صحيفة المثقف

ريكان ابراهيم: ما ظلَّ لعلم النفس

ريكان ابراهيمتتآمرُ الجيناتُ فيكَ على إعادةِ نفسِها

وتُورِّثُ الأجدادُ في الأباء أخطاءَ

السلوكْ ...

وتكونُ انتَ كما أبوكْ

غضَبٌ لكلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ

وتَطرفٌ في الرأي

تُشبِهُ فيهما مَنْ خلّفوكْ

فيحولُ قانونُ الوراثةِ دونَ فوزِكَ بالمُخيَّرْ

وتظلُّ انساناً مُسيَّرْ

ويموتُ علم النفس فيكَ فلا آستقرَّ

ولا تطوَّرْ

بمَ أستحثِّكَ ان تكونَ وانتَ أضعفُ مايكونْ

من أولِ التاريخِ دمْ

من أول الدنيا قتيل  يستغيثُ

بمتهِّمْ

انَّ الجريمةَ عينُها والمُجرمونَ هُمُ هُمُ

من أين يأتيك الخلاصُ من الرذيلةْ

ألديكَ ما يأتي على طرفِ اللسانِ

لكي تقولَهْ؟

هذي صحائِفُكَ التي تحكي مسيرتَكَ

الطويلةْ

مُتأبِّدٌ فيك العداءُ

بما يجرُّ  من الدماءِ ،فما الذي يبقى

لعلم النفسِ يوماً انْ يُزيلَهْ !

**

قد كان يمكنُ ان تكونَ كما تريدْ

حُريِّةٌ في الفكر والتعبير عنه في القريب

وفي البَعيِدْ وفي القديمِ وفي الجديدْ

لكنَّ فيكَ ثوابتَ  التفكيرِ تمحقُ ما يفيضُ

وما يزيدْ

**

هل انتَ حُرٌّ في اختِياركَ لونَ جِلدِكَ

والعيونْ؟

اين السلوكيونَ في ما يَدّعونْ؟

اين الذين يُحلِّلونَ سلوكَ مرضاهمْ

بما هم يشتهونْ؟

اين الغرائزُ حين يأكلُ بعضُها بعضاً فيذوي

سِحرُ يانعةِ الغصون؟

لم يبقَ منك لعلم نفسِكَ ما يُعالِجهُ ،فبعضٌ

صارَ مُلكاً للوراثةْ

وبقيةٌ أخرى تُراوِحُ بين تابوتِ المُسِّيرِ

والمُخيَّرْ

كُلُّ المضافِ الى المُضافِ اليهِ فيكَ

غدا مُكَّررْ

فبأي آلاءِ الجهالةِ تَدّعي انَّ الحصانةَ فيكَ

أكبرْ؟

***

د. ريكان ابراهيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم