صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: أحلام مرة أخرى

سردار محمد سعيدلم يبق إلا نصف سيجارة

ربع لي وربع لك

ثم نبحث في القمامة

أعقاب السجائرأكثرمن عظام المقابر

الدخان يملأ جو المكان المسمى حان

والطيور في اعلى المنائر

ترسم بأجنحتها دوائر

وكنا كالسردين في علبة

صخب يكسرهدوء الليلة الباردة

يثرثرون ويسردون مغامراتهم الكاذبة

إنما كنت اتذكر ماجرى أمس

اسائل نفسي هل تعودين الليلة بعد دوران حجر المطحنة

لمَ يفرح الشجربهبوب العاصفة

والقحوف ببنادق القتلة

والرقاب بالمقصلة

 محراب خصرك عشق طواف فمي

وعينك جامدة لا تأبه لتساقط ضوء النجوم

فغرقت بين ذراعي ودفء صدري

طفقت أسمع حفيف الورق

وزقزقات زغب العصافير

حتى ظننت أن خاتمة الزمان حقت

أكان لزاماً أن تاخذك سنة ونوم

فترقد الوشوشات الناعمة والهمس الرقيق

ما كان للحظات وجد أن تضيع

تركت لي التمعن فيما منعت يوماً

والظل والسحاب والمطر

واجنحة الطيور تغوص في السراب الصخري

وعنف العواصف والأعشاش المتبددة

في انتثارالأصداف

في وجهة موكب الخليفة

ورماح الجنود المثقفة

والرايات الملونة بكفوف عفاريت من الجان

تقارع كف ريح مظلمة

تعارك اللجة الحالمة

بتذوق ساق اخشن من ساق بلقيس

وما كنت مسرفاً

وأسرفت في اغماضة الجفن

ابتعدنا عن الصحراء

اقتربنا من الساقية

والعشب الندي

هاهي السنابل محنية الرؤوس نحو الساقية

خجلى من تدفق الماء

لكننا نضيء وفي مجرتنا القريبة البعيدة والبعيدة القريبة

قمرين نسيا منازلهما

عادا واحداً يمنحان الناس عيداً

فيصرخ الفرس في أول النصب في ساحة التحرير

يعلن الثورة والإقتراب من عيون البسطاء

 بعيداًعن المستنقع الأزرق وفقاعات الأشن

 كوجوه السفلة

كوشم على فخذ عاهر

لا تشعلوا السجائر

لا تشعلوا

لا تشعلوا

***

سردار محمد سعيد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم