صحيفة المثقف

صلاح حزام: كشف حساب لمكاسبنا وخسائرنا من الديمقراطية

صلاح حزامالنظام الديمقراطي في العراق ابتدأ منذ العام ٢٠٠٣، ولقد جلب معه تغييرات جوهرية تضمنت خسائر وارباح . سوف أحاول جرد تلك المكاسب والخسائر باختصار .

اولاً: المكاسب:

- حرية التعبير، حيث اصبح عدد القنوات والصحف والمجلات اكثر من أن تُحصى لكنها في الغالب بلامعنى وتنطق بأسم اصحابها حتى لو كانوا يبيعون العصير في الشارع او يتاجرون في النفايات.

- حرية ارتداء الأزياء الحديثة، بحيث اصبحت اشكال بعض الناس مضحكة ويشبهون مهرجي السيرك . بناطيل ممزقة والوان فاقعة وقبعات الخ..

- اتباع الموضة في الحلاقة، بحيث اصبح تعويض قصر القامة ممكناً عن طريق رفع التسريحة ثلاثين سنتمتراً مع حلاقة الجوانب واستخدام المواد اللازمة لتثبيت ذلك الصرح المعماري.

او حلاقة الرأس كاملاً لكي تضيع الصلعة ويبدو الشخص كما لو انه حلق رأسه للتخلص من كثافة الشعر المزعجة.

- فنون جميلة في قص وتهذيب اللحى او اطالتها بحيث تضيف ١٥ سنتمتراً الى طول الوجه الذي يصبح طوله الاجمالي غير معقول ..

- رسم الوشم على الجسم لاسيما الذراعين وبالوان زاهية مع ارتداء الاكمام القصيرة التي تجعل هذا الفن ظاهراً للعيان لاسيما اذا كان الذراع ابيضاً وممتلئاً ...ووشم الصدر والرقبة مع ارتداء ماهو مناسب من الثياب لجعله ظاهراً.

- احذية في الغالب رياضية ملونة يرتديها نساء ورجال مع انهم لايمارسون الرياضة، ومن يمارسها في الشارع (كالركض) يصبح اضحوكة.

- ممارسة متعة شتم الحكومة والمسؤولين وقادة الاحزاب بالحق والباطل !! الشتم في حد ذاته متعة بعد تحريمه على مدى التاريخ...فشكراً لله على هذه النعمة.

- اصبح الكل يتحدث في السياسة والتحليل وتقديم المقترحات حتى لو كان بائع خضار او عامل نظافة ...

- تمتعنا بالتعددية الحزبية وصار لدينا اكبر عدد من الاحزاب في العالم... بحيث يتنافس مئات الكيانات في الانتخابات والى الحد الذي جعل المنافسة بلا معنى ..

ثانياً : الخسائر:

- فقدان كامل لنظافة المدن واللامركزية في رمي الأزبال اين مايشاء الناس. زرت بغداد نهاية عام ٢٠٢٠ واكتشفت انها اصبحت بمثابة مكب نفايات عظيم !!

- حرية البناء في اي مكان وبأي شكل دون موافقات بلدية وتحويل الشوارع السكنية الى تجارية

- امكانية الاستحواذ على المال العام كالاراضي والدور وغيرها

- تراجع الاخلاق والقيم

- تراجع وغياب هيبة الدولة

- غياب النظام المروري

- بروز قانون شريعة الغاب

- هيمنة العشائر على المشهد وتراجع دور المؤسسات المدنية

- انتشار المخدرات

- تفشي الانحلال الاخلاقي

- تحوّل الرشوة والفساد الى ممارسة شائعة ومقبولة نسبياً وتعميم ممارستها. صارت تعتبر شطارة!!

- تراجع هيبة ومكانة الدين ورجال الدين بعد ان اصبحت السرقة والرشوة تُمارس بأسم الدين وبشكل سافر.

- انتشار الالحاد والمجاهرة به

- غياب التقديم المنتظم للخدمات الحكومية لاسيما الماء والكهرباء

- تفشي الامراض الفتاكة

- انتشار سوء التغذية

- تفشي العشوائيات (احدى المنظمات تقول ان ١٥٪؜ من سكان العراق يعيشون في العشوائيات)

- انتشار ظاهرة قتل الاطفال

- تفشي البطالة

- شيوع ظاهرة البحث عن وظيفة حكومية مهما كانت بدلاً عن العمل المنتج.

- ازدياد اعدادالسيارات دون ضوابط تُراعي طاقة الطرق.

الآن اترك لكم الحكم على جدوى ١٨ سنة من الديمقراطية !!

فقط قارنوا الارباح والخسائر ...

ما اسميته أنا ب: مكاسب او ارباح هو في الحقيقة قد يكون خسائر من نوع آخر، لكني جاريتُ بهجة وسعادة البعض بحرّية ممارسة تلك الاشياء واستعداده لتحمل كل الخسائر مقابل ذلك ...

ارسل لي صديق فيديو يظهر فيه ساحل بحيرة الحبانية وهو يغص بالسابحين وكذلك يغص بالازبال من قناني فارغة واوراق وغيرها، كان هذا الفلم القصير معبّراً جداً وهو يقول : نحن كمجتمع لسنا جاهزين لبناء بلد ديمقراطي!

والّا هل ان الاحزاب الفاسدة والمليشيات هي التي رمت النفايات؟؟

من رماها جمهور عديم الوطنية وعديم الاحساس وغير مستعد لتحمل المسؤولية،، وهو جالس بانتظار قدوم الطاغية العسكري الذي سوف يقصم ظهره اذا رمى النفايات في الماء..

من قام بتصوير الفلم كان يعلّق قائلاً:

انهم يسكرون ويتبولون في الماء ثم يسبحون فيه !!!ويرمون قذاراتهم ايضاً...

هل هذا جمهور يستطيع بناء ديمقراطية؟

 

د. صلاح حزام

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم