مجمع الالهه اليوناني . نرى أن الميثلوجيا اليونانية منحته صفات، مثل، كلية القدرة، وأنه يعلم كل شيء، وهو منبع بقية الالهه، وهو ملك حكيم، وأنه كان قادر على كل شيء، ويوزع الخير والشر بين البشر، وأنه رقيقاً وعطوفاً، وهو من يمنع الأخطار عن بني البشر، ويحمي الضعيف والفقير، ويؤدب الشرير(موسوعة تاريخ الأديان، الجزء 3) فراس السواح. لو دققنا بهذه الصفات التي ذكرناها أعلاه لنراها هي من بين كثير من صفات الذات الالهيه في الديانات التوحيدية، وهذا يمثل توق وتطلع الأنسان الى اله يتصف بهذه الصفات لكي يكون حامياً للعدالة ومانحاً للرحمة التي يكون الأنسان في أمس الحاجة أليها، وهو يعيش في وسط تحف فيه المخاوف والشرور والمظالم . أن الأسطورة هي أستجابة لحاجة نفسية تختلج في باطن الأنسان، يتطلع الى من يلبيها، لتكون مصدر سلواه ومنبع أطمئنانه . وأنا قد أشرت في مباحث سابقة أن كل حاجة حقيقية تنبع من داخل الأنسان، يكون لها وجود خارجي حقيقي، وبما أن الأنسان تتملكه حاجة ملحة للخالق، وهذه الحاجة نفسية وروحية وعقلية، أذن لابد من وجود لهذا الاله، وما تعلق الأنسانية منذ فجر التاريخ ليومنا هذا بهذا الوجود الالهي الا دليل على الحقيقة الثابته والأزلية لهذه الحاجة، ولا يلبيها، ويشبعها، ويطمئنها، الا الذات الالهية (الله سبحانة وتعالى)، ولكن دَوّن التاريخ الأنساني الكثير من المحاولات الأنسانية بطرق البحث عن الله، وسلكت مذاهب كثيرة، وطرق عديدة، وقد أقتربت أحياناً واحياناً أخرى أبتعدت، ولكنها أخطأت الهدف، لأن هذا الموضوع يحتاج الى حبل سماوي، وبوصلة سماوية ترسيه الى مرفأ الأيمان الحقيقي، لأن هذه الحقيقة أكبر من قدرة الأنسان، وأن يكن الأنسان يدرك بعض آثارها (ويسألونك عن الروح، قل الروح من علم ربي، وما أَتيتم من العلم الا قليلاً). ففكرة الله موجوده في ضمير ووجدان وعقل كل بني البشر، وهذا لا يمنع من وجود شواذ، وهذه حالات الشواذ، سوف نتطرق اليها ونبين أسبابها في نهاية حلقاتنا هذه.

لقد عبرت الأسطورة اليونانية القديمة عن تصورات وحاجة ورغبة الأنسان الى اله يملي عليه وجودة، ولم يكتفي طبعاً بتصور هذا الوجود الماورائي البعيد، بل أراد الأقتراب منه، والتعرف أليه، لأنه هناك أحساس قوي بالحاجه اليه، لذلك، ولكي يتم هذا الأقتراب، ويتحقق هذا التواصل، عملت الميثلوجيا اليونانية على الأعتقاد بأن هناك شجرة بلوط في دودونا وظيفتها كمكان لنزول الوحي، حيث يترجم الرهبان حفيف أوراقها كرسائل وحي من قِبل الآلهه. وأن هذه الرسائل ضرورية لهم، فقد يأتون للدعاء والأبتهان هنا، في مقابل الأنتظار أن تأتيهم تنبوءات من قبل الآلهه تعلمهم عن المستقبل وما تحمل الأيام لهم من أحداث . لم تكتفي الأسطورة اليونانية بهذه الطريقة للأتصال بالاله بل زعمت بأن الاله زيوس قام بالزواج من نساء من بني البشر، لكي تولد أبناء نصفهم من الآلهه ونصف من البشر ليكونوا هم حلقة الوصل بين الالهه وبين عامة الناس، وهذا هو ما حصل عندما جاء هرقل كنتيجة لزواج زيوس من أمرأه أنسية. هكذا عبرت الميثلوجيا اليونانية عن أشواقها ورغبتها العارمة بالتقرب من الاله، لكي يسهل على الأنسان اليوناني القديم أن يديم التواصل مع الالهه، ويتلقى من التعليمات والضوابط التي تعينه على تسهيل مهمته بالحياة، لأن الأنسان اليوناني، يعتقد أن الالهه هي المشغل الحقيقي لكل ما يدور بالكون، خيره وشره . أن أهمية الالهه في الأسطورة اليونانية جاءت من طبيعة المهمات التي تضطلع بها نحو الكون ومنها البشر، ولذا سوف نذكر لمهمات ووظائف عدد من االالهه، لكي يتعرف القاريء سر أهتمام وألتصاق وشغف الأنسان اليوناني القديم بمجمع آلهته.

* الاله زيوس: هو رب الأرباب، واله الأرض والسماء، وهو من بيده قوى الرعد والبرق والمطر وقوى الطبيعة الأخرى.

* هيرا: الاله التي ترعى الزواج والأمومة.

* أثينا الالهه التي ترعى الفنون والسلام، وكذلك هي الهه للذكاء، كما هي الهه محاربه، حيث تقوم بتقديم العون للمحاربين، وهي تحمي الصناعات وشفيعة النحاتين والمعماريين، وحامية الأبطال.

* أبولو: اله النور، وهو من تجعل الأثمار تنضج، وهو من يحمي المحاصيل الزراعية بقضاءه على الفئران وطرد الجراد.

* أرتميس: اله يرعى الزراعة والصيد والغابات .

* هرمس: فهو حامي قطعان اليونانيين ومرشدهم في ترحالهم، ومساعدهم في شؤون حياتهم، كما أنه يهتم بالعالم الأسفل، حيث يرشد أرواح الموتى الى مثواها الأخير.

* أفرودايت: اله الحب والخصب، وهي شبيه بعشتار الرافدينيه وعشتارت السورية.

* أيروس: أعطت الميثلوجيا اليونانية لهذا الاله صفه شبه تجريديه وأنه يمثل قوة كونية، وأن دوره تنسيق العناصر التي تؤلف الكون عند البدايات الأولى لظهور الكون من حالة العماء الأولى.

* بوزيدون: اله الخلق.

* ثيميس : يحمي العدل والنظام ويعاقب المذنب.

*هليوس: اله النور، الذي يرى كل شيء والمعصوم من الخطأ، وهو من يكشف الجرائم، ولا يخفى عليه شيء.

*جيا (كيا) وهي الالهه الأم، وهي تمثل الأر.ض وخالقة الكائنات كلها.

*هيقاني: يمنح البشر الثراء والنصر والحكمه.

*بان: يسمى بالاله الكوني والكل العظيم .

وبما أن الديانه اليونانية القديمة، هي ديانة تقوم على نظام تعدد الالهه، فلا شك هناك الكثير من هذه الالهه لمن يُريد معرفة المزيد منها، فهناك الكثير من المصادر التي يجد فيها القارئ الكثير من التفصيل. لو دققنا في مجموع وظائف هذه الالهه، لودنا أنها تركز على الخلق والحمايه، والشفاء من المرض، ومصدر الحكمة، والعدل والنظام ومعاقبة المذنب، والخلود، والرحمة والراعي للبشريه من خلال خلقه ورعايته للبر والبحر والمزروعات والحيوانات، وهو الحاكم بالعالم السفلي (الآخر) . هذه الصفات قد وزعتها الميثلوجيا الأغريقية على عدة آلهه، وألتمسوا لها علاقات تواصل مع البشر، سواء عن طريق حفيف أوراق شجرة البلوط في دورونا أو عند طريق أنصاف الآلهه والبشر مثل هرقل، فهذه الصورة للآلهه تقتبرب بشكل كبير من مبدأ ضرورة وجود خالق لهذا الكون في تصورهم، كما صوروا ضرورة أيجاد صلة وصل معه، وأن كان ذلك بطريقتهم الخاصه والقائمة على محض الخيال الممزوج بشيء من المنطق العقلي. أن هذه الصورة التي قدمتها الميثلوجيا اليونانية هي رحلة بحث عن الله التي قالت به الأديان التوحيدية، ولكن ما أنتجته شطحات خيالهم من تصورات، هي حالة طبيعية، عندما تغيب عنهم رسائل الوحي الالهي، الذي جاءت به الرسالات السماوية. فهذه الميثلوجيا تقترب مرةً وتبتعد أخرى من الحقيقه السماوية .

الخلاصة:

1- هناك تعددية في الآلهه.

2- الاله يحمل رسالة أخلاقية.

3- الاله كائن خالد.

4- يشرف على الحياة وعلى العالم الأسفل (حياة ما بعد الموت).

5- يعيش الاله كالبشر وله الكثير من صفاتهم، الا أنه خالد، وذو قدرات فائقه.

6- تمثل الآلهه طبقه أرستقراطية .

7- الآلهه الأولى هو كيوس وهو يمثل حالة العماء الأولى، لم يكن له شكل معين ولا طبيعة معروفة، وهو من يمثل الأزل، وهو أساس العالم.

 

أياد الزهيري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم