صحيفة المثقف

صادق السامرائي: الطبيب إبن الأزرق!!

صادق السامرائيإبراهيم بن عبدالرحمن بن أبي بكر، عالم بالطب، يماني، عاش في القرن التاسع الهجري .

 إشتهر بكتابه (تسهيل المنافع في الطب والحكمة)، وهذا الكتاب تعود مخطوطاته للقرن الخامس عشر ميلادي، كتب فيه عن الإستطباب بالبذور والحبوب، بالإضافة إلى أطعمة أخرى وقيمتها الغذائية.

ينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء: (أشياء من علم الطبيعة، الحبوب وطبائع الأغذية والأدوية ومنافعها، ما يصح البدن في حال الصحة، علاج الأمراض الخاصة بكل عضو من أعضاء الجسم، علاج الأمراض العامة).

وإعتمد في الكتاب على مصادر مَن سبقه ككتب: الرحمة، برء الساعة، شفاء الأجسام، تذكرة السويدي.

مؤلفاته:

مغني اللبيب حيث لا يوجد الطبيب، تسهيل المنافع في الطب والحكمة.

لايُعرف كثيرا عن حياته وأساتذته وتلاميذه، لكنه إشتهر بكتابه المذكور أعلاه، وتميز عن أقرانه به، ويبدو أنه كان يميل إلى نشر الثقافة الطبية بين الناس، ومعاونتهم على معالجة أمراضهم بإعتمادهم على ما يذكره في كتابه، وذلك لندرة الأطباء، وعدم قدرة العامة للوصول إليهم.

وبهذا فهو من رواد التثقيف الطبي وإشاعة المعرفة الطبية الضرورية للحفاظ على صحة الأبدان.

ومن الواضح أنه لم يكتب للأطباء، أو كما نسميه كتبا أكاديمية، وإنما إستهدف تنمية الوعي الصحي وتقديم الدليل العلاجي للناس، فيرجعون إلى كتابه في مداواة أمراضهم، فكتابه هو الطبيب بغياب الطبيب.

وأنه من الذين مارسوا العلاج بالغذاء، وكما هي الحال في المجتمعات المعاصرة حيث الإهتمام الفائق بالأطعمة التي يمكنها أن تساعد في العلاجات، وبالعودة إلى كتبه يمكننا إستحضار الأدوية النباتية الطبيعية اللازمة لمعالجة العديد من الأمراض الشائعة.

وبهذا نرى السبق الحضاري عند العرب، ويأنهم من الرواد في ميادين العلوم والمعارف المتنوعة، وعلينا أن نكشف عن الجواهر العربية المطمورة في بطون الكتب، وخزائن المتاحف الساعية لتغيبها عن أنظار أهلها، فيتوهمون بأنهم عالة على الحضارات!!

فهل من يقظة حضارية ذات سطوغ؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم