صحيفة المثقف

صلاح حزام: حالة المرأة في العالم نتيجة أنساق ثقافية ام نِتاج طبيعي حتمي؟

صلاح حزاممفهوم الجنسانية او الجندرة (gender related issues) بدأ قبل سنوات بالانتشار والتفشي في مختلف المحافل.. اصبح مادة للمؤتمرات والبحوث والمحاضرات الخ ...

الجندرة تميّز بين:

- ذكر وانثى

- وبين رجل أمرأة

كون الشخص ذكر او انثى، هي مسألة بيولوجية لايمكن التجاوز عليها او إغفال الادوار التي تفرضها على الذكر وعلى الأنثى .

بيولوجياً، للمرأة وظائف معينة وخصائص معينة وقدرات بدنية مختلفة وتكوين جسماني مختلف.

أما التصنيف على أساس رجل/ أمرأة،

فأنه مختلف ويرتبط بالانساق الثقافية السائدة في كل مجتمع . هذه الانساق الثقافية ترسم الادوار في الحياة لكل منهما، وترسم حدود الادوار الحياتية المسموح بها ..

الرجل قد يعني في معظم المجتمعات، الجانب القوي والمرأة تمثل الجانب الرقيق والضعيف ..

الأنوثة تعني الخجل وإظهار الضعف وتقديم مصالح الآخرين على مصلحتها وتأجيل حاجاتها، لذلك على المرأة السعي لإثبات أنوثتها من خلال ضعفها ( الذي يسمونه رِقّة). يعتقدون ان السلبية وقبول الظلم هي من مظاهر الأنوثة الحقيقية.

العلاقة بين الرجل والمرأة ترتبط برسم حدود القوة ومظاهر ممارستها ..

الرجل الذي يتصرف برقّة مع المرأة يعتبر ضعيف وناقص رجولة .. والمرأة القوية التي تطالب بحقوقها يقال لها مسترجلة.

الرجال ايضاً يخضعون لضغوط ومعاملة قاسية بهدف تنشئتهم كرجال حقيقيين أشدّاء ..

فهم يتعرضون الى ضغوط إجتماعية لإنكار مشاعرهم الحقيقية واتباع سلوك القوة جسدية و إثبات الجدارة عن طريق السعي لبسط السيطرة على الأخرين. و غالباً ما يُنظر إلى السلطة على الأخرين و ممارسة العنف على أنها من علامات الرجولة.

هذه التنشئة الإجتماعية قد تؤدي الى هدر الكرامة لأولئك الأشخاص .

ويُعامل الرجال عادة بشكل وحشي وعنيف لإعدادهم للخدمة في الجيش. الحرب هي عنف مبني على الجندر و هي ضد الرجال، فالرجال يُجبرون على القتال و القتل بعضهم لبعض.

في السياسة وممارسة الاعمال والوظائف لاسيما القيادية،هنالك تحيّز ضد النساء في كل العالم وبدرجات مختلفة من خلال ما تُظهره الأحصائيات..

في الرواتب والأجور هنالك تحيُّز ضد المرأة في معظم دول العالم المتقدمة والنامية ..حيث تحصل النساء على اقل من راتب الرجل حتى عندما يمارسان نفس الوظيفة.. أصحاب الاعمال لهم العديد من المبررات لذلك التمييز .

في السياسة، حتى عندما يسمح الدستور بانتخاب النساء في البرلمانات، فأنهن لايَحصَلن على عدد من المقاعد كالرجال مع انهن نصف المجتمع !! معنى ذلك انه حتى المرأة لاتنتخب المرأة !!

انها ثقافة شائعة تقول أن المرأة لاتصلح للقيادة مع وجود نماذج ناجحة للقيادة النسائية في العالم.

هذه الثقافة تشمل الرجل والمرأة من خلال فرض ادوار وَصِفات يتبناها المجتمع لكل الرجال ولكل النساء!

انه تصنيف عام ومطلق لايقبل بالاستثناءات !

تصنيف لايقبل بحقيقة ان النساء لسنَ سواء،والرجال كذلك ليسوا سواء..

لا أحد يكترث بالفروقات الشخصية والنزعات الثقافية والسياسية بين الأفراد...

ختاماً، أقول ان المطالبة بالمساواة بين الجنسين equality غير واقعية وغير ممكنة، الذي هو ممكن وضروري هو الإنصاف بين الجنسين equity ..

وحتى بين أفراد الجنس الواحد لايمكن المساواة بل يمكن ويجب الإنصاف.

المساواة تعني إعطاء حقوق متساوية للأشخاص بغض النظر عن مساهمة وكفاءة كل منهم !!

هل هذا عدل ؟

 

د. صلاح حزام

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم