صحيفة المثقف
صالح الفهدي: عفواً بلادَ الأُرز
قَلْبِيْ تَحَيَّرَ فِيْكَ يَاْ لُبْنَاْنُ
قَلْبٌ شَجِيٌّ هَدَّهُ الْكِتْمَانُ
أَنَا لَمْ أَعِشْ يَوْماً بِأَرْضِكَ مَارِحاً
بَيْنَ الريِّاضِ، وَلَيْسَ لِيْ عُنْوَانُ
لَكِنَّنِيْ أَحْيَاكَ يَاْ أَيْقُوْنَةً
لِلْحُسْنِ إِنْ طَرِبَتْ لَكِ الْأَلْحَانُ
لِلْفَنِّ فِيْ شَتَّى الضُّرُوبِ تَأَنَّقَتْ
فِيْ كُلِّ رَابِيَةٍ بِهِ الْأَلْوَانُ
تَشْدُوْ بِهِ فَيْرُوزُ فِيْ سَجَعَاتِهَاْ
فَتُجِيْبُهَاْ – نَشْوَانَةً - أَوْطَانُ
لِلشِّعْرِ فِيْ جُبْرَانَ إِنْ هُوَ قَدْ شَدَاْ
تَتَرَاقَصُ الْهَضَبَاتُ وَالْأَفْنَانُ
لِلصَّامِدِيْنَ عَلَى الثُّغُورِ قُلُوبُهُمْ
فَوْقَ الزِّنَادِ إِذَاْ غَشَىْ عُدْوَانُ
فَعَلَامَ لَاْ تُشْفِيْ جَرَاحَكَ أَنْتَ مَنْ
بَرُؤَتْ بِحُسْنِ جَمَالِكَ الْأَبْدَانُ؟!
فَإِذَا (الْأَمُنْيُوْمُ) قَدْ تَفَجَّرَ أَلْهَبَتْ
بَيْرُوْتُ - بَعْدَ دَوِيِّهَاْ – نِيْرَانُ
خَفَقَتْ لَكَ الدُّنْيَاْ بِنَبْضٍ وَاحِدٍ
وَتَسَهَّدَتْ مِنْ أَجْلِكَ الْأَجْفَانُ
قُلْنَاْ أَمَاْ يَكْفِيْكَ طُوْلُ تَجَاذُبٍ
وَتَنَافُرٍ لِلرَّأْيِ يَاْ لُبْنَانُ؟!
وَإِذَا "بِعَبْدَاْ" قَدْ أَبَانَ تَمَهَّلُوْا
سَيَبِيْنُ فِيْ هَذَاْ لَكُمْ بُرْهَانُ
وَطَوَى الزَّمَانُ لَهِيْبَ بَيْرُوْتٍ وَإِنْ
لَمْ يَطْوِ صَوْتَ دَوِيِّهِ سُلْوَانُ
فَالْعُقْدَةُ الْكُبْرَى اتِّفَاقُ طَوَائِفٍ
لِحُكُوْمَةٍ يَعْلُوْ بِهَاْ بُنْيَانُ
مَاْ زَالَتِ الْأَخْبَارُ فِيْ حَلَقَاتِهَاْ؛
تَكْلِيْفُ زيدٍ، لا يروقُ سنانُ
وَتَطُولُ فُرْقَتُكُمْ فَلَاْ يَجْنِيْ سِوَىْ
خَصْمٌ، تَوَحُّدُكُمْ لَهُ خُسْرَانُ
لَاْ يَسْتَرِيْحُ سِوَىْ بِطُوْلِ تَشَتُّتٍ
وَعَدَوُّكُمْ فِيْ مَكْرِهِ شَيْطَانُ!
فَمَتَىْ سَيَهْنَأُ شَعْبُكُمْ بِحُكُوْمَةٍ
اَلْجَمْعُ فِيْهَاْ كُلُّهُمْ أُعْوَانُ
لَاْ حِزْبَ فِيْهَاْ، لَاْ مَصَالِحَ غَيْرُ مَاْ
قَدْ أَوْجَبَتْ أَفْعَالَهَاْ لُبْنَانُ
فَبِهَاْ سَيُحْفَظُ كُلُّ رُكْنٍ قَائِمٍ
وَبِهَاْ تَطِيْبُ الْأَرْضُ وَالْإِنْسَانُ
عَفْواً بِلَادَ الْأَرْزِ قَدْ قُلْتُ الَّذِيْ
فِيْ خَاطِرِيْ، وَلْيَصْفَحِ الْغُفْرَانُ
***
د. صالح الفهدي
...........................
القصيدة على اليوتيوب: