صحيفة المثقف

حمزة بلحاج صالح: من خصائص الكتابة الشذرية

حمزة بلحاج صالحالمرأة في سياق مسطوري

الكتابة حالة من وحي واقعة ونازلة وحدث ومعاش..

أكتب عن الأنثى إنصافا وواجبا تمليه علي فهومي وكسبي العلمي بما يمنحني رؤية للإنسان..

تتعدى طروحات المساواة و" الهيمنة الذكورية"..

فالرجال والنساء بعضهم من بعض وبعضهم أولياء بعض..

ناظمهم وجامعهم وفيصلهم الإنسان..

أكتب عتابا للذكور في حالات عادية وأكتب منفعلا بحالة من رحم وقلب الواقع الذكوري تستفزني تثيرني..

عادة أكتب عن القضايا المفصلية المعرفية الثقافية المحددة لوجهتنا ومالنا ومصيرنا وراهننا..

لكن الكتابة أيضا إستفزار وانفعال وتفاعل وكابة وحزن وفرح..

يستفزك الإنسان ذكرا أو أنثى أو قيمة إنسانية مشتركة..

أو خصائص طبعية أنثوية وذكورية..

استعملت عبارة أنثى لأن من أخص خصائص الأنثى أنوثتها..

و منها أنها كالقارورة " رفقا بالقوارير"..

و سيمياء القارورة سرعة انكسارها وجماليتها كوعاء للورد ومزهرية  وقارورة عطر مثلا ومن ثمة لزوم الحفاظ عليها...

و للرجال خصائص طبعية وتكوينية تختلف عن الأنثى يذكرون بها..

و الجاري عموما هو أن هذا لا ينقص من تلك ولا يبجل هذا على ذاك..

بل لكل خصائصه الطبعية التي تضاف إلى ميزاته ومحاسنة الخلقية ( يعني التكوينية المتعلقة بخلق الله له)...

و ما كتبته في قبح بعض الرجال كثير كثير..

و ما كتبته إنصافا للأنثى كثير وكثير..

و ما كتبته في قبح بعض النساء موجود..

كتبت عن " القوامة " و في فهم حديث " ناقصات عقل ودين" بغض النظر عن سند الرواية لأنني إشتغلت بالمتن..

و كتبت في حملات تحميل المرأة مسؤولية الفساد والتضايق من حظوظ توظيفها في العمل وحصولها على فرص للعمل أكثر من الرجال دون مراعاة نسب الذكور والنساء في كل مجتمع وغيرها..

لا موقف لي دوني ولا سلبي من الأنثى عند من تعود وألف متابعة كتابتي وفحصها وتابعها بتجرد كلا لا بعضا أو مناسبة عابرة..

كتبت منشورا من قبل مباشرة من وحي واقعة صدمتني..

ولو كان المعني بهذا الحيف والظلم ذكرا لقلت عنه إنصافا بما يناسب خصائص الرجل..

مساواة الرجل بالمرأة كمساواة عينتين بخاصيتين مختلفتين وهو امر خارج المعقول..

من جنسين بتكوينين بيولوجيين وسيكولوجيين لا يسمحان بالحديث لا عن الأفضلية ولا عن المساواة ولا عن الدونية...

لنتحدث عن مساواة الإنسان بالإنسان تحت طائلة الحق والقانون والدين ..

الإنسان يعيش حالات القهر والظلم والتهميش والتجهيل ذكرا وأنثى..

قد تكون من بين تلك الحالات ظلم الذكور للإناث وهو ما يجب رفضه وقد تفرزه حالات ثقافية واجتماعية ونفسية تتبطن بالنص الديني..

قد تظهر من بين النساء المعروفات بلطفهن فلتة قبيحة أو قبيحات وذميمات الطبع فظات السلوك فهذا لا يعمم ويحمل غيرها من النساء تبعات قبحها..

و قد يظهر من بين الذكور حالات سوء وقبح وتهور فلا يتحملها كل الذكور..

الأصل هو إنسانية الإنسان كمرجع وإطار للكتابة والحراك الاجتماعي كسياق ..

و الكتابة انفعال يرتبط بسياق المسطور...

المرأة إنسان كالرجل والقوامة تكليف لا تشريف...

النساء شقائق الرجال ..

و لا فضل للرجل على المرأة على أساس مدعى القوامة المفهوم غلطا وخطأ..

القوامة تكليف لا تشريف..

و سؤال سر اختيار الرجل لا يختلف عن سر اختيار المرأة لو حصل ذلك فهو عند المناطقة القدامى سؤال دوري لا يتصل بالعقل والمعقولات..

هكذا اتناول في بعض كتابتي الشذرية المرأة تحت غاية كبرى ومقصد مركزي هو تحرير الانسان رجلا وامرأة من الهيمنات والاستلابات سواء تبطنت بالدين او بالعقل او الثقافة التحررية الغربية او بالاعراف الفاسدة التي امتزجت بالدين...

 

حمزة بلحاج صالح

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم