صحيفة المثقف

صلاح حزام: الله ليس رجلاً شرقياً

صلاح حزامفي الأدب القرآني، "الله ليس كمِثلهِ شيء".. فهو لايشبه اي شيء نعرفه وهو (اي الله) لم يره أحد ..

لايشبه الذكور ولا الاناث ولا يشبه اي مخلوق آخر .. الدين يقول عنه انه قوة عظيمة لانعرف مواصفاتها .

عدم الشبه المقصود، حسب فهمي المتواضع، ليس في الشكل فقط، بل بالتفكير والنظر الى الأشياء .

بناء على ذلك، كيف يتجرأ البعض على إسقاط كل الصفات الذكورية على الله؟

وليس الذكورية العامة فقط بل الذكورية الشرقية! والاكثر تحديدا، انهم يسقطون عليه صفات الذكر العربي المسلم !!!

الفقه والتفسير عندما يصف الجنة، يصفها باعتبارها مكاناً لاستراحة الذكور فقط !!

لهم الحور العين ولهم الجواري ولهم كل شيء . اما الانثى فأنها اذا اراد الفقيه التصدّق عليها ومكافئتها، يجعلها من بين نساء زوجها في الجنة!!

ومن قال انها تريده ان يكون زوجها في الجنة؟ اذا كانت قد ذاقت منه الويل والثبور وعظائم الأمور في الدنيا؟

احياناً المرأة تنتظر الموت لكي تتخلص من الوحش الذي زوجوها له دون ارادتها، فكيف تتزوجه في الآخرة؟

اليس من حقها ان تطلب الزواج من رجل احبته في الدنيا وحرمتها التقاليد والتعسف منه؟

هل هذا عدل؟

هل الآخرة هي امتداد واستمرار لقيم وعلاقات وتقاليد الدنيا؟؟

اين هو الفرق أذن؟

لماذا يتخيّل البعض ان الله لديه نفس عقلية الرجل الشرقي؟؟

اليس الله هو القائل: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ)؟

يعتقدون ان الرجل يذهب الى الجنة وهو يحمل نفس عقلية الدنيا !! نفس الغيرة والحقد والأنانية والطغيان والاستبداد واحتقار المرأة..

ويعتقدون ان الله وتقديراً منه لاعمال الرجل الشرقي في الدنيا، سوف يجعل الجنة ساحة عظيمة لكي يلعب ويعبث فيها الرجل ويعود للسيادة على المرأة.

علماً ان الكثير من ممارسات الرجل الدنيوية في،الشرق بشكل خاص، سوف تُلقي به الى جهنم وبئس المصير

ويستحق عليها أشد انواع العذاب عند الله العادل.

اعرف نساء تزوجن وعشن الى الموت وهن يتلقين معاملة العبدة المملوكة.

 

د. صلاح حزام

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم