صحيفة المثقف

قاسم محمد مجيد: على بابِ الفيس

قاسم محمد الساعديعلى مدى الاعوام التي قضيتها في هذا الفضاء الذي أَصَر مارك أن يطلق عليه العالم الازرق، ظننت ان العالم لم يحفل بمن يَخَفْي تَمَاثِيل هُبَل أَو الْلَاتِ أَوْ العَزَّى تَحْتِ ثِيَابِهِم، لكنني توهمت

**

كتبت في الفيس نَقَلَه شِطْرَنْج ثَانِيَة وَيَمُوت الْمَلِك، فأعلن استقالته وفي رقبته دم الشباب من ثوار تشرين

**

 وَسَط بُيُوت العشوائيات وباعة على الرصيف تطاردهم البلدية والشرطة، ونازحون، وشعراء لا يملكون ثمن قدح شاي في مقهى رضا علوان

 اِحتار مَاذَا اكتُب !!

**

لست وصياً على أحدٍ ولا مزايدة على وطنية الادباء ومواقفهم الشجاعة

لكن بعد ثورة تشرين علينا ان لا نقيم مهرجانا للشعر برعاية محافظ فاسد او مجلس محافظة تظاهر ضده شعب محافظته

**

لم اكن معتقل بتهمة شتم الحكومة في الحافلة علنا بل شتمت الجنرال المحلي الصنع الذي اضاع ثلث البلاد وقلت انه يتبختر في سيره كديك نزال

حصلت وقتها على تهديدات مبطنة او علنية على الخاص

**

دخلت الفيس كمحارب قديم في جيش الحب سرعان ما وجدت نياشيني واوسمتي تباع في سوق الخردة

**

اقرا قصائد لشعراء تشبه ما يقوله الاستاذ طراد الكبيسي (قلق الشعر من قلق الروح التي تبحث عن منطقة أمنة) والبعض من القصائد كأنك تركب عربة خشبية فارغة لا تسمع سوى الضجيج

**

قلت مرة دخلت الفيس كقروي لكن بعد عقد مازلت لا افرق بين سيارة الاطفاء من باص المصلحة واقع في اخطاء كارثية ولم اجد للان تفسيرا في معلومات طلبات الصداقة (تعمل لدى ‏كلام فى الحب)

**

قرات منشورات لمُلحِدين متعصبين (قافلين) ومتدينين متعصبين (قافلون) وانا بينهم واقف على خط التماس الرمادي

**

قصيدة الملك الاخير قرأتها في امسية الاحتفاء بديواني (حياة قاحلة) في اتحاد الادباء عام 2015 وانا للان لم اعرف هل انا ملكي او متضامن مع الزعيم صديق الفقراء

**

قالت لي صديقة قصيدتك (هناك) تمس الذات الالهية و يعاقب عليها القانون، شلون ورطة ههههه

**

اجرت معي قناة AN B العربية لقاءاً في برنامج قهوة الصباح، لكن للأسف قبل البث حدث انفجار في ساحة الطيران التي مررت بها قبل ربع ساعة من الانفجار

**

اللقاء مع اذاعة مونت كارلو اتعب المذيع باسم الذي كان يسمع مع الحوار، اصوات مكبرات، لباعة الخضروات وبائع قناني الغاز، ورقي على السكين و(مي ارو)

**

صديق يحظى بمحبة كل يوم يهدد متابعيه بغلق الصفحة لعدم التفاعل مرة قال سأغيب عنكم وانهالت التعليقات (خير ان شاء الله ) وووو بعد ساعات نشر قصيدة، تمنيت ان يعتذر من اصدقائه لكنه لم يفعل

**

التهديد بالحظر لمن يتجرأ ويدخل على الخاص يشبه اعلانا بإنتاج جديد من شركة مفلسة

**

اخبار الوباء تثير الهلع فشمر عن سواعدهم من ذوي غير الاختصاص والمشعوذين حتى صار الفيس مثل افلام هيتشكوك

**

تألمت جدا حين رأيت بالفيس خبر وفاة صديقتي الزميلة سلوى البدري

فقد شكت لي سابقاً عن مرضها ونحن ذاهبان لنقابة الصحفيين واخر لقاء كان في اتحاد الادباء كانت تريد ان تدخل قاعة الجواهري بدت مستعجلة للدخول قالت محاضرة في منتدى العقل (قلت لها هل عندك عقل) ضحك الراحل قيس المولى وقالت له (شوف قاسم)

– سلوى انا نادم لمزحة ابكتني حين سمعت خبر رحيلك

**

اي قلب يحمله هذا الذي يضع صورة ميت للتو على صفحة الفيس لا حرمة حتى للموتى

**

في الفيس كتب شاعر احبه جدا على صورة لي معه (مع عميد الادب العربي) كتبت له عمي فضحتنا أحذفها

**

نقترب من عقدين على الغزو الامريكي والبعض مازال يصنف الكتاب والنقاد والشعراء الى فئة ما قبل 2003 وما بعده رغم ان كتابات البعض من القدامى مع كل الاجلال لهم تبدو سطحية (الا انهم ماشين بأسمائهم) كما يقول صديقي المحامي هادي الجساس

**

اخر طلب صداقة تم رفضه (زهراء اسمي ولقمر رسمي) الكتاب واضح من عنوانه

**

اغلب الذين يرسلون على الخاص لا يعلقون تحتاج الى تفسير لماذا؟

**

على يقين ان الفيس اصبح اشبه بكروبات منغلقة فلان يعلق لفلان

**

اتابع جولات قيادة الاتحاد لتفقد المرضى من اعضائه وهم يرسمون علامة الانتصار للحياة على الياس __ موقف مشرف

**

مفاجأة في جلسة الشاعر ناظم الصرخي حين القى ومضات وقصائد نثر مذهلة – قلت له : كسبنا شاعرا يكتب نثراً

**

لماذا يصّر البعض على أن يسحب الشعر الى مدارات أخرى

ويظن ان الالقاب تضيف رصيدا له، خذ مثلا لقب، شمس الشعر وامير الكلمة وسيد الحرف – قمر الشعر.. الالقاب المجانية وان كانت بمحبة علينا رفضها واستنكارها

**

 سفيرات وسفراء السلام فحدث بلا حرج في بلاد تريد السلام ولو للحظة

**

(عندما يموت الابناء يبدأ الموت الرسمي للإباء) أين قراءته! هل هو لي؟ لا اعرف، قلت النسيان ليس جريمة يعاقب عليها القانون

**

اغلب الجدال في الفيس لا طعم له، كتب صديق (أن كولومبس كان يبحث عن جزر التوابل)

 لتنبري صديقة وتقول انها جنة الله على الارض ويبدأ عراك أشد ضراوة

**

المطرب احمد عدوية ربما الكثير من اقراني لا يحبونه لكن ذات يوم قرأت حوارات بين ادباء وانيس منصور – ان عدوية ليس مطرب السلطة – و اغنية حبة فوق وحبة تحت ** إشارة واضحة للتمايز الطبقي

**

كتبت صديقة أشبه بإستبيان من يحررنا من قيد الحب

 (اللامبالاة، اليأس، الهجر)

قلت: الموت

**

بعض المؤسسات الثقافية جوائزها لن تصل الى مستوى القبائل التي تصنع قلادة من الريش

**

بعد هذا العمر ركضنا وراء حلم حد الإعياء، متذكراً قول الشاعر خليل حاوي (مات النسر في داخليِ – الذي أعتاد الهزيمة).

***

قاسم محمد مجيد الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم