صحيفة المثقف

عبد الجبار الحمدي: الواقي الجديد

عبد الجبار الحمديمثل واقٍ ذكري يلبس وجهه المستعار في كل مرة يخرج الى ما ترغب به نفسه لمضاجعته، فكثيرا ما فض بكارة حقوق غيره بإغتصاب، تلك هي سجيته التي ارسي عليها بعد ان تربى بين من سنوا القوانين التي تجبرهم على ان يؤدوا الولاء ضريبة دخل الى من فسح لهم مجال أن يفسدوا في الارض، يطيحوا بكل القيم والمباديء التي عادة ما يثيرونها من على منابر خطابة بتدين مريض مسجى على أسرة تقيحت جلودها من كثرة انبطاح، يخرج بعد ان يرتدي الصفاقة والتلون ثياب يتبختر بها ولا ينسى مكملاتها الخواتم الرائجة والسبحة المعتقة بحبيبات بعر منتن، لا تثيره إسقاطاته في أعين من يتعامل معهم فهو المسؤول الذي تخضع له رقاب من يراه قادما بإيماءة دلس، يعلم أنها حُكِمت على صاحبها ان يُذل وعليه أن ينحني لغير الله.. فالله في حساباتهم رب أخروي لا دنيوي، فالرب الدنيوي الذي يعبدون يمجد أفعالهم يثيبهم عليها.. لم يتوقع يوما ان تلك الواقيات التي أرتداها قد نفذت، صار يبحث عن وجه لا يثير الريبة غير ان ما قذف بالواقي الأخير غَيّر من نوعية الوجه المستعار الذي جَدَ عليه، فهذا النوع صاحب الماركة المسجلة الاجنبية بنجمة داوود والعين، اللذان لا يؤمنان برقعة جبهة او خاتم، بل يؤمنان بأن يضعا ختمهما مثلما فعل كاليجولا بمن يرغب أن يكون ذو ولاء سرمدي بأن يدير استه ليوسمه ختم الامبراطورية الجديدة ذات العناوين القديمة..

كان يستمع لذلك الوافد الجديد كمسؤول اعلى وقد حلقت فوق راسه الطيور وهي تنعق بأن ما تراه حقيقة وتسمعه ليس وهما، إنه الدين الجديد الذي عليك ان تؤمن بكل ما فيه من اسرائيليات او أفكار ماسونية إنه الحلم الامريكي الاسم الماسوني الهوية.. أما ما تؤمن به انت فذلك عفطة عنز، فلا ريادة لعرب على من لايؤمن بأن الرب اودع رسالته على موسى فقط، وقد اختار الشعب الذي يرث الأرض وما عليها، ما عدا ذلك استمناءات شخوص خافوا الله فراحوا يختانون انفسهم بعيد عن عينيه ظنا انهم في معزل منه، كان ينصت مثل غيره وقد تسمر مثل مسمار جحا لا يمكنه حتى ان يضرط رغم قراقر بطنه، فغالبية الحضور ممن كان يظن أنهم بمعزل عن المطرقة وقد خبر نفسه السندان ومن هم على شاكلته، لاحت  تلك الرؤوس الكبيرة التي صارت كرؤوس ثيران لكنها غير هائجة بعد أن أخصيت، حتى انها لم تستطيع الاستمناء ولو في خلوة.. لا يدري ما الذي اصابه؟ بعد ان اعتاد ان يكون منافقا من الدرجة الأولى في كسب ود من ينصت الى حديثه، لكنه في هذه المرة تسائل هل القطة أكلت لسانه؟ ام أن غرائزه  والوجه الذي يرتديه لا تثير غريزة من يرغب في أستمناء حاجته، قال في نفسه.. لا شك أن هؤلاء هم من صنعوا الواقيات وهم من استخلصوا الحيمن والبويضة ليصنعوا منها أشباه رجال لا يثير اهتمامها سوى ان تصبح ملاذا لسفينة الرغبة التي يصنعون فبعد ان تحطمت سفينة نوح عمدوا الى صنع واحدة أخرى ذات حداثة، راهنوا الله على انهم هم من سيجمعون من كل زوجين اثنين ذكرين كانا ام أنثيين.. فقد تاهت حسابات الحاسوب الآلي الذي بُرمِج على ان يكون صاحب مصفوفات وتكنلوجيا التملك.. يا إلهي!! كيف لي ان اخرج بحوار.. ماذا قلت!!؟ يا إلهي وهل لي إله غير الذي صنعت وأعبد، هاهو يرتصف الى جانبي لا هم له سوى هز رأسه مثل بندول متصابي يتبع بعيناه من يدير الحديث جيئة وذهابا، لا شك اني جننت، كيف لي ان ألبس واقيا يغطي وجهي الذي يرفض ما افعله؟ فلا زال هناك بي مسحة من ضمير..هههههه

خرجت منه ضحكة لم ينتبه لها أحد عندما ذكر ان له مسحة من ضمير نسي ان ضميره قد ألبسوه الأنشوطة عندما احتفلوا جميعا بأعدام ميت، يا للكارثة!!؟ سيكون الوقت القادم عسيرا جدا، فعلى أثر زيارة البابا الاخيرة تغيرت حسابات كثيرة، باتت الأمور جلية، لم تعد الواقيات الذكورية التي يلبسها زعماء العرب ومن تَعَبَد طريق التطبيع لشارع معنون كالشانزلزيه يخاف ان يكنى بأبا اليهود او أبا صهيون، فعالمنا هذا الذي عَبَدَ الله منذ اليوم الأول عصاه كي يثبت لنفسه أنه لا يستحق أن يكون منتجا للحياة، لكنه بالتأكيد أداة قتل وخراب، ذاك ما شهده بأم عينه بعد فاضت غريزته ليصورها رغبة جنسية مهدت قتل أخيه.. نعم أخيه فها نحن نتقاتل نخلق الأتون من اجل تلك الجريمة نحييها كأنها حدثت الساعة.. لكأننا نتمتع بالخراب ونحب للغربان ان تنعق على قبور موتى ثم نسكن البوم أطلال أزمان رفضت ان تعيش السلام، لكنها بالتأكيد أخذته وسيلة لغاية.. فعالم الانبياء مثير للجدل حتى اللحظة فمن آمن وشهد الانبياء كانوا اشد ضرواة وكفرا من الذي لم يشاهدوهم وآمنوا إلا كثيرا لم يؤمنوا.. فحاجتنا الى سامري ملحة وما اكثرهم في هذا العالم بعد ان دهنوا أست كبيرهم واوصوده بباب خشبي كبير عازل للصوت بعدها وضعوا عليه مزلاج كبيرا حتى لا يسمعوا إطلاق ريحه وهو ترفض سامريهم الذي شرع لهم القوانين.. فجاؤا بكل من يرمز الى نوع الدين وخرطوا لهم جميع الحبيبات التي تنبت الحرام الاسود.. فحضر من حضر الى بيت النبي ابراهيم ليثير أن الرب جاء من هنا، جميع الديانات تشرأب برؤسها نحوه، فقد ألغي رب الكعبة، إنهم يصنعون كعبة جديدة فعالم الخرائط بالنسبة لهم أن الدين بدأ من هنا وهم اصحاب الرسالة الاولى التي صاغها موسى لهم، اما من جاء بعده فما هم إلا وَهَم لشعوب عليهم ان يتداركوا أنهم ليسوا شعب الله المختار فكل سيقع لهم ساجدين.. فآدمهم غير آدم البشر الذين سيصبحون عبيد للصليب.. لم يستطع ان يستمع الى اكثر مما سمعه وقد أدرك أن القادم لا ينفع فيه وجه ذو واق ذكوري بعد ان دَيثوا قادته، صاروا يلهثون كالكلاب وراء أسيادهم، أما البقية فما لهم سوى مسمى واحد ذيول كلاب تهتز عندما يربت سيدهم على رؤوسهم وهم يكشفون عوراتهم تحسبها لرغبة حيوانية، دون شعوره بنفسه وجدها تنهض مسرعة خارجة من القاعة الكبيرة تحاول ان تستنشق هواء غير منتن على ارض يدرك جيدا أنها طاهرة غير ملوثة، لكن من وطأها لوثها، هتك ستر حجابها صار يَشرع ببيعها لمن يدفع أكثر.. لم يعي نفسه ذلك بعد أن ماج به العالم الذي أستوقده نارا ليستأنس به، هاهو الآن يبحث عن واق لوجه لا يظهر حقيقة مشاعره لحظة رفضه المؤامرة التي تحاك على ما يسميه وطن.

***

القاص والكاتب

عبد الجبار الحمدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم