صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: يوماً نشم القرنفلة الحمراء

سردار محمد سعيدفي ابتسامة (أحلام)

شيء لايوجد في الواقع

أعياني لامثيل له في بغداد أو الجزائرالحبيبة

في مدينة الشعلة أوالحرّاش

لا في شعارات الأحرار

ولا بنادق الثوارالتربة

من ابتسامة احلام تعلمت الصدق

غير الذي تعلمناه في المدرسة

غير امثلة الشرف الإصطبلية والعشائرية

علمتني أن للنفس فجورها وتقواها

وجدتني خائفاً أترقب

أبصرتها هلالاً في ذروة المنائر

يقف فوقها نسر ذهبي

جناحة الأيمن يظلل أحرار العراق

والشمال المجاهدين الجزائريين

خجلت منها وخانتني الرجولة

وكلها أنوثة

لم يستطع فاهي نطق أحبك

قالت

أما تعبت

سبعون عاماً تعانق الغصن العاقر

لاتفرط باغماضة جفن

 

 والرحم حجر

أصابعك استكانت للشوك

ترقب تفتح الوردة الحمراء

مرّ تاريخ وشاب الغصن

والنسر غادر

والهلال باق

والسعف يرتعش والعراجي ترتجف

ولم يتساقط الرطب

فيا لخيبة مريم

شلّت اليد وطمس البصر

لم تتعب ولم تشقى

تنتظر اللحظة الكبرى

لن تأتي فيم اصرارك

الرصاص يتهمر

الدماء ترقص

والقحوف تنطمر

تلك العاهر حاجبها لا يستقر

حولها قواد أشر

ينتظر مرور عربة شهوة

زجاجة خمر رديء

لفافة تبغ زقومية

يرقب الموائد والسيقان اللفاء

ويبصر صور العاريات في الجرائد

والأعجاز البربرية

رأيتك في مقهى اللوتس

وفي ديدوش مراد

وبقمة الوريط

مع فنجان القهوة المرة

تتمطقين كهرّة

تزيحين وجهك ويتبعني بصرك

لم نلتق مذ تعرى الغصن

وانكسرت الجرة

مذ كنت طفلة

طارد صدرك الندى مداعباً التين البريء

جاءت الشمس من أقصى الكون تسعى

تزسلتني فعفوت عن نفسي

أكنت غبياً

تبللت ثانية

دون مطر

فافترقنا

أنت تسعين للبلل

وأنا لتفتح القرنفلة الحمراء

ستعودين إمرأة

كأي امرأة

بلا أنوثة

***

سردار محمد سعيد

.........................

* احلام جزائرية واللوتس مقهى شهير وديدوش مراد مجاهد جزائري والوريط جبل بين مدينتي تلمسان وسيدي بلعباس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم