صحيفة المثقف

سامي عبد العال: نبيٌّ يبحثُ عن أتباعٍ !!

سامي عبد العال" نبيٌّ دون نبوةٍ "... تلك هي الماركة الأخيرة (البراند الثقافي cultural brand) التي أخذت في الانتشار لتجاوز أيديولوجيات الأديان وأزماتها، ولاسيما بعد ظهور الإرهاب وأعماله العنيفة. ماركة باتت مسجلة وشائعة عبر الوسائط والمواقع الافتراضية بعناوين (علمانية ودنيوية وإنسانية.. وحتى علميّة) داعية الناس إلى الالتفاف حولها. بكلمات واضحة، فإنَّ هذا الشخص أو ذاك الناقد للدين يجسد (ضمنياً) جميع صفات المتدينين (حتى وإنْ كان منكراً للإله) مع الزعم المُريح نفسياً بأنَّه لا يعترف بالأديان. فتجد المُلحد يعلن مواقفه الناقدة والمحلِّلة للمعتقدات صراحةً (خطاب الدعوة) ويقدم كلَّ العبارات المضمرة (خطاب الترويج) بأهمية جمْع أكبر قدر من التابعين والمريدين (خطاب التعبئة والحشد) وراء دعوته المفترضة (خطاب الأيديولوجيا) ، وذلك لتحرير البشر من غوائل الكراهية باسم الدين (خطاب الأخرويات) .

وإذا جمعنا حسابياً هذه الخطابات اللادينية (الدعوة والترويج والتعبئة والأيديولوجيا والأخرويات)، لوجدناها بالمعنى الحرفي ديناً في حد ذاته. هكذا يُظهر العنوان المطروح أعلاه: كيف يتعامل بعض اللا دينيين مع شؤون المقدس وتحولاتها في حياة الإنسان، إنْ لم يهدفوا إلى مساءلة أساسها التاريخي دون وعي. لأنَّ النبوة هي قناة الاتصال السري للاعتراف بوجود الإله حصراً من زاوية الخلْق والوحي وعلاقة الأرض بالسماء وصولاً إلى الاعتراف بسلسلة الأنبياء عبر تاريخ البشر. ومن جهة أخرى سيُظهر هذا الموقف (نبي دون نبوةٍ) مقدار الهشاشة الفكرية لمدِّعى الالحاد، كأنه ديانة أو عقيدة أو أيديولوجيا أو مذهب أو نحلة أو تنظيم سري!!

وفي هذا الحال تلتف دلالة الدين حول عنق المُلحد مرة أخرى، وقد يُعدِّم خصوبة الأفكار التي يروج لها جاعلاً الموقف برمة مرتعاً للسذاجة والسخرية. ويثبت بنفسه كون الإلحاد لا يستطيع الخروج من أقطار الأديان، لأنَّه موقف مازال حتى اللحظة داخلها وليس خارجها ولو بشكل غير مباشرٍ. ولذلك يستحيل ثقافياً الخروج من الأديان كما يُقال، لأنك كملحد منافح عن وجوده إزاء الأديان لابد أن تختار موقعاً معيناً في آفاقها رابطاً إياه بالسياق الذي تنتقده وواضعاً له في الحسبان دائماً. وهذا معناه بالتحديد:" أنَّ كل إلحاد هو فهم مقلوب مخاتل للدين بمنطق الدين نفسه"!!

تشمل النبوة كما هو معروف طرفين متباعدين، أحدهما متعالٍ فوق الإدراك (مصدر الوحي) بينما الثاني (النبي) ينقل رسالته إلى الآخرين. لكن في وجود المجتمعات الإنسانية يصبح الطرفان ثلاثةَ أطرافٍ معاً: الإله - النبي- البشر. وتمثل هذه العلاقة إقراراً بحدودها القصوى التي تشمل حتى الموقف من الكائنات والأشياء على امتداد الخط، ذلك تبعاً لكون التعاليم والنصوص المُرسلَّة تحددُ الرؤى الخاصة بالحياة والعالم.

أيضاً بعض العنوان السابق يتحرش بما له علاقة بالسماء من باب الرغبة في التمرد والخروج عن المألوف ليس إلاَّ. وهو من الطرافة بمكان لدرجة وجود تحولات جوهرية لمفهوم النبوة وأتباعها وحقيقتها والحوارات التي أحيطت بها، سواء أكانت متمثلة في أشخاص ادعوا النبوة أم في ظروف تاريخية ألقت ريباً عليها رأساً أم في الرسالة التي تحملها إلى الناس. وقد جاء الملحدون كمصطلح تحت المساءلة الفكرية باختلاف أنماطهم رموزاً لتك القضية الشائكة. فلو كانوا أناساً مؤمنين بالرسالات، لكانت تبعات الدين أسهل بالنسبة إليهم، ولكن الإلحاد يجعل الإنسان إشكالياً على صعيد ذاته في إطار الدين، وتباعاً على صعيد أساليب التفكير والدفاع الفلسفي واللغوي عن الآراء والمواقف.

وسيدرك الملحد أنَّ الدين ليس بالسهولة التي يخضع بها للرفض والإنكار، لأنَّ أي (إنكار) من هذا القبيل لا يُخرج أصحابه من مجال ما ينكرونه، ولكنه يجدد الأسئلة الجوهرية لما يعتقدون ويحوِّل هذا الاعتقاد إلى توجُه مماثل تماماً. وهو ما يجعل الإلحاد دوماً ظاهرة بلا مضمون حقيقي، بل غالباً ما يدفعها للتخفي في الأشكال البراقة للأقوال والشعارات لدرجة أن تكون علامة رائجة للفت الأنظار. وربما تقع في فخ الممارسات التي تدافع عن نفسها دون مبرر.

لعلَّ أعمق تحدي لمفاهيم " الإنسانية / العلمانية / الدنيوية " هي وجود مقولات الدين، تلك التي تشهد تجريفاً وحفراً في محتواها الماورائي كي يجد هذا الإنسان أو ذاك موطئ قدم خارجها. وأقول أعمق لأنَّ التحدي المنكِّر لها أصبح على صعيد التأسيس لا مجرد التعلق بالنتائج. ومن ثمّ فأن المفاهيم السابقة (الإنسانية والعلمانية والدنيوية) لا تخلو بسهولة من الآثار المضادة المترتبة على نقد الدين. فما بالنا إذا جاء رفضها (مقولات الدين) إجمالياً باعتبار أن المنكر للأديان لا يكف عن اعلان التمرد والزعم بكونه يبحث عن مريدين (قُرّاء- متابعين) يفهمونه ويتعقلون ويمارسون ما يقول!!

وما أكثر هؤلاء الذين يتبنون وجهات نظر منكرة للأديان باحثين عن الترويج بمنطق المؤمنين المؤدلّجين أنفسهم كما أشرت... وهذه مفارقة الإلحاد الكأداء التي لم يستطع التخلص منها حتى اللحظة غرباً وشرقاً، وإلاَّ فمن استطاع ذلك حقاً وبشكل أصيل؟! وهنا التحدي التاريخي كامن في جنس (الاعتقاد ذاته) وجذوره الإنسانية. والمدهش أنَّ (الاعتقاد في الإلحاد) سيجر صاحبه مرةً أخرى إلى خانة الدين من باب خلفي، لأن الإلحاد لن يستطيع تجاوز حدود الأديان وإن رفضها قصداً، فهو من طبيعة هذه الأديان تماماً مثل فكرة الرغبة سلباً وإجاباً. فالرغبات الإنسانية ليس لها نقيض خارجها، لكن سنجد كل النقائض التي تبدو في هذا المضمار مكونة من نسيجها ذاته، فالحب على سبيل المثال هو من جنس الكراهية والكراهية هي من قلب الحب... وهكذا، لدرجة أنَّ الحب عند علماء النفس ينطوي على الازدواج المراوغ بين (الرغبة في والعزوف عن)، وهما وجهان يعكسان البنية النفسية ذاتها.

وفوق هذا وذلك عادة ما جاء رفض مقولات الدين من الداخل الملاصق للاعتقاد. كأنَّ الرافض لا يذهب بعيداً ولا يستطيع، لكنه يدفع عربة ضخمة بحجم التاريخ البشري إلى الآن، إلى الغد (عربة الدين) . ظناً بأنَّ سحبها من موضعٍ (الاعتراف) إلى موضع آخر (الإنكار) سيحل المعضلة التاريخية حول الاعتقاد والإيمان. وهو يقصد شيئاً معيناً مؤداه أن ترك العربة الكونية (بعيداً عن المجتمعات) قد لا يدفعها لدهس معارضيها كحال الجماعات الدينية المتطرفة. فهؤلاء المتطرفون بمثابة إطارات العربة الطائشة دينياً التي تقتل من يخالفها نتيجة غياب الكوابح والخطوط الواضحة للسير والانطلاق.

إن قضية" نبي يبحث عن أتباع" من الخطورة بمكان بحيث ينبغي معرفة علامات الاستفهام القابعة في جوفها. وليس الأمر مجرد قلب الصورة (وضعية النبي المقدسة) في شكل بشري راهن أو غير راهن (الملحد النبي) . فلئن جرى هذا العمل السطحي، لن يتم لصالح الإنسان الحائر بحال. لأن المقولات الدينية مجرد جزء من خريطة غارقة في جميع التفاصيل كجبل الثلج الغارق بأعماق المياه. والاستدارة حول الجبل لا تعني تجاوزاً له ولا خرقاً لإياه بأي معنى من المعاني. إن تفتيت هذا الجبل الضخم يحتاج تقنيات حياتية ودنيوية أكثر حنكة، ويفترض رؤية فلسفية تنفذ إليه من الداخل إلى الخارج. وليس تكراراً دنيوياً له بمعطى ثان أو ثالث أو رابع. إن المصطلحات اللاهوتية- العلمانية ذاتها (الملحد – النبي – الأتباع- القراء) لم تتخلى عنها البشرية، وهي كفيلة باجترار بقايا الاعتقاد وتخليق نواة تالية تستجمع كافة تراث الأديان.

إنَّ التعامل مع الدين تحديداً يختلف عن التعامل مع أية قضايا أخرى. هكذا قبل كل شيء ينبغي التساؤل: كيف يفرِّغ ضمنياً الإنسان مقولات النبوة بلا سقف ميتافيزيقي؟ ولماذا يصعب التخلص من دروبها الخفية؟ وبأي طرائق يستطيع الإنسان تجاوزها لو كان ذلك كذلك؟ وهل يمكن ترويضها بالطريقة التي تأسست بها؟ أما الخطوة الأبعد فهي: كيف نتناول (فكرة النبوة) بشكل نقدي جذري لا بشكل ادعائي؟

فالنبوة مقولة عابرة للتاريخ والمجتمعات. إنها قارَّة في أعماق المجتمعات الإنسانية وسواها تحت أسماء مختلفة (في المعرفة، العلم، الشعر، الفلسفة، الحكمة) . وربما تعد نموذجاً دلالياً يُطرح على طاولة التقمص ضمن إهاب السلطة والقوة والعبقرية والإلهام والمذاهب والطوائف. في المقابل يخُص الإله نفسه فقط بإرسال الأنبياء إلى البشر. وهو اختيار خارج قدرة البشر على الاختيار أصلاً. وبالتأكيد يعتبر الوحي (بألف ولام التعريف) من متعلقات الإله دون سواه. ويمثل رجوعاً إلى حاضنته الميتافيزيقية عند الاعتراف برسالاته المتعاقبة خلال عصور التاريخ. لدرجة أن هذا الوضع راسخ في مجمل الثقافات القديمة والحديثة. ليس ذلك دفاعاً عن النبوة أو انكارها، بل تأكيداً وكشفاً لطبيعة عملها على صعيد اللاوعي الجمعي.

إذن بالنسبة للديانات لم تكن النبوة لتأتي اتفاقاً بناء على رغبة صاحبها. هكذا كانت طوال مسار الوحي، حيث يأتي نبي ليخبر قومه بكونه مُرسلَّاً من قبل الله. والمعروف أنه يحمل علامات بعينها سواء إذا كانت معجزات تخترق قوانين الطبيعة أم رسالة تتحدى سواها أم علامات تحقق شيئاً لا يقدر عليه البشر. والرسالة غالباً عبارة عن كتاب تعاليم ومبادئ وأخلاقيات هي الأهم في حياة النبي الجديد إزاء قومه. وكذلك يضع النبي جميع الناس دون استثناء في اختبار خطير بواقع التحولات التي ستحدث. فهم قد يتحينون ظهوره بناء على إمارات كونية وبشرية معينة كما جرى بصدد المسيح ونبي الاسلام وما سبقهما. وفي الحالين قيل بوجود ارتباط بينهما وبين إشارات كونية كظهور بعض النجوم والكواكب.

من جهة أخرى: هل تحتم الاوضاع المزرية التي يعانيها الناس نبياً جديداً؟ ربما هذا السؤال يحتاج إلى ضرورة وجود حياة مختلفة لا التطلع إلى رسالة مختلفة، لأنَّ الحل الأخير (أي الرسالة المختلفة) لن يقدم شيئاً مغايراً، بل ربما سيكون هو الأسوأ مقارنة بسواه من الحلول. فقد لا يأخذ الناس بكلام الرسالة الجديدة ولا بتعاليمها، على غرار القول الشائع" المشرحة مليئة بالجثث"، فلا تأتي أنت كملحد وتزج بنفسك في الدائرة نفسها. إنهم هؤلاء الأنبياء الجدد باسم الالحاد (أو رافضو الدين) الباحثون عن رعايا وعبيد تاليين. جميع الكوارث في تاريخ البشر ارتكبت بأسماء الأنبياء وإن تناقضت مع رسالاتهم الأصلية.

أولاً: ستخلق تلك الفكرة باسم الإلحاد معاني (الطبقية اللاهوتية) ذاتها. فما سنراه تواً أن كل (نبي ملحد) سيبحث عن اتباع بحكم القول بمعرفة جديدة. وهذه الحالة أشبه بوضعية ثقافية تتأقلم مع الظروف الاجتماعية حتى النهاية كما نرى الآن في وسائل الاتصال والاعلام. ومن غير المجدي كون النبي من هذا الصنف لن يغدو عنيفاً ولا يمارس الاقصاء على الناس. لأن استعمال اللغة والأفكار سرعان ما ينحرف الفكر إلى الأخطاء والهوس بالهيمنة.

ثانياً: يستحيل التخلص من التاريخ الدموي للإنسان. فدعوة النبوة الجديدة لا تحذفه تماماً مثلما يظن البعض. وإلا لكانت النبوات التقليدية قد ألغت الديانات الأرضية والسماوية على حد سواء و لألغت نوازع الشرور والعدوانية. وهذا لم ولن يحدث، بل ازداد الناس (المؤمنون) تمسكاً بما لديهم من معتقدات قديمة. ومازالت الديانات تتراوح بين التناحر والتعايش في جميع بلدان العالم.

ثالثاً: سيخضع النبي الجديد إلى هيكل السلطة السائدة. فطالما قد احتفظ بحاشية النبوة على ما بها من حيثيات مغرية سيكون مصيره التقديس. وذلك في دوران بندولي لا ينتهي حول نواة الرسالة المبشر بها على أسنة الرفض والتمرد. وستصبح الجدة المبتغاة من ورائها هي مجرد تبديل اشخاص بأشخاص. وكأن النبوات الأرضية هي تبادل للكراسي الموسيقية ليس أكثر. إذن أين الانفتاح الإنساني مع التحطيم الداخلي لمركزية وأيديولوجيا الديانات؟!

رابعاً: بأي منطق سيكون فهم وتأثير الرسالة اللادينية الجديدة. فإذا كانت (النبوات السالفة) قائمة على الرؤى المصاحبة للحياة والآخرة، للثواب والعقاب، فما المنطق الجديد سوى السلب لثروات الديانات الأخرى رمزياً. فهل سيظل الملحد ينتقد ويندد بأفعال المتدينين دون تجاوزهم في ذاته؟

خامساً: يبدو أن الذهنية الدينية المؤدلجة ليست فقط هي ما تعلن عن إيمانها بالمعتقدات حتى وإن كانت خاطئة، بل هي تقولِّب سواها من ذهنيات على غرار ما تفعل. فهي لا تترك الملحدين وشأنَّهم إنما ستدفعهم نحو التمسك والتعلق بأساليبها المشابهة في تكوين الأفكار والخطابات. ولذلك تضمن تلك الذهنية أن تجد صورها المشوَّهة في أكثر المناطق نأياً عنها بحيث يضمن التشوه بدوره استحضار جوانب الأديان كلها. فما الحكمة عندئذ من العمل إلحادياً على غرار الأسس الدينية ثم الزعم بأنها أسس غير دينية؟

سادساً: هل الرسالة اللادينية الجديدة ستخلق إلهها كذلك. لأنَّ (النبوة في معناها التقليدي) لن تكون سوى بإله تم الاخبار بصفاته وأعماله في رسالات الانبياء. وحينئذ لا يحتمل الوضع أن يجري تجاوز النبوات القديمة أو يحدث أن يقارع أزمات البشر إلاَّ بسلطة ليست له كوسيط بشري. أي لابد أن تكون هناك سلطة الإله كسلطة خارج نطاق الحياة الطبيعية، على الأقل يجب أن يظل سؤال الإله مطروحاً.

سابعاً: تخلط النبوة اللادينية الجديدة بين مهمة الرسالة الكاشفة لأشياء خاصة بها، مثل علاقة الأفراد داخل الإطار الميتافيزيقي والاخلاقي للمجتمع، وبين قدرتها على تثوير الثوابت. وقد يسبب ذلك العمل انحرافاً مطلوباً في مسار التدين، لكنه سيكون عملاً غير ذات أهمية بدون أدوات فلسفية ومعرفية تدمر حدود التمايز بين البشر وتحول دون العنف الديني.

إن سردية النبوة ودلالتها في أفق البشر قد تأثرت لدرجة الإدعاء ولاشك بالأحداث السياسية والاجتماعية المتلاحقة. ولكن اعادة صياغتها تتطلب فكراً إنسانياً ابداعياً لحياة مختلفة وعلى أسس جديدة. وهو فكر يشرط ذاته بقدرته على حل المشكلات وأنسنة العالم لا معاندة الدين حصراً. عليه أن بمثل فكراً (أو هكذا ينبغي أنْ يكون) من خامة وآفاق مغايرة تماماً لو أراد معالجة قضايا العنف والكراهية بين أهل الأديان. بحيث يكون قادراً على أنْ يملأ فراغاً مهولاً كثقب أسود نتيجة ما سيخلفه غياب المقدسات ... أو سيكون البديل إزاء الايديولوجيا الدينية ليس أكثر من ترقيع لثوب بالٍ!!

 

سامي عبد العال

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم