صحيفة المثقف

سامي عبد العال: سؤال الأرض

سامي عبد العاليبدو أنَّه لم يعد بإمكان ثقافتنا العربية إطلاق أيَّةَ وعودٍ في المستقبل القريب، حتى ولو كانت وعوداً بوطن مأمول لحياة بعض شعوبها المقهورة. لأنَّ من لا يمتلك إرادته عليه أنْ يركن حياته بجوار الأوغاد، ويواصل الزحف تحت الموائد منتظراً فتات الأفكار والقرارات. هو أشبه بالقط الذي يمُوء مُواءً كالصراخ، ولكن ما من مجيبٍ رغم فداحة الألم وتآكل الأرض (كحال فلسطين) بسكانها.. إنْ لم يكن هو نفسه أحد الأوغاد القلائل المخاتلين لسرقة الآمال والمستقبل. لقد باء العربي المهزوم (لا المقاوم) بمصير يرقد داخله كقبر ضخم هو مجمل وجوده في عالم الأحياء.

هذا أقل ما يقال بصدد ذهنية بعض العرب المتأخرين حول قضايا: دلالة الأرض (الوطن)، مفاهيم الأرض (عقلانية المكان)، جغرافياً الأرض (صور الحياة وتنوعها الثقافي)، إرادة الأرض (دول متقدمة وقوية)، خيال الأرض (الحضارة بأشكالها)، صياغة الأرض (العمران المتطور)، تحرير الأرض (الحرية والاستقلال)، ثورة الأرض (انهاء أشكال الاستعمار داخلياً وخارجياً)، صناعة الأرض (تكنولوجيا الزمان والمكان)، ابداع الأرض (سؤال الوجود الإنساني)، عصر الأرض (مواكبة الإنسانية وتطوراتها).

كل ذلك غائب تماماً، فقد لا يأتي على أولويات الثقافة العربية من الأصل. وحتى لا نستبق ونتلهف الخطى سريعاً، إذا كان ثمة آلية تسير بها ثقافتنا، فهي ذاكرة رأسية هرمية تخضع لمستويات عليا من الهيمنة بخطوط مختلفة: الأديان، السلطة، الحاكم، القبيلة، العقيدة، الايديولوجيا. الشعوب العربية الاسلامية مهووسة بالتكبير (وهذا منطقي بصدد التوحيد)، لكن من غير المنطقي أنَّ إرادتها مازالت مستعمرة ولا تمتلك حياة مبدعةً وحرةً. تزعم أنّها لا توحد إلاَّ الله بينما تتنازع الأرض فرق وجماعات تتركها حفراً وأنفاقاً بشكل وثني. شعوب وُحدت قبلتها تاريخياً امتثالاً لرسالة الإسلام، بينما تصلي متفرقة في أحضان الاستبداد والديكتاتورية.

يا تُرى ما معنى كون العرب عاجزين عن إطلاق الوُعود الأرضية (كمقولات تحرير الإرادة والأوطان)؟ أليس الوعد خطاباً تاريخياً مشتبكاً مع الأحداث أم يجئ لدينا كلاماً هوائياً ليس أكثر؟ كيف لا يعي العرب (وبخاصة الفلسطينيين) بإرادة الأرض رغم كونها مستباحة، محتلة، ومنتهكة يومياً؟! هل الاكتفاء بالنواح على حدود إسرائيل هو الحل الأمثل لذنوب تاريخية تحولت إلى أقدارٍ من قبل المحتل؟ هل أصبحنا (طرائد مذعورة) كل آمالها أنْ يسقط بعضها على الحدود حفاظاً على بقاياً بعضنا الآخر؟ هل ذهب بعضنا الفلسطيني لتلقي الرصاص بصدر عارٍ من أجل إثارة المشاهد أمام العالم وكفي والأخرون غارقون في همومهم اليومية؟!

وإلى السؤال الأكبر في تاريخ العرب والمسلمين: لماذا لدينا عقائد كزبد البحر حول السماء والإله والتكفير والجنة والنار في حين لا نجد داخل جراب حياتنا أية فكرة متماسكة حول الأرض؟ لماذا تنبت أراضي العرب الطواغيت والسفاحين بينما تعجز عن ولادة المقاومين والثوار وأصحاب القرار؟ لماذا كانت إرادتنا معلقة بالغيب الميتافيزيقي وفشلنا في شق طريق إلى الفيزيقي المستعْمَر؟ لماذا نتضرع إلى الحكام والسلاطين بأسماء الإله وأفعاله في حين إرادتنا هي أرض لم نستطع تحريرها؟!

 هكذا على الهامش قد يتقاطر الفلسطينيون سنوياً نحو حدود كيانهم المحاصر في فلسطين للاحتفاء بيوم الأرض، فهؤلاء هم الجروح المعلقة كالمسيح الناصري المصلوب على خريطة الانهيار العربي وكوارثها. إنَّ مأساة فلسطين إزاء الأرض أكبر من محاولة جمع اسم المسيح (عيسي بن مريم) داخل كل قواعد النحو لتصبح اللغة فاعلة ومؤثرة. لماذا لم يُجمع المسيح بسهولة، أهو الإله الفرد كما يعتقد أصحابه، أهو النبي غير القابل للتكرار، أهو المأساة المعلقة في سقف الخداع والخطاياً؟! فلقد كانت المشاهد خطيرة كل عام في تحويل يوم الأرض إلى مناسبة لإيقاع الضحايا من أجل الصراخ والعويل. أي لم يكن يوم الأرض فعلاً عملياً، إنما نوع من المقاومة التي ترتد إلى نحور أصحابها.

 ربما كان المسيح مفرداً عبر صورة كل فلسطيني فقد بيته (عالمه الخاص)، وظل أسيراً في شوارع دولته وساحاتها تحت مراقبة ألة اسرائيل العسكرية. الفارق بينه وبين المسيح: أنه لم يجد إلي دولته حتى اليوم منْ يجنبه الآلام المبرحة. حتى غدت حياته عنواناً لآلام يتحملها بدلاً عن كل حبات الرمال التي تحتويها أرضه المغتصبة، فالآلام عبارة عن نزيف سياسي ووجودي بلا ثورة، تستوطن أحشاء الأرض من غير تمرد تماماً كالحياة بلا أمل.

وكأنّ محمود درويش يستحث انسانية المتألم في قوله الشهير: " أُصرخ لتعلم أنك ما زلت حيّاً وحيَّاً وأنَّ الحياة على هذه الأرض ممكنة". فالصراخ يساوي كياناً إنسانياً يكاد يحمل ألمه بحجم أرضه، بحجم الحياة. فهل يتألم أصلاً من كان ميتاً؟ وهل يستحق العيش على هذه الأرض من لم يكن نابضاً وحياً ولو بالجراح. واللافت في عبارة درويش تلك الإلماعة الفذة بين الصرخة كإعلان حياة واعلان التمرد والتمسك بالأرض. لكن لماذا لا تكون مقاومة شرسة حتى يتم التحرر؟ الارض هي الجسد الذي يؤلمنا لدرجة فقدان الحياة لو نظرنا إلى المسألة بالعكس (أي يكون جسدنا هو الأرض).

كان الاسلاميون - على سبيل المثال- يتحدثون دائماً عن الجهاد بينما لا يعرفون الوطن ولا الأرض. والمفارقة بادية للعيان في أنَّ لاهوت الجهاد يطرح أحكامه وتعاليمه وصوره كأنها في أرض مجهولة بلا وطن مهما يكن الزمان والمكان داخل المسألة. فتكون محصلة هذا الوضع هي غموض رمزية الأرض ودلالتها، وقد تأتي دلالتها التي تشحن أتباعها دون أية قيمة من الأساس. لأن الجهاد يفترض هنا قدرة الخلافة الاسلامية المتخيلة على هدم حدود الأوطان والدول، هي تعتمد على هذا الهدم الحتمي لما نعقد أنَّه حدود سيادية. فالسيادة الوطنية هي العدو الأول للخلافة ودون سيادة الشريعة فوق أية شرائع أخرى تسقط الأنظمة. ويغدو الولاء الأساسي هو لما تؤمن به الجماعات من اعتقاد حول ما يوجد بشكل افتراضي في أي مكان.

وقريباً أو بعيداً - كما في أذهان الاسلاميين - لن تكون هناك خلافة إلاَّ على انقاض المجتمعات والحضارة، وأقرب الأمثلة جغرافيا التدمير التي تركها الاسلاميون بعد الربيع العربي ومازالوا ينتجون هذا الصنف النادر من الموت الحيواني. والأنكى أنهم يعتبرون الأنقاض والخرائب والجثث والعظام المتآكلة جزء من بناء الأوطان. فلكي يبلغوا حيواتهم المنتظرة، سيكون عليهم تحويل الأرض إلى برك من الدماء والأشلاء.

 إذن ما هي صورة الأرض المنتظرة لدينا؟ لقد تم نزع الأرض من موطئ إرادة الإنسان وجسده وروحه ليتم اعتبارها أرضاً لله هكذا بعموم اللفظ. وبمنطوق نص القرآن (ألم تكن أرض الله واسعةً..) في حديثه عن ضيق الحال والهجرة إلى مناطق العيش الأخرى. وهذا في إطار الايمان شيء متاح ومقبول، لكن طالما أنَّ هناك أرضاً لا ينتمي إليها الإنسان إلاَّ إجمالاً، فالذاكرة تصبح سرداً لصور اللا أرض المتتابعة باختلاف الجماعات الدينية. أي كل كوكب الأرض متاحاً لمن يستطيع (فتحه وإعماره) على حد الاصطلاح التراثي. وبالمقابل قد تمسي الأرض موهومة لمن يمتلك الصورة في شكل اعتقاد. ولذلك فهم الارهابيون القضية على نحو واسع جداً، فأخذو بنظرية الارتباط الشرطي بين الخلافة (الحكم) وانعدام الأرض (على كل الأرض) في حضور دلالة الله (المطلق).

إن الجماعات الاسلامية التي تتغنى بكون الدين وطناً نسيت شيئاً مهماً أنها تدعو الناس إلى العزوف عن إرادة الأرض التي حركت الإسلام الأول وتركت بصماتها على المعارف والعلوم. فإن لم تكن الحياة متاحة لك في أرض هي الوطن عليك أن تغادرها بلا عودة. وهكذا يساعد المتطرفون الاستعمار على طريقة الأواني المستطرقة (السائل يذهب إلى الأماكن الفارغة)، بل يشجعون عليه. لأن الأوطان في هذا الإطار دوماً لن تكون أرضاً، أي لن تكون هنا. بل توجد هناك، وعليك أن تنتعل الأرض احتقاراً لكيانها، ذلك لمجرد نمط الحياة السائدة عليها (حياة المعاصي والذنوب).

بكلمات واضحة كما يقول ابن تيمية: " الدنيا كلها ملعونة، ملعون ما فيها، إلاَّ ما أشرقت عليه شمس الرسالة، وأسس بنيانه عليها، ولا بقاء لأهل الأرض إلاَّ ما دامت آثار الرسل موجودة فيهم، فإذا دُرست آثار الرسل من الأرض وانمحت بالكلية، خرَّب اللهُ العالم العلوي والسفلي وأقام القيامة".

 ابن يتيمة يوجه خطابا مضمراً لترك الدنيا، كل الدنيا. فليس ثمة لعنة أكثر دماراً منها رغم أن ابن تيمية كان (يتحدث ويكتب في التو) من أرض معينة حينذاك. واللعنة التي يشير إليها تعد سابقة حتى على كافة مخلوقاتها، هي مجعولة بهكذا لعنةٍ دون إبداء لأسباب ودون مبررات منطقية. وليست الدنيا حالاً بشرياً تاريخياً، إنما كل ما يوجد عبرها من بشر وثقافات ومجتمعات يدخل تحت غطاء اللعنة.

وهذا التصور لابن تيمية يدمر فكرة الدين نفسه، لأن الدين الإسلامي لم يطرح اللعنة كعملية تجري من تلقاء نفسها هكذا. ولذلك في رأيه حينما تتطهر الدنيا من اللعنة، لن يكون ذلك سوى من باب منْ أحل بها اللعنة (الله). واستعارة الرسالة الدينية (أي الوحي) هي مجاز لهيمنة الصورة الاعتقادية على عقلية الاسلاميين إلى اليوم. وهي ذاتها المجاز الذي يجعل الدين خطاباً جامعاً مانعاً لكل شيء. فمن حيث احتقاره للأرض (بسبب اللعنة) تضيع البلاد تحت سنابك الجهاد والغزو. وهو السبب نفسه الذي يدعو الجهاديين لاحتلال الأرضي الخاصة بالغير والمجتمعات الأخرى.

ومن ثمَّ كثيراً ما تتعلق الأرض جميعاً باستعارة الطهرانية التي عليها فقط أن تطارد اللعنات. وبالتالي فالأرض لا أهمية لها إجمالاً من هذا الباب، فما بالنا إذا كانت وطناً خاصاً بشعب من الشعوب؟ والدعوة المبطنة هنا تتم للتنصل من فكرتي الدولة والمجتمع والحدود الجغرافية لمها، كما أن الله - بتصور ابن تيمية - يقف بالمرصاد لعلاقة الأرض بالسماء، فلئن لم يكن هناك تعلُّق كلي بالأخيرة (أي السماء)، فإن الأرض ستشهد نهايتها المحتومة عما قريب. هل ابن تيمية جزء من العلاقة الالهية بالأرض، لدرجة جزمه بهذه النهاية المؤكدة؟ وفي المقابل، ماذا عن أرض الشعوب التي لا تؤمن برسالة السماء؟

بجانب ذلك هناك مدونة لاهوتية تحط من شأن الأرض باعتبارها تراباً، وهو مادة خلقنا الأول الذي يوحد الأصل البشري. لكنه تمشيا مع ذلك سيطوينا التراب داخل (مفارقة الخالق والمخلوق) دون إرادة خلق جديدة للمادة التي صنعنا منها. ومن ثم قد تتحول سيرة الأرض لدينا إلى مجرد حفرية كبيرة تضم الأصول والأجداث والعظام النخرة (المقابر). ولكنها أبداً لن تكون طاقة على التحرر والاستقلال والحب والتعايش. وهذا التصور يأخذنا بالمثل إلى تجنب الأرض كفكرة حرية وخلاص.

 وقد فهم الاسلاميون من ذلك أيضاً أن عليهم تحقير خصومهم مستخدمين لغة التراب، فالكلمات المشتقة من التراب تغطي أوجه التعبيرات الدينية المؤدلجة، لإيقاع في روع المتلقي أنَّ الأرض ليست تحرراً إنما دوداً وتحلُّلاً ورفاتاً، وعليك ألَّا تحدد المجال الحيوي لها، بل ابحث لك عن قبر عاجل تاركاً مباهج الحياة وزينتها. ويتواصل الكلام في كوننا لن نستمر طويلاً على أديم الأرض، إنما ساعات وأيام وشهور ثم تبتلعنا في جوفها.

 كذلك هناك نزعة تقديس لبعض الأرض مثل الأماكن المقدسة والمساجد والزوايا. وهذا ثقافياً يحجب قدرة معاني الأرض على إشعارنا بالقوة التي نجنيها عملياً من الأوطان. نزعة مهددة عادة بإمكانية ضياعها في مواقع أخرى مثل فلسطين والعراق وسوريا مع تدخل القوى الدولية الاستعمارية، لأن الأرض تبقى من تلك الجهة خارج إرادتنا التي هي كل ما نقدس به. دوماً هناك من يحرس (الأرض) للعربي مثل المعجزة الأكبر في الحياة على غرار مقولة عم الرسول عبد المطلب: " للبيت ربٌ يحميه". وليست تلك المقولة في أوضاعنا الحالية معرفية ولا حتى سياسية لو أطلقناها على فلسطين، بل هي تفويضية، أي ستترك الأمور جارية على وتيرتها. ولعلنا ننتظر في مثل هذه المواقف عملية خارقة تحدث للقيام بما نفشل فيه. وأقرب دليل أن الاعتداءات الاسرائيلية مازالت مستمرة على المسجد الأقصى، بل هناك مخطط لهدمه وإقامة معبد الهيكل مكانه، ومع ذلك نظر المسلمون إليه فقط كأيقونة في القدس، ثم نظروا إلى القدس كرمز في فلسطين.. ولم يحركوا ساكناً.

وعلى نحو أدق لا تمتلك الثقافة العربية "فلسفة حول الأرض"، كل فلسفتها تمجيداً في الاستبداد والقهر والبطولة والفتوة وتباعاً الفهلوة ومآثر الرؤساء والحكام والملوك. إن العرب هم معلمو البشرية فن إضاعة الأرض بالأوضاع السابقة، لاهوتهم الأساسي استلاب الأرض وغنمها لا تحريرها أو الاحساس بها.

 لقد حولت الأنظمة السياسية المستبدة مواطنيها إلى لاجئين في أوطانهم، فكيف يحسون بالأرض، بتراب الأرض ورائحتها. فإذا كان هوميروس يقول" ليس أعذب من أرض الوطن"، فهذا المعنى مازال غريباً على إحساسنا العام تجاه الأرض إلا في حالات قليلة جداً. لقد يشعر المواطن أن له مكاناً يقطن فيه، لكنه لا يعيش إلا عرَّضاً أنه يمتلكه ويدافع عنه حتى الرمق الأخير. فكل سلطة سائدة تحول بينه وبين أن يربط حياته الخاصة بحياته العامة, المجال العام الذي يحدد الوعي بالأرض كوطن هو مجال ممزق الأوصال. إن الإقامة الجبرية ليست عقوبة، بل هي حال شعوب عربية بأكملها. كيف بعد ذلك يدافع المواطن عن أرض لا ينتمي إليها بفعل فاعل؟ كيف يحرر أرضاً وهو نفسه عبد فوقها لا يقوى على أن يقول أنا؟

إن الأرض هي المفهوم الإنساني لقدرة الإنسان على أن يعيش وفقاً لما ينتمي. ليست الأرض هوية أخلاقية بلا حرية ولا إحساس بالآخر، لأن العيش معاً في حدود المجتمع يسمح بأن يتبادل الفرد شعوراً بما يجمعه بسواه. أو كما يقول بول ريكور: إن الإنسان لا يكون إنساناً دون أن يصبح غيره، أي يشعر ويعيش في الآخر ومعه.

 الأرض جعلت الثقافة اليونانية تعيش مرحلة المدينة الدولة، وبصرف النظر عن الصراع العنيف بين المدن اليونانية (أثينا واسبرطة) إلاَّ أن الفلسفة اليونانية وحدت الأرض مع الأفق الإنساني في مفهوم اللوغوس (النظام وفق الكل). وهو ما جعل للفلسفة من القدم مهمة جيوبوليتيكية (تتعلق بالجغرافيا السياسية) للعقل. مما دفع جيل دولوز مؤخراً لاعتبار التفلسف نوعاً طريفاً من جغرافيا المفاهيم والترحال عبر أقاليمها البعيدة، أي صناعتها وشق دروبها وافساح المجال في شكل فضاء فكري.

 

سامي عبد العال

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم