صحيفة المثقف
صالح الفهدي: كَيْفَ السَّبِيْلُ إِلَىْ وِصَالِكَ دُلَّنِيْ
تخميس قصيدة "يَاْ مَـنْ هَـوَاهُ أَعزَّهُ وَأَذَلَّنِي"
للإمام سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي
-ابن مؤسس الدولة البورسعيدية-
التخميس للدكتور صالح الفهدي
هَلَّ لِيْ وَقَدْ أَضْحَى الْجَفَاءُ يُعِلُّني
أَنْ أَرْتَجِيْ، فَأَقُولُ: لَيْتَ، لَعَلَّنِيْ
أُنْشِدْهُ وَالشِّعْرُ الْعَفِيْفُ يَحُفُّنِي:
يَاْ مَـنْ هَـوَاهُ أَعزَّهُ وَأَذَلَّنِي
كَيْفَ السَّبِيْلُ إِلَىْ وِصَالِكَ دُلَّنِيْ
خَلَّفْتَنِيْ دَمْعاً يَسِيلُ سَوَاجِماً
وَحَسِبْتُ أَنَّاْ فِي الْوِدَادِ تَوَائِماً
فَهَجَرْتَنِيْ مِنْ بَعْدِ صَفْوِكَ لَاْئِماً
وَتَرَكْتَنِيْ حَيْرَانَ صَبّاً هَائِماً
أَرْعَى النُّجُومَ وَأَنْتَ فِيْ نَوْمٍ هَنِيْ
أَقْسَمْتَ بِالْقَلْبِ الصَّفِيِّ وَمَاْ حَوَىْ
وَأَنَاْ جَهُولٌ بِالْفُؤَادِ وَمَا انْطَوَىْ
لَا النَّأْيُ يُجْفِيْنَاْ إِذَا شَطَّ النَّوَىْ
عَاهَدْتَنِيْ أَلَّاْ تَمِيْلَ عَنِ الْهَوَىْ
وَحَلَفْتَ لِيْ يَاْ غُصْنُ أَلَّاْ تَنْثَنِيْ
قَدْ تَشْتَهِيْ غُصْناً، وَتَأْلَفُ ظِلَّهُ
فَتَظُنُّهُ كَالرُّمْحِ يَسْمُقُ عَدْلُهُ
حَتَّىْ لَتَجْزِمَ قَدْ تَجَذَّرَ أَصْلُهُ
هَبَّ النَّسِيْمُ وَمَالَ غُصْنٌ مِثْلُهُ
أَيْنَ الزَّمَانُ وَأَيْنَ مَاْ عَاهَدْتَنِيْ؟!
مَاذَاْ عَسَانِيَ بَعْدَ إِذْ جَافَيْتَنِيْ
أَأَقُوْلُ أَنَّكَ بِالنَّوَىْ أَشْقَيْتَنِيْ
لَاْ بَلْ أَقُولُ بِمَا وَسِعْتُ:خَسِرْتَنِيْ
جَادَ الزَّمَانُ وَأَنْتَ مَاْ وَاصَلْتَنِيْ
يَاْ بَاخِلاً بِالْوَصْلِ أَنْتَ قَتَلْتَنِيْ
أَيْقَنْتُ أَنَّكَ بَعْدَ فَرْطِ صَبَابَتِيْ
أَلَّاْ تَكِلْنِــــيْ لِاسْتِبَاحَةِ شَامِـــــتِ
لَكِنْ أَبَحْتَ بِمَاْ جَنَيْتَ سَلَامَتِيْ
وَاصَلْتَنِيْ حَتَّىْ مَلَكْتَ حَشَاشَتِيْ
وَرَجَعْتَ مِنْ بَعْدِ الْوِصَالِ هَجَرْتَنِيْ
أَشْعَلْتَ جَوْفِيْ بِالْغَرَامِ إِذِ اسْتَوَىْ
جَمْرُ التَّنَغُّصِ بِالْهَنَاءَةِ إِنْ كَوَىْ
أَوْثَقْتَنِيْ حَتَّىْ تَسَعَّرَ بِيَ الْجَــــوَىْ
لَمَّاْ مَلَكْتَ قِيَادَ سِرِّيْ بِالْهَوَىْ
وَعَلِمْتَ أَنِّيَ عَاشِقٌ لَكَ خُنْتَنِيْ
هَذَا الْمَآَلُ، وَمَاْ حَسِبْتُكَ مُهْلِكِيْ
مِنْ بَعْدِ صَفْوٍ لِلْوِدَادِ، وَمُنْهِكِيْ
إِنِّيْ لَأَصْدَحُ بَعْدَ طولِ تهتُّكي
وَلَأَقْعُدَنَّ عَلَى الطَّرِيْقِ فَأَشْتَكِيْ
فِيْ زِيِّ مَظْلُــومٍ وَأَنْتَ ظَلَمْتَنِيْ
مَاذَاْ بِوَسْعِ الْعُوْدِ إِنْ هُوَ قَدْ ذَوَىْ
لَا الصَّبْرُ يُشْفِيْهِ، وَلَا الدَّمْعُ رَوَىْ
فَلَأَنْغُصَنَّ جَوَاكَ مِمَّــــــــاْ قَدْ حَوَىْ
وَلَأَشْكِيَنَّكَ عِنْدَ سُلْطَانِ الْهَوَىْ
لَيُعَذِّبَنَّــــــكَ مِثْلَ مـَــــاْ عَذَّبْتَـــــنِيْ
حَرَّانَ هَذَا الْقَلْبُ، آَلَمَهُ الشَّجَىْ
مِنْ خَائِنٍ أَبْلَاْهُ فِيْ طُوْلِ الرَّجَاْ
فَلَتَسْمَعَنَّ اللَّوْمَ إِنْ هُوَ قَدْ نَجَاْ
وَلَأَدْعِيَنَّ عَلَيْكَ فِيْ جُنْحِ الدُّجَىْ
فَعَسَاكَ تَبْلَىْ مِثْلَ مَاْ أَبْلَيْتَنِيْ
***
رابط القصيدة على قناة الدكتور صالح الفهدي بصوته: