صحيفة المثقف

آنا تسانكوفا: لأنّك لستَ سقفي

خيري حمدانАна Цанкова

ترجمة: خيري حمدان


Само набързо исках да ти кажа

أردتُ أن أبوحَ لك هكذا على عجل:

كم أفتقدُكَ حين تغيب

عندها تخمدُ بقسوة

تجلّيات الصمتِ التي كانت تثير سخريتنا.

ها أنا أتفهّم الشاعراتِ اللواتي يعِشنَ حروفَ الحياة.

وأريدُ أن أبوحَ لكَ للتوّ

بأنّني أختارُ بحذر فستاني

الذي ستنزعه عنّي هذا المساء،

وأنّني أتذكّرُ يديكَ وأطرافِ أصابعك،

وأصابُ بالصمم من وقعِ كلمات وخطى

العابرين تحت نافذة حياتي.

وكتلة تلو الأخرى أعدّ ساعات النهار

ليتحقّق حلمي في المساء

في شارع السادس من أيلول

أمام أنظارِ الذكريات الغريبة

المتّجهة نحوك مباشرة. 

**

Сънувах че тичам по стълбо нагоре

حلمتُ بكَ تركض فوق السلالمَ إلى الأعلى

وأنتَ تطاردُني وتعجزُ أن تلحق بي.

عندها خرجتُ إلى الشرفة الصفراءَ المخضرّة

السطحُ شرفةٌ صفراءَ مخضرّة

يتهادى تحت وقعِ الريح

وأنتَ لحقتَ بي.

توقّفتُ وقلتُ لكَ:

أنتَ كهذا السطحِ

أشعر معكَ هنا بوجلٍ ونشوة

لا أريد العودة إلى الأسفل

لا أريد.

أريدُ البقاءَ هنا

أن أتأرجحَ مع الريحِ

لكن عليّ أن أهبطَ ثانية

عليّ أن أهبط

لأنّك

لستَ سقفي.

**

الوحدة

Самотата

تعرّفتُ إليها عندما بلغتُ السابعة من عمري

أيقظتْني

جلستْ عندَ حافّةِ سريري

قذفتْ دمية الدبّ بعيدًا عنّي

استبدلتْها بكرةٍ رماديّةٍ كبيرةٍ من الخوف

وأخبرَتْني بأنّها تحبّني

لم أكذب يومًا في حياتي طوالَ هذا الوقتِ

حين أخبرتُها بأنّي أبادلها الحبّ أيضًا.

**

تدجين المشاعر الجيّاشة

Укротяване на страстта

أخبرتُ العصافيرَ كلّها

عنكَ.

والآن،

تتسابقُ ما بينها

لإطعامي.

***

............................

* ولدت الأديبة الشابة آنا تسانكوفا في مدينة كردجيلي البلغارية، تعمل وتعيش حاليًا في العاصمة صوفيا. نُشرت قصائدها في المجلة الأدبية "No poetry"، "الأدب المفتوح" وغيرها من المواقع الأدبية المختصّة. صدر ديوانها الأول عام 2018 بعنوان "علم آثار الندوب". نالت جائزة "ريح الجنوب" للشعر عام 2019، رشّح ديوانها للعديد من الجوائز الوطنية. نالت جائزة دوبرومير تونيف للشعر، تعمل حاليًا على إصدار ديوانها الثاني.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم