صحيفة المثقف

شاكر فريد حسن: وقفة مع الشاعرة السورية جهينة العبداللـه

شاكر فريد حسنجهينة العبداللـه نورس شعري من السويداء في جبل العرب، لم تكمل دراستها العليا بعد الثانوية، وهي ربة بيت، تتذوق الأدب، وتعشق اللغة، وشغوفة بالكتابة الشعرية، قرات كثيرًا وغاصت في بحور الثقافة، تكتب القصيدة النثرية، ونشرت نصوصها على صفحتها الشخصية في الفيس بوك، ولقيت الدعم والتشجيع، ما جعلها تنطلق إلى العالم الواسع، حيث نشرت كتاباتها في عدد من المواقع الالكترونية، وفي العام 2020 صدرت مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان "عصفور بفمي".

جهينة العبد اللـه تجد في الكتابة متنفسًا للبوح والتعبير عما يختلج في صدرها وأعماقها من مشاعر وشجون وهموم، كامرأة وشاعرة حساسة، ونجدها تهتم بالموضوعات الإنسانية والوجدانية والوطنية، وتعالج قضايا الوطن والمرأة والحب والحياة، وتطرح هموم ومعاناة النساء، وتحاكي الحبيب بأجمل كلمات العشق وأرقها وأصدقها.

نصوص جهينة العبد اللـه نثرية قصيرة ناضجة، مكثفة، مركزة، شفافة، عابقة برائحة التراب السوري وياسمين الشام، معجونة بالألم والوجع ومقاومة الموت، وتقوم على المفارقة والاحساس المرهف، بقدر ما تسعى إلى بسيط صورها كما هي في كثافة رؤيتها، وسعة خيالها، وسلاسة حروفها والفاظها، ووضوح تعابيرها.

وثمة سمك شفيف بين قصائد جهينة العبداللـه، حيث الوضوح واللغة السلسة البسيطة غير المقعرة، المناسبة للرومانسيات العالية، والدفق العاطفي الصادق، والإحساس العميق في مسألة الحب والعواطف، والآهات المكبوتة المغلفة في جمال هذه اللغة.. تقول في قصيدة لها بعنوان "لرجل بطعم القهوة":

لرجل بطعم القهوة

يأخذني الطريق خلسة

أرشف اللقاءات الموعودة

وأعود حلما يسري بأيامي نهرا

قد أغدو قرنفلا

أو نرجسا

لكني بطعم البن أنثى

 

لرجل مطري

يغسلني باللهفة

يأخذني الشتاء بلا مظلة

لمائك قداسة الوضوء

ولدفء ذراعيك نشوة

 

لرجل خمري

يأخذني الحلم نجما

أفكّ أزرار الليل

وأتوجك ملكا

 

سبحان من أسرى بقلبي

إلى معبدك

أرتلّ الليل قصائد

وأضمك حرفا .. حرفا

جهينة العبد اللـه تمتلك موهبة جديرة بالظهور والبزوغ، وشاعرة واعدة تنسج الأحلام في شعرها ووشاح عمرها، وبدوري أتمنى لها مواصلة الدرب والمزيد من العطاء والنجاح والتطور على طريق الإبداع الشعري، مع خالص التحيات.

 

بقلم : شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم